روحاني: الأزمة مع أميركا استراتيجية وستكون أول الهاربين من المنطقة ظريف: مستعدّون لمقترحات باريس وينفي إمكانية واشنطن على زعزعة أمن الخليج
أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، أن «المشكلات بين طهران وواشنطن لا ترتبط بالاقتصاد، وهي استراتيجية بطبيعتها وتستند إلى نظرة مختلفة إلى النظام العالمي».
وقال روحاني، في كلمة ألقاها في يوم «صناعة الدفاع الإيرانية»، أمس، «المشكلة التي نواجهها مع الولايات المتحدة، هي ليست مشكلة اقتصادية أو سياسية، المشكلة هي استراتيجية وتستند إلى نظرة مختلفة إلى العالم».
وأشار روحاني إلى أن «العالم لا يمكن أن يكون آمناً، حتى تلتزم بعض الدول باحترام حقوق الدول الأخرى، لكن في الوقت الحالي هذا مجرد حلم».
ووفقاً له: «لا يمكن أن تكون ردة الفعل على القوة بالمنطق، ولا يمكن الردّ على العقلانية إلا بالعقلانية، والردّ على القوة فقط بالقوة»، مشيراً إلى أن «إيران الآن في ظروف يتعين عليها فيها حشد قواتها».
وأكد الرئيس الإيراني، «فشل كافة المخططات الأميركية الإقليمية المعادية لبلاده»، مبيناً أن «أميركا ستكون أول من سيهرب من المنطقة عند حدوث الخطر».
ولفت روحاني بكلمته، أمس، خلال مراسم إزاحة الستار عن المنظومة الصاروخية الإيرانية للدفاع الجوي «باور 373»، إلى «مرور عام من الحظر القاسي المفروض من قبل الأعداء على ايران وفشل أميركا في كافة مخططاتها الإقليمية المعادية لإيران».
وقال روحاني: «اليوم لا يوجد أدنى شك لأي شخص، وحتى بعض دول الجوار التي تعول على أميركا، في أنها تعترف بأن أميركا هي أول من سيفر من المنطقة عند حدوث الخطر».
وأضاف الرئيس الإيراني: «أميركا استخدمت كافة طاقتها ضد إيران، إلا أن الظروف الاقتصادية للبلاد مقارنة بالعام الماضي أصبحت أكثر استقراراً، ولم أر أبداً أمريكا أكثر عزلة وإهانة مما هي عليه اليوم».
وأشار روحاني إلى «انسحاب أميركا من الاتفاق النووي وممارستها الضغوط الاقتصادية على بلاده»، قائلاً: «إن انسحاب أميركا من الاتفاق النووي يعنى نكث العهد وانتهاك القوانين الدولية وممارسة الإرهاب الاقتصادي ضد إيران».
وأدان الرئيس الإيراني العدوان الأميركي على أفغانستان والعراق وسورية واليمن، داعياً إلى «استخدام كافة القدرات المتاحة لمواجهة الغطرسة الأميركية».
وفي معرض الإشارة إلى منظومة «باور 373» الصاروخية، أكد روحاني أنه «في حال مقارنة هذه المنظومة الجديدة الخاصة بالدفاع الجوي مع نظيراتها الأجنبية، فهي أكثر قوة من منظومة أس 300 وقريبة من مستوى أس 400».
وأشار روحاني إلى أن «طهران مستعدّة لضمان أمن الخليج ومضيق هرمز حالما تتوقف الدول الأخرى في المنطقة عن الدفع للتخلي عن العلاقات الطبيعية مع طهران». كما أعرب عن استعداده لـ»التعاون مع الدول التي لديها خلافات مع إيران، وإجراء حوار لحلها».
من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أمس، إن «طهران مستعدّة للعمل على مقترحات فرنسية لإنقاذ الاتفاق النووي الدولي الذي وقعته إيران مع القوى العالمية عام 2015».
وأضاف ظريف في المعهد النرويجي للشؤون الدولية «هناك مقترحات على الطاولة… وسنعمل عليها».
وقال وزير الخارجية الإيراني، «نحن نبذل جهوداً للحفاظ على أمن الخليج، ويجب على أميركا أن تدرك بأنها عاجزة عن زعزعة الأمن في هذه المنطقة».
وأكد وزير الخارجية الإيراني، أنه «وفقاً للقرار 2231، فإنه يتعيّن على الدول أن تقوم بتطبيع العلاقات الاقتصادية مع إيران، لكن أميركا تمارس الضغوط ولا تسمح لها بذلك».
ووصف ظريف الحظر الأميركي بأنه «ضرب من الإرهاب لكون يستهدف عموم الشعب» مضيفاً أن «هؤلاء يسعون من خلال ضغوطهم أن يرغموا الشعب على تغيير مواقفه، الأمر الذي ينطبق عليه مفهوم الإرهاب».
وتطرق وزير الخارجية الإيراني إلى قضية احتجاز ناقلة النفط الإيرانية في مضيق جبل طارق، في إطار قوانين الاتحاد الأوروبي مبيناً أن «الجميع يعلم بأن قوانين الاتحاد لا تتعدى حدود الدول الأعضاء فيه» مؤكداً على «ضرورة اتباع القوانين الدولية، لأنه في حال عدم رعايتها سيؤدي ذلك إلى الفوضى في المجتمع الدولي».
وفي معرض رده على سؤال بشأن احتمال وقوع مواجهة عسكرية بين إيران وأميركا من عدمه، قال ظريف: «إن البعض في أميركا يرغبون في اندلاع الحرب».
وعرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أول أمس، إما تخفيف العقوبات على إيران أو توفير «آلية تعويض لتمكين الشعب الإيراني من العيش بشكل أفضل» في مقابل الامتثال التام للاتفاق الذي انسحبت منه الولايات المتحدة العام الماضي.
وأضاف ظريف في كلمة له أمام حشد من أبناء الجالية الإيرانية في النرويج: «إن عهد الجمهورية الإسلامية هو العهد الوحيد الذي لم ينقص فيه من أرض إيران شبر واحد، لأن هذا العهد هو عهد الشعب»، بحسب وكالة «مهر» للأنباء.
وعن الطائرة الأميركية المسيرة التي أسقطتها إيران من قبل، قال ظريف: «كان بإمكان إيران إسقاط طائرة التجسس الأميركية المسيرة التي اخترقت الأجواء الإيرانية، بمنظومة «إس 300» أيضاً، إلا أنها أسقطتها بمنظومة دفاع جوي وطني الصنع لتبثت بأننا لن نعتمد على أحد في الدفاع عن أنفسنا».