وقائع من العالم
«ستكون موقعة ندية جداً لا تشهد تسجيل الكثير من الأهداف. وربما نشهد اللجوء لركلات الترجيح مجدداً» كانت تلك توقعات ريكاردو لافولبي عن نهائي كأس القارات FIFA بين البرازيل والأرجنتين.
كان المدرب ابن العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس قد شهد لتوّه خسارة فريقه المكسيك في نصف النهائي بنتيجة 6-5 في ركلات الترجيح ـ وهو الذي كان متقدماً بنتيجة اللقاء قبل عشر دقائق من نهاية الوقت الإضافي. وقبل ذلك بيوم وفي ملعب فرانكنشتاديون كان أدريانو قد سجل هدفين ليضمن فوز البرازيل 3-2 على ألمانيا المستضيفة في موقعة نصف النهائي الندية الأولى.
كانت الإحصاءات تصبّ لصالح صحة توقعات لافولبي. فقد فازت البرازيل في 37 وخسرت 36 من المواجهات الـ94 مع الأرجنتين. ولم يتم حسم نتيجة أي من تلك اللقاءات بهامش يزيد عن هدفين منذ أن ألهم جارزينيو الفوز لرقاصي السامبا بنتيجة 4-1 عام 1968. أتى ذلك بمساعدة الملعب الذي كان ماراكانا في تلك المرة. أما في النسخة الأحدث من هذه الموقعة، فستكون الأرض ألمانية حيادية في فرانكفورت. مع العلم أن المباراة النهائية في النسختين السابقتين من كأس القارات انتهت بنتيجة واحدة، ولصالح البرازيليين في المناسبتين 1-0.
وفي يوم هذه الموقعة الشهيرة عام 2005 لم يتأخر البرازيليون بهزّ الشباك في الجنوب الألماني. فبعد عشر دقائق فقط من صافرة البداية، أرسل سيسينيو الكرة بتمريرة متقنة إلى أدريانو. تجاوز صاحب القميص رقم 9 كلاً من النجم الأرجنتيني غابرييل هاينزه على مشارف منطقة الجزاء، ثم تخطى مدافعاً حاول عرقلته وكان بوسعه أن يتحصل منه على ضربة حرة، ثم سدد كرة ساحقة لم يتمكن الحارس الأرجنتيني جيرمان لوكس القيام بشيء حيالها. وقد صرّح المدرب كارلوس ألبيرتو باريرا عن ذلك الهدف لاحقاً: «لا أحد في العالم يسدد بقوة أدريانو».
بعد ذلك بدقائق، زاد المأزق بالنسبة لفريق خوسيه بيكرمان. فقد تكاتف كل من سيسينيو وروبينيو لتحرير كاكا من الرقابة، وقام بدوره على بُعد 20 ياردة من توجيه تسديدة لم تُخطئ عرين الخصوم في الزاوية العليا. وبعد 88 ثانية من انطلاق الشوط الثاني، تبخّرت آمال الأرجنتين أكثر في اللحاق بالنتيجة عندما صنع سيسينيو هدفاً أتى بتوقيع رونالدينيو لتصبح النتيجة 3-0.
وفي الدقيقة 64 قدم سيسينيو تمريرة حاسمة أتمها أدريانو في الشباك مجدداً. وكان ذلك هو ثالث هدف يصنعه هذا اللاعب ذو البنية الجسدية المتواضعة في المباراة. وكان ذلك هو الهدف الخامس لأدريانو في البطولة التي نال بنهايتها جائزة الحذاء الذهبي adidas متقدماً على جون ألويسي ومايكل بالاك ولوتشيانو فيغوروا.
تمكن بابلو أيمار من اقتناص هدف لحفظ ماء الوجه للأرجنتين، ولكن ذلك لم يمنع البرازيليين من الخروج بأكبر نصر على هذا الخصم منذ 37 سنة. 29 حزيران 2005، أي قبل عشر سنوات تماماً من الآن، كان يوماً تاريخياً لكوكبة من نجوم المنتخب الأصفر. وقال روبينيو، في إشارة لغياب الأسطورة رونالدو الذي كان مصاباً آنذاك: «كانت لدينا ظاهرة أخرى في الهجوم اليوم. لا أحد بوسعه الوقوف في وجه أدريانو عندما يلعب هكذا».
بوسع الأرجنتينيين أن يشهدوا على ذلك بكل مرارة. فقد كان منتخبهم الأول على وشك الفوز بنسخة العام الذي سبقه 2004، بلقب كأس أميركا الجنوبية. إلا أنه كان لأدريانو قول آخر. فسجل في الوقت بدل الضائع هدف التعادل، ومن ثم الهدف الأول من ركلات الترجيح ليفوز البرازيليون باللقب القاري. وبذلك يكون نجم إنتر ميلان قد كرّس نفسه جزّاراً للمنتخب الأرجنتيني. وقد قال عن ذلك روبينيو مازحاً: «لا أعتقد أنه سيتوجه إلى هناك الأرجنتين لتمضية إجازة!».