مخاطر استخدام النفط السعودي في مواجهة الموقف الروسي

ناديا شحادة

أدركت السعودية ودول الخليج بالخطر الذي بدأ الإحاطة بها مع تقدم الحوثيين في اليمن، ولاحظت هذه الدول ان الاتفاق على الملف النووي الايراني بات قريباً، إضافة الى بقاء الرئيس بشار الاسد في منصبه رئيساً للجمهورية السورية على رغم كل المحاولات لازاحته التي بائت بالفشل وإيقاف الدعم الروسي لسورية سواء بالتقنية العسكرية او بالدعم السياسي، فحاولت دول الخليج بقيادة السعودية الضغط على روسيا من أجل تغيير موقفها من الأزمة السورية.

السعودية التي تعتبر احدى الدول الرئيسية في سوق النفط العالمية حاولت ان تستخدم السياسية النفطية الراهنة للضغط على روسيا من أجل التراجع عن دعمها الرئيس الاسد وفقاً لما خلصت اليه صحيفة «نيويورك تايمز» الاميركية في تقرير نشرته الثلاثاء الماضي ، الذي جاء فيه ان السعودية تحاول ممارسة الضغط على موسكو لإجبارها على التخلي عن دعم الرئيس بشار وتحدثت فيه عن مفاوضات روسية – سعودية حول تقليص السعودية انتاجها من النفط في مقابل تخلي موسكو عن دعم الرئيس الاسد، ونقلت الصحيفة عن مسؤولين سعوديين واميركيين القول إن امكانية تقليص انتاج النفط ورفع اسعاره تتيح لهم استخدامها كأدوات ضغط على روسيا وان الرياض تستخدم السياسة النفطية الراهنة للضغط على موسكو من اجل التراجع عن دعمها للحكومة السورية، وأشارت الى ان السعودية وروسيا دخلتا في نقاشات عديدة على مدى الأشهر القليلة الماضية من دون الوصول الى اتفاق مهم حول الازمة السورية، ولكن سرعان ما جاء النفي على لسان البرلماني الروسي اليكسي بوشكوف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما وصرح انه لم تكن هناك أية مفاوضات حول تقليص السعوديين انتاج النفط في مقابل تخلي موسكو عن دعم الرئيس بشار الأسد وهذا كذب.

وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف في بيان ان هذه المعلومات ليست الا افتراءات صحافية.

ويرى المتابعون ان الموقفين الروسي والسعودي متناقضان بشأن الوضع السوري، ففي الوقت الذي تعد روسيا من أهم حلفاء الحكومة السورية في العالم أكدت وفي شكل مستمر تمسكها بموقفها المبدئي والثابت تجاه سورية والقائم على رفض التدخل الخارجي في شوؤنها والحرص على حل الأزمة بالطرق السياسية وعبر الحوار بين السوريين، واستضافت مؤخراً منتدى موسكو لايجاد حل للازمة السورية من طريق المشاورات بين الحكومة والمعارضة، فيما تعتبر المملكة العربية السعودية على رأس الدول الداعم للمعارضة السورية وتمارس دورها الاجرامي في منطقة الشرق الاوسط، ويعتبر نظام آل سعود الداعم الاساسي للارهاب في سورية.

«حماس» تخنق مبادرة المصالحة في مهدها

تداعت الفصائل الفلسطينية في رام الله استجابة لمبادرة منظمة التحرير للتنسيق مع حركتي حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة من أجل تحرير عجلة المصالحة العالقة.

وعقد لبحث هذا الشأن اجتماع فصائلي فلسطيني في رام الله مطلع الأسبوع بطلب من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، بقصد التمهيد لتوجه وفد منها إلى قطاع غزة لعقد اجتماع شامل لمناقشة الملفات العالقة، أبرزها المصالحة وعمل الحكومة في القطاع وإعادة الإعمار.

وقبيل هذا كله كانت الاتصالات تسير على قدم وساق لتحديد موعد الانطلاق لقطاع غزة، إلا أن هذه الانطلاقة في رام الله سرعان ما قتلت في مهدها في غزة بعدم رد «حماس» على الاتصالات، ومن ثم ردها لاحقاً بطلب تأجيل هذه الزيارة.

عدم جاهزية

وعلى رغم أن الخطورة الناتجة من مراوحة المصالحة مكانها والاختلاف حول عمل حكومة التوافق الوطني بلغت مبلغاً كبيراً لا يحتمل التأجيل في ظل الانفجار المتوقع في أي لحظة غير أن «حماس» تبدو غير جاهزة على رغم إدراكها لحساسية المرحلة والتداعيات السلبية للتأجيل.

وقال وزير العمل الفلسطيني السابق وعضو الجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني إن حركة حماس طلبت منا أياماً عدة للرد على تحديد موعد لمجيء وفد الفصائل الفلسطينية من الضفة الغربية لقطاع غزة، مشدداً على أن وفد الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية جاهز منذ يومين للتحرك، إلا أنه ينتظر رد حركة حماس.

إنهاء الانقسام

من جهة أخرى، قال عضو اللجنة التنفيذية صالح رأفت لـ«البيان» إن قرار منظمة التحرير هو العودة إلى الحوار، لا من أجل عقد اتفاقات جديدة، بل من أجل إزالة العقبات من أمام تنفيذ الاتفاقات السابقة، وتمكين حكومة الوفاق من ممارسة مهماتها في قطاع غزة.

مضيفاً: «نريد إرسال وفد من المنظمة لعقد لقاء مع حماس والجهاد الإسلامي، من أجل وضع آليات لتنفيذ الاتفاقات، لأن استمرار الانقسام هو نقطة الضعف بالوضع الفلسطيني، فإنهاء الانقسام هو أولوية لدينا».

رسالة حماس إلى المنظمة

وحول أسباب وعوامل عدم الاستجابة الفورية من قبل حركة حماس يوضح المحلل السياسي سمير عباهرة في تصريح لـ«البيان» أن الحركة تنظر بجدية وأهمية لإعادة الإعمار وليس للمصالحة، وأضاف: «الأولوية الأولى لحماس هي إعادة الإعمار التي تتهم حكومة التوافق بعرقلتها والتأخير في تنفيذها. وذلك لأن تأخر الإعمار يعتبر فشلاً لحماس وحكمها في غزة، في حين أنها لا تهتم لحكومة التوافق وتسعى إلى عرقلتها، لأنها تعتبر نجاح الحكومة هو نجاح للقيادة الفلسطينية، ومن هذا الباب تضع حماس العراقيل أمام الحكومة وتسعى دائماً إلى إفشالها، وبالتالي إفشال المصالحة التي تريدها حماس محطة عبور لها لتحقيق مآرب عجزت عن تحقيقها في زمن الانقسام».

ردّ بارد

على رغم أن حماس لم تغلق الباب نهائياً أمام تحركات المنظمة باتجاه تفعيل المصالحة، وطلبت المزيد من الوقت قبل أن تعلن ردها، إلا أن العديد من المراقبين يرون أن المكتوب واضح من عنوانه، مرجحين أن تتعطل الزيارة أو أن لا تحرك ساكناً في ضوء هذا «الرد البارد» لـ«حماس» في ظل الظروف الفلسطينية الساخنة، وجهود المنظمة المندفعة باتجاه دفع المصالحة.

ومتوقعين أن تكون استجابة الحركة بالإيجاب بعد فترة لا تتعدى أهدافها تجنب حرج الرفض والانتقاد الذي سيوجه لها إذا ما وضعت نفسها في هذا الموقف، معتبرين ذلك إشارة فشل جديد لمحاولة جديدة لن تغير في الأمر شيئاً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى