القطاعان الاستراتيجيان!
د. سمير صارم
القطاع العام والقطاع الزراعي قطاعان استراتيجيان… عبارة نقرأها ونسمعها كثيراً!
فماذا يعني ذلك؟ ولماذا كلّ هذا الحديث عنهما؟
إنه يؤكد الحقيقة التي أكدتها الأزمة في سورية، وهي أنّ قطاع الزراعة والقطاع العام من أهمّ القطاعات الإستراتيجية في اقتصادنا.
فقد لعبت الزراعة دوراً هاماً ومؤكداً في صمود سورية بوجه المؤامرة الكونية، ولولا استمرار هذا القطاع يؤدّي دوراً في تحقيق الأمن الغذائي كان يمكن ان تنجح المؤامرة على سورية… وقد وفّر لنا القطاع الزراعي رغيف الخبز واللقمة التي لا يستطيع أحد أن يمنع وصولها إلى أفواهنا… لذلك كان مطلوباً التأكيد على أهمية هذا القطاع وضرورة دعمه وتوفير مستلزمات استمرار نهوضه ليحقق الأمن الغذائي… وليشّكل مع القطاع العام الرافعة الأساسية للاقتصاد السوري، وأهمّ عوامل الصمود خلال الأزمة الحالية. لذلك من المهم دعمه وتوفير مستلزماً نهوضه.
وهنا أشير إلى انّ هذا القطاع لا يلقى العناية التي يستحقها وتتناسب مع دوره الاقتصادي والوطني… والأسباب عديدة، بعضها مبرّر بسبب الأزمة وتداعياتها، وبعضها غير مبرّر رغم الأزمة وتداعياتها.
وإلى جانب القطاع الزراعي هناك القطاع العام… هذا القطاع الذي يؤدّي أدواراً اقتصادية واجتماعية معاً، وقد كان لهذين للقطاعين الزراعة والعام دوراً إيجابياّ في مختلف مراحل الأزمة التي تمرّ على سورية، وقد ساهم القطاع العام بتوفير العديد من السلع، فأغنانا عن التسوّل من الغرب الذي يريد ذلك ويسعى إليه، لربما يستطيع إركاع سورية من خلال الغذاء، وهنا أستطيع التأكيد أنّ الزراعة والقطاع العام أدّيا دوراً هاماً في دعم قرارنا السياسي وصمودنا الاقتصادي، بما انعكس إيجاباً على جبهاتنا العسكرية، لذلك من المهمّ أن تكون الزراعة أولاً والقطاع العام أولاً لا سيما الإنشائي منه، وهو صاحب الخبرات المشهود لها.
إذن لا بد من دعم الزراعة فتنتج القمح الذي يحقق لنا الاكتفاء الذاتي قدر الاستطاعة، ومعروف أنّ سورية حققت مثل هذا الاكتفاء بنسبة عالية في بعض سنوات خلت، وهذا الاهتمام يتطلب بالتأكيد العمل على توسيع الرقعة الزراعية، وتوفير مستلزمات الزراعة ومتطلباتها، كذلك توفير مختلف أسباب الدعم لهذا القطاع، وهذا لا شك يدفع الناس إلى التمسك بأرضهم أكثر وأكثر.
لقد عانت الزراعة خلال سنوات قريبة مضت من الإهمال المستمرّ لصالح قطاعات أخرى كقطاع الخدمات، وقد تراجعت مساهمتها في الناتج الإجمالي من نحو 25 في المئة الى نحو 15 في المئة، وليس من الصدف في هذا المجال أن يعاني القطاع العام من الإهمال المتعمّد أيضاً، فتراجع دوره كذلك.
لذلك من المهمّ أن يكون دعم القطاع العام ودعم الزراعة أولوية، وبذلك نتقدّم بثقة لتنفيذ هذه المهمة التي وضعها الرئيس بشار الأسد منذ خطاب القسم أمام الجهات المعنية!
فهل ستخطو الجهات المعنية الخطوات الصحيحة في هذا المجال؟ أم أننا سننتظر من يدفعنا لذلك؟ أو ليؤكد لنا أهمية هذين القطاعين ويطالب بدعمهما… وكأننا نكتشف أهمية وضرورة هذا الدعم وكأننا نكتشف أهمية هذين القطاعين لأول مرة!