باسيل: التخاذل الدولي سيجعل الشرق مقبرة واسعة
أشار وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل إلى «أنّ الإرهاب الذي نواجهه يتفشى في كلّ دول العالم»، لافتاً إلى أنّ الشرق الأوسط سيتحول إلى مقبرة واسعة إزاء التخاذل الدولي.
وفي كلمة ألقاها بعد توقيعه مذكرة تفاهم بين لبنان ودول «ميركوسور» في بارانا الأرجنتين خلال الاجتماع الوزاري الـ 47 العادي لمجلس دول السوق المشتركة في أميركا اللاتينية، قال باسيل: «إنّ الإرهاب الذي نواجهه يتفشى في كلّ دول العالم. فنراه يتطور في أندونيسيا من 86 مقاتلاً أجنبياً إلى 514 في أربعة أشهر، ونراه يصل البارحة إلى أستراليا، وهو سيصل إليكم، وسيصل حتماً إن لم نوقفه في لبنان ويوقفه جيشنا البطل الذي تقطع رؤوس عناصره». وأضاف: «للأسف، لم يعد الرب يجمع بين كلّ الشعوب، لا بوجوده ولا بواحديته ولا بمفهومه. والله الذي نتشاركه وإياكم، هو يسوع المسيح برسالته، إن لم يكن بشخصه، وممثله على الأرض هو الآن من عندكم، ونشأته ومنبعه على الأرض هو في الأصل من عندنا. وهذا ما يحمِّلنا المسؤولية الأكبر في الحفاظ على رسالته، رسالة المحبة والرجاء والإيمان، وأهمها المحبة. لكنّ السؤال هو: كيف وأين نحافظ على الرسالة إن لم يبق من رسل؟ فرسل المسيح في الشرق تناقصوا في سنوات قليلة من 82 في المئة إلى 12 في المئة في بيت لحم، ومن 1.5 مليون إلى 300 ألف في العراق، ومن 60 في المئة إلى 40 في المئة في لبنان، ورسل المسيح في أوروبا يقول عنهم البابا فرنسيس أنهم تحولوا إلى جدات في مجتمع هرم لم يعد خصباً ولا صاخباً. وتبقى أميركا اللاتينية هي منبع الأمل، ويبقى لبنان يمثل إرادة البقاء على رغم ما يتعرض له من نزوح إلى أرضه بما تزيد نسبته على 40 في المئة من سكانه، و150 نازح في الكيلومتر المربع الواحد، وكأنّ 400 مليون أميركي لاتيني انتقلوا للعيش في الأرجنتين خلال فترة سنتين، أو كأنّ 27 مليوناً انتقلوا للعيش في الأوروغواي».
وختم باسيل: «إن خلص لبنان خلصت الرسالة، رسالة الآخر والقبول به، وليس الآخر فقط عندما يعجبني، على حدّ قول الكاردينال توران. وإن هلك لبنان، هلكت المسيحية، وسيهلك أيضاً الإسلام الحقيقي، ولن تسلم أميركا اللاتينية من هلاكها. وسيتحول الشرق الأوسط إلى مقبرة واسعة، إزاء تخاذل دولي بقي صامتاً بعد تهجير 400 ألف يزيدي ومسيحي من الموصل، ولم تتحرك لتاريخه المحاكم الدولية إلا ضدّ بعض قادة أفريقيا وأميركا اللاتينية».