مكتبة «البناء»
كتب محمد خالد الخضر: «بلا خطيئة» مجموعة قصصية لعادل أحمد شريفي تناول فيها جوانب مختلفة من الأشكال السلوكية المجتمعية، وما فيها من تشوّهات أخلاقية وأنماط حياتية بصورها الواقعية والمتخيّلة.
ويحاول شريفي من خلال مجموعته فتح الستارة عن مسرح الحياة، ليبرز التحوّلات الاجتماعية وتقلّباتها المتأثرة بالأيديولوجيات والتيارات السياسية. كما يسلّط الضوء على إشكالية الذكورة ـ الأنوثة بين رؤى ومشارب ثقافية متباينة في منطوقها ووجهات نظرها.
وفي قصة «الرفيقة ميادة» في المجموعة، جاء مسار الحبكة الدرامي في خطّ زمنيّ مشهديّ توالت فيه الأحداث مبنيّة على السبب والنتيجة، عن طريق إيضاح عواقب الأحداث والقرارات والاختيارات التي أنتجت سبب العلاقات التفاعلية الصادقة بين الشخصيات، لينمو الصراع ويتصاعد بمناخ عاطفي متناسب مع الحالة الانفعالية والنفسية للشخصيات.
ولم يهمل القاصّ عادل الشريفي المكوّنات العاطفية للقصة، فيكثّف الصراع الناشئ من نسق الأحداث بين الشخصية الرئيسة «ميادة» والعقبات الكبرى التي واجهتها والصدمات الثقافية والوجدانية النفسية التي تعرّضت لها نتيجة الفجوة الحضارية بين بيئتها المتمثلة في الريف وعائلتها، بمنظومتها المنغلقة والمتقوقعة على ذاتها، وتطلعات الفتاة «ميادة» إلى الانطلاق في الحياة وتحقيق الذات في وقتٍ أوجدت لها مدينة دمشق نوافذ وأبواباً إلى حياة جديدة.
وفي غالبية قصص المجموعة، يشتغل شريفي على الإضاءة حول الصراع الموجود بين الشخصيات وبنائها التربوي ومنظومتها الأخلاقية، من خلال العادات الاجتماعية والتقاليد البالية، ومواجهة التخلف والجهل، كما اعتمد في غالبية قصص مجموعته على الحدث كأحد عناصر القصة القصيرة، كقصص: «ذكر وأنثى»، و«عقدة الأنوار»، و«اجتماع القمة»، إذ ابتعد عن عناصر القصّة الأخرى كالصراع والعاطفة، إضافة إلى التهكم والسخرية اللذين تجلّيا في قصته «اجتماع القمة» خلال إدارة الحوار بين شخصيات قصته.
ويعالج شريفي في قصته «زهرة الكبرياء» ما يعتمل في وجدان المرأة الزوج نتيجة فقدانها المشاعر الدافئة والحب في خضمّ الحياة الزوجية. فتعود إلى الماضي لتجد فيه ما يشبع حرمانها العاطفي، إلى أن تعود إلى رشدها وينتصر انتماؤها العائلي على رغباتها، فتجعل له الأولوية لتحافظ عليه.
وفي قصة «شيخ الكار»، اشتغل شريفي ليكشف أساليب الاحتيال والغبن الموجودة في المعاملات التجارية وأسواق البيع، والتي يقع ضحيتها أبناء الطبقة المتوسطة في المجتمع، هذه الطبقة التي تسعى إلى تحسين مستوى دخلها. إذ يقدّم المؤلف شخصية «الأستاذ علي» مدير المركز الثقافي الذي اعتمد على اقتراض مبلغ ماليّ من المصرف لشراء سيارة يعمل عليها لتحسين ظروفه المعيشية، وعندما ذهب إلى سوق السيارات، رأى ألواناً من الغش والاحتيال التي يقوم بها التجار الذين غابت ضمائرهم، ويسلبون الناسَ أموالَهم. فيعرّي اللصوصية التي يغطيها أولئك بالبيع والشراء في محاولة منهم لإخفاء ما يفعلونه.
في قصص شريفي واقع يتجلّى بكل أشكال الحدث التي كانت محوراً أساساً في غالبية القصص، ما يدلّ على أن الشريفي كاتب يعتمد انعكاس التداعيات الاجتماعية والتبدلات والتحوّلات البيئية، من دون أن يقف عند زمن معيّن. فترسخ الصور في مخيلته لتصوغها الموهبة في نسيج تعبيري قصصي، ولكنه يقدّم توثيقاً منهجياً لحالات اجتماعية نراها في حياتنا المعاصرة.
يشار إلى أن عادل أحمد شريفي من مواليد مدينة حمص، وهو شاعر وروائي سوريّ، صدرت له رواية بعنوان «حب في زمن الثورة»، إضافة إلى ثلاث مجموعات شعرية هي: «رواية الباقة»، و«مرآة المرآة»، و«نشيد الروح». كما أصدر مجموعتين قصصيتين: «قلوب كسيرة»، و«بلا خطيئة».
سامي الشوّا أمير الكمان: حياته وأعماله
العمل الأول الذي يُنشر عن هذا الفنان الكبير بمناسبة مرور خمسين سنة على غيابه، تصدره مؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية، كما تُصدر في هذه المناسبة مختارات من أعماله في مصنّف مؤلف من أربعة أقراص مدمجة.
لم يشهد العلم العربي نجاحاً لعازفٍ كالذي تربّع على عرشه سامي أنطوان الشوا، أمير الكمان. فهو، بعد أبيه أنطوان، من رسّخ آلة الكمان في التخت الموسيقي العربي وأعطى هذه الآلة كل إمكاناتها. فبعمل دؤوب وموهبة قلّ نظيرها جعل الكمان يتكلّم اللغة العربية الفصحى. جاب العالم بكمانه وسَحَر محبّي الموسيقى من ملوك وسلاطين ورؤساء وسواد بشر، فأُغدقت عليه الأوسمة التي أثقلت كاهله الصغير كما يبدو في إحدى الصور. سجّل عدداً من الموسيقى الآلية فرفع من شأنها، وواكب كبار مطربي عصره، من الشيخ يوسف المنيلاوي إلى أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب، وعزف كأفضل عازف عراقي مع الموسيقيين العراقيين، وكأفضل عازف كويتي مع الكويتيين، وحاكى المزمار الصعيدي بلهجته.
يذكر أن هذا الكتاب من تأليف أحمد الصالحي ومصطفى سعيد، ويقع في 160 صفحة.
بصريات الحياة: دليل إحيائيّ لضوء الطبيعة
صدر حديثاً عن المنظمة العربية للترجمة كتاب «بصريات الحياة: دليل إحيائي لضوء الطبيعة»، وهو من تأليف سونكي جونسن، وترجمة ابتسام الخضرا.
يقدم هذا الكتاب في الحقيقة، كل ما يحتاجه المرء لمعرفة البصريات البيولوجية، بدءاً من طبيعة الضوء وانتقاله في المحيط البيئي وصولاً إلى كيفية تكثيفه، ولونه، وخصائص الاستقطاب وعواقبه. بساطة الطرح في هذا الكتاب تجعل مواضيعه في متناول كل شخص مهتم ببصريات الحياة البيولوجية، والبصريات البيئية، والحيوانية وحتى الرؤية البشرية.
من الصفات التي يتميز بها هذا الكتاب عن غيره من الكتب المتخصصة، أن فصوله تعطي مقدمة لفهم الفيزياء وقياسات الضوء. فمن الفسلجة النباتية يعمل التمثيل الضوئي، وهو بالنسبة إلى علماء البصريات يقوم بتحفيز العيون لرؤية الضوء. فسيستفيد عدد من البيولوجيين بصورة كبيرة من الحكمة والبصيرة المنصوص عليها في هذا الكتاب.
كتاب «بصريات الحياة» مساهمة كبيرة في هذا المجال، وهو سيصبح بلا شك كتاباً كلاسيكياً مهماً ومرجعاً لا يمكن الاستهانة به مستقبلاً. ومنبع ذلك يعود إلى كونه يضم مجموعة من الأمثلة المستمدة من الطبيعة والحياة اليومية. إضافة إلى احتوائه عدّة ملاحق تقدم المزيد من التوجيهات العملية للباحثين. فالكتاب يستخدم حدّاً أدنى من المعادلات والمصطلحات لشرح أساسيات الفيزياء البصرية، وبصورة مقتضبة وحيوية. وهو تمهيد ضروري لعلماء الأحياء، وعمليّ لأيّ شخص يبحث عن مقدمة للوصول إلى علم البصريات.
الكتاب من القطع الكبير، ويقع في 384 صفحة.
آخر كلمات نزار
قال نزار قباني الكثير. طوال حياة حافلة بالإبداع. هذه الكلمات تسنّى للناس أن يعرفوها. أما آخر ما قاله الشاعر الراحل، ويمكننا اعتباره وصيته في الحياة والثقافة، فهو ما يعرّفنا به عرفان نظام الدين في هذا الكتاب الممتع والمشوّق. فهو صورة بانورامية لنزار قباني من خلال معرفة المؤلف به.
بين حياة الشاعر وشعره أخبار وأسرار، ولا يتكامل حضوره في نفوس محبّيه إلا إذا ألمّوا بالكثير ممّا في مرايا هذه الحياة من صوَر، وبالكثير ممّا في إبداعه من مواقف ووجهات نظر. ولا شك في أنّ الرغبة في تكامل هذه الصورة الإنسانية الإبداعية تزداد عندما تتوارى صورته الشخصية، لكأنّ القراء يحبون أن يروا شاعرهم مجسَّداً من جديد ولو على الورق. فكيف إذا كان نزار قباني هو هذا الشاعر؟
يرسم هذا الكتاب صورة بانورامية لنزار قباني من خلال معرفة المؤلف به، هو الذي كان الأكثر قرباً ومتابعةً ومعايشةً لنزار قباني، لا سيما في الفترة التي صارت فيها تجربته الحياتية والشعرية في قمة عطائها.
عدد الصفحات : 176
المكتبة في الليل
القصة الآسرة للدور الحيوي الذي لعبته المكتبة في حضارتنا. ففي كتابه «تاريخ القراءة»، الأكثر مبيعاً على المستوى العالمي والمستوحى من عملية تكوين مكتبة في بيته في فرنسا، يبني آلبرتو مانغويل على نظرية أنّ المكتبات تجسّد ذاكرات الأفراد وكافة الثقافات.
كراوٍ ومثيرٍ للإدهاش، يعتمد على مصادر فيها من التنوّع ما كان على رفّ كتبه في طفولته ومكتبات الإنترنت «الكاملة»، ويمتدّ مجاله من مصر القديمة حتى «غوغل».
«المكتبة في الليل»، رحلة أخّاذة عبر المعرفة الهائلة من الكتب والحضارات.
عدد الصفحات: 384
من جلجامش إلى نيتشه
يعدّ هذا الكتاب بمثابة موسوعة فكرية وفلسفية تناول من خلالها الكاتب مصطفى صمودي، مجموعة من أهم الرموز الفكرية في تاريخ الحضارة الإنسانية.
يبدأ الكتاب بملحمة جلجامش الخالدة وفيها يتعمّق بمفهوم الحياة والموت والبغاء المقدّس ورمزية الطوفان، وغيرها من المفاهيم التي شكّلت البناء الثقافي والأسطوري لبلاد ما بين النهرين.
ويقدّم الكتاب دراسة عن حياة بوذا وتعاليم الكارما، موضحاً مفاهيم البوذية كالنيرفانا وغيرها. كما يطلعنا الكاتب على نشوء الزرادشتية والأساطير التي نسجت عن منشأ زرادشت، ومحاولات البعض اعتباره نبياً من جملة الأنبياء الذين لم تفصح الكتب السماوية عن أسمائهم، إنما أشارت إلى وجودهم.
ثمّ نسافر مع كونفوشيوس، في فكر الصين وفلسفتها، ونتعرف إلى لاوتسه، والتاوية ومبدأ الين واليانغ.
كما نتعرّف إلى أفكار أفلاطون والفارابي في المدينة الفاضلة. ويحوي الكتاب مجموعة من المواضيع الشيقة والمهمة، والتي تهمّ مختلف شرائح المجتمع.