لماذا أوقفت ولم توقف السعودية «عاصفة الحزم»؟
حميدي العبدالله
يمكن القول إنه بعد مرور حوالي أسبوع على إعلان السعودية وقف «عاصفة الحزم» أنّ عاصفة هذه العاصفة مستمرة، ولكن تحت مسمّى جديد «عاصفة الأمل».
فالقصف الجوي والبري لا يزال مستمراً في كلّ أنحاء اليمن، وقد تراجع جزئياً فقط في العاصمة صنعاء. ولكن لماذا أعلنت السعودية وقف حربها على اليمن، وعملياً استمرّت في هذه الحرب؟ العوامل التي أدّت إلى الإعلان عن وقف الحرب باتت معروفة، وقد أسهبت في شرحها وسائل الإعلام المختلفة، وبينها فشل الحرب في تحقيق أهدافها المعلنة، والضغوط الدولية والإقليمية على السعودية، وهذا ما كشفته الصحافة الغربية، ولا سيما الضغوط الأميركية، والسعي إلى تنفيس الاحتقان، وإرباك حسابات «أنصار الله» وحلفائهم الذين كانوا يستعدّون للردّ على العدوان. ولكن ولأنّ «عاصفة الحزم» لم تحقق الأهداف التي أعلنتها حكومة المملكة العربية السعودية على لسان مسؤوليها والناطق باسم «عاصفة الحزم» فكان واضحاً أنّ الوقف الكامل للعملية سيقود إلى انهيارات سريعة في صفوف القوى والجماعات المناهضة لأنصار الله وحلفائهم داخل اليمن، وذلك سيضاعف من وطأة الفشل الذي مُنيت به «عاصفة الحزم»، وسيكون لذلك تداعيات سلبية داخل المملكة العربية السعودية، عكستها تعليقات الناشطين على صفحات التواصل الاجتماعي في المملكة في الساعات الأولى على إعلان وقف «عاصفة الحزم».
لذلك قرّرت السعودية على وجه الخصوص، من دون معرفة مواقف شركائها الآخرين، مواصلة «عاصفة الحزم» في محاولة منها لأن يكون التفاوض مع أنصار الله وحلفائهم، تحت القصف والحصار، على أمل أن يحقق ذلك ما عجزت عن تحقيقه في الأيام الـ 27 التي سبقت إعلان وقف «عاصفة الحزم».
لكن تحقيق هذا الهدف أيضاً مرتبط بعاملين أساسيين:
العامل الأول، نجاح المناهضين لأنصار الله وحلفائهم في تحقيق مكاسب ميدانية، مستفيدين من الغارات التي تشنّها الطائرات على مواقع الجيش اليمني وأنصار الله، والسيطرة على مدن أو مدينة كبرى في جنوب أو وسط اليمن.
العامل الثاني، قبول أنصار الله وحلفائهم التفاوض قبل وقف «عاصفة الأمل» واستمرار الغارات والقصف البري على مواقع الجيش واللجان الشعبية واستمرار الحصار على كامل الأرض والشعب اليمني، إذا لم يتحقق هذان العاملان، أو على الأقلّ عامل واحد منهما، فهذا يعني أنّ «عاصفة الأمل» ستواجه وضعاً مشابهاً لما واجهته «عاصفة الحزم» في اليوم الـ 27 على بدئها.