ميقاتي: فقدنا الثقة بالمجلس البلدي
تفاعلت قضية مرأب ساحة التلّ في طرابلس بعد تراجع المجلس البلدي في عن قرار كان أصدره قبل أسبوع برفض إقامة مرأب في ساحة التل – ساحة جمال عبد الناصر.
واستغرب الرئيس نجيب ميقاتي هذا التراجع وقال: «في الوقت الذي تحتاج طرابلس الى كلّ جهد لإقامة مشاريع إنمائية، ضمن خطة متكاملة ووفق لائحة أولويات، يتسرّع المجلس البلدي في نقض قرار كان قد اتخذه بالتشاور مع المجتمع المدني وفاعليات المدينة التي وقفت صفاً واحداً رفضاً لمشروع لا يمثل أولوية بأيّ شكل من الأشكال».
أضاف: «إنّ الإنقلاب على القرار بالخفة والسرعة التي تمّ فيها هو انقلاب مريب يجعلنا نفقد الثقة بهذا المجلس، باستثناء بضع أصوات حملت بأمانة هواجس الرأي العام الطرابلسي، وانا من موقعي، سأتمسك بموقف هيئات المجتمع المدني وأصحاب الخبرة والإختصاص، ولن أتوانى عن اتخاذ اي موقف يحمي مستقبل المدينة وأهلها وحقهم في اختيار ما يَرَوْن فيه مصلحة لهم، بدءاً من سحب الثقة بالمجلس البلدي وصولاً الى إعتبار هذا القرار مطعوناً فيه شعبياً و شرعياً».
وختم «إنّ موقفي هذا إنما ينبع من إرادة معظم أهل مدينتي ونحن الأحرص على الحفاظ على أمانتها، مع إدراكنا انّ انماءها يحتاج، أكثر ما يحتاج، الى خطة متكاملة، وليس إلى مشاريع مبعثرة غير مرفقة بدراسة فعلية عن الجدوى الفعلية منها».
من جهته، علق وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، على تحفظات مشروع المرأب، وقال في تصريح: «إنّ الأخوة في المجتمع المدني وضعوا تحفظات حول المشروع المنوي إنشاؤه في ساحة جمال عبد الناصر- التل، وإنّ هذه التحفظات جديرة بالنظر إليها، وبعدما اتخذ المجلس البلدي قراره كان قد طلب إلى مجلس الإنماء والإعمار أن يقدم له عرضاً فنياً لجدوى هذا المشروع ومحاولة تلافي النتائج السيئة التي تحدث عنها البعض، وهذا سيحدث عندما يتأكد المجلس البلدي أنّ هذا المشروع فيه خير محض للمدينة، لأنه سيستعيد وسطها بدوره، وسيغذي وجهها ويجعلها متألقة وسيجعل المساحات الخضراء غالبة في المدينة، علما أنّ هذا المرأب بأعمدته يستطيع أن يحتمل أربعة أدوار فوق الأرض، فيما إذا كان هناك مشروع لإعادة بناء السراي العثماني».
وكان رئيس اتحاد بلديات الفيحاء ورئيس بلدية طرابلس الدكتور نادر الغزال أعلن أمام فاعليات المجتمع المدني، بعد الاحتجاجات على مشروع مرأب ساحة التل: «لكلّ محب للمدينة ممن شارك في الحوارات حول المشروع المزمع انشاؤه في ساحة التل والذي شغل حيّزا كبيرا من النقاش بين معارض ومؤيد، أقول: الواقع الحالي فعلياً بعد قرار المجلس البلدي بطلب التعديل يتضمّن إنشاء قصر ثقافي بشكل السراي القديمة تصل المساحة المبنية بحسب الرأي الهندسي إلى ما يقارب عشرة آلاف متر مربع ، يعيد السراي إلى موقعها بعدما أزيلت من تراثنا منذ أكثر من خمسين عاماً، يتمّ تمويله من البلدية بدلاً من انتظار الهبة التركية، وهو يضمّ مرأباً يغطي حاجة القصر الثقافي. إضافة إلى مرأب عام للسيارات الخاصة والسياحية كي تمكن الزوار من أن يركنوا سياراتهم وتحريك العجلة الاقتصادية والتجارية في الوسط التجاري».
أضاف: «هذا المشروع يحوّل منطقة التل إلى منطقة مشاة شأنها شأن معظم المناطق المركزية في دول العالم المتحضر. وهنا أسأل: اين بيع المدينة وخيانتها؟ وأين العار في هذا القرار؟ أما عن التنفيذ فهذا التحدّي قائم أمام كلّ المشاريع التي تأتينا من الحكومة، في هذه الحال فلنقاطع كلّ المشاريع التي تقرّها لنا الدولة لكون تجاربنا السابقة معها أثبتت فشلها… ثم نتساءل لماذا نبقى في مكاننا وغيرنا يتقدّم ويتطوّر».
وختم الغزال داعياً أصحاب الاختصاص الى أن «ينضمّوا إلى متخذي القرار ليناقشوا ما يمكن إدخاله من تحسينات إضافية على عناصر التصميم المعدل الذي طلبه المجلس البلدي في قراره بالموافقة على المشروع بعد تعديله».