«داعش» في عين الحلوة ودراجات مفخخة
يوسف المصري
التوقيفات التي أنجزها الجيش اللبناني خلال اليومين الماضيين لإرهابيين وإحباطه لعملية تفجير السيارة المفخخة التي تفيد المعلومات أنها انطلقت من عرسال، سلطت الضوء بحسب مصادر أمنية على مجموعة حقائق خطرة تحتاج لمعالجات أمنية وسياسية عاجلة، أبرزها أمران اثنان:
أولهما ارتباط جزء كبير من الخلايا الجديدة التي تم تنظيم معظمها في الفترة التي تلت حسم الجيش للوضع في طرابلس بالإرهابي المطلوب شادي المولوي الذي نجح بالفرار من طرابلس إلى مخيم عين الحلوة، وهو يقيم هناك منذ عدة أشهر.
وبحسب معلومات خاصة بـ «البناء»، فإن شادي المولوي يتخذ من مخيم عين الحلوة مقراً له يدير منه خلايا نائمة في منطقة الشمال.
وكشفت هذه المعلومات أنه خلال عملية القوى الأمنية اللبنانية لتصفية الوضع الشاذ في مبنى «ب» في سجن رومية لوحظ حراك لمجموعات تكفيرية في مخيم عين الحلوة حاولت الاعتراض على الخطوة اللبنانية وإنشاء حالة بلبلة أمنية الهدف منها التشويش على سير العملية الأمنية في المبنى «ب». وترصد هذه المعلومات ظهور نحو خمس مجموعات قامت بهذا التحرك، كان أبرزها مجموعة المدعو عبد الله مبارك الذي انتشرت مجموعته في أحد أحياء المخيم بسلاحها وهي تتكون من نحو 25 مسلحاً.
وتفيد معلومات من داخل المخيم أن مبارك بايع تنظيم «الدولة الإسلامية» داعش ، وباتت مجموعته تعتبر إحدى أذرعها «الجهادية» في عين الحلوة.
كما تلاحظ المعلومات عينها أنه منذ قدوم شادي المولوي إلى المخيم حصل تصعيد في حركة المجموعات التكفيرية في المخيم، إذ إن رقعة انتشارها لم تعد محصورة فقط في منطقة أطرافه في حي التعمير، بل أصبح لها تواجد في أحياء أخرى في عمقه، منها حي حطين.
وأضافت أنه خلال بدايات هذا الشهر تم الكشف عن تفخيخ أربع دراجات نارية داخل عين الحلوة والعثور على شرائك تفخيخية صغيرة. وثمة اعتقاد أنها كانت ستستخدم في عمليات داخل المخيم من أجل تسخين الوضع الأمني فيه ونقل أجوائه من حالة التفاهم السائدة حالياً على ضمان استقراره مع الأجهزة الأمنية اللبنانية إلى حالة فلتان وتوتر، وهو أمر تفيد منه المجموعات التكفيرية.
الأمر الثاني وهو متصل بالأمر الأول ويعتبر استكمالاً له، ويتمثل بأن المجموعات الخمسة في حي التعمير التي من رموز أمرائها هيثم الشعبي وأسامة الشهابي وبلال بدر، عادت أيضاً لإبداء سلوك ينم عن وصول تعليمات إليها لكي تتخلى عن حالة الهدنة الظاهرية التي كانت تحاول الإيحاء بها الفترة الماضية، لطيف القوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية في المخيم التي لديها تنسيق أمني معين مع أجهزة الأمن اللبنانية. وتؤشر بعض المعلومات على هذا الصعيد إلى أن شبهات تحوم حول صلة لبعض قادة المجموعات الخمس بوقائع تفخيخ الدرجات النارية الأربع السالف ذكرها.
وتضيف مصادر في المخيم أن حالة الصراع السائدة بين محاور حركة فتح داخل المخيم يعزز فرص دخول المجموعات التكفيرية على خط الإفادة منه، لتعكير صفو أمن المخيم وأخذه إلى مرحلة فلتان يؤدي إلى جعل القوى التكفيرية أكثر قدرة على التحكم بناصية مناخه الأمني والسياسي.