صمود سورية مسمار دق في نعش النظام الدولي الأحادي… وتردد أميركي بإرسال أسلحة نوعية للمسلحين الحكومة الحالية تمثل جميع الأفرقاء وتستطيع ملء الشغور الرئاسي
ركزت القنوات الفضائية اللبنانية والعالمية في حواراتها السياسية أمس على جملة من الملفات أبرزها ملف الاستحقاق الرئاسي في سورية الذي تصدر المشهد في المنطقة، حيث شكل الإقبال الكثيف للسوريين على سفارات بلادهم في الاغتراب للإدلاء بأصواتهم لانتخاب رئيس للجمهورية، خصوصاً في لبنان، صدمة للمراقبين في الداخل والخارج. المشهد كان أقرب إلى استفتاء شعبي منه إلى اقتراع، ومنه تتجه الأنظار إلى الثالث من حزيران موعد الانتخابات في داخل سورية ما يطرح تساؤلات عدة عما إذا ستكون نسبة المشاركة وحماسة الناخبين السوريين في الإدلاء بأصواتهم مماثلة لنسبة المشاركة المرتفعة في الخارج حيث لا معارك بين الجيش السوري والمسلحين ولا ضغوط على الناخبين كما يدعي البعض بأن ذلك موجود في سورية!.
الأزمة الدبلوماسية الناشئة بين الأردن وسورية أيضاً كانت محط تركيز المتحاورين لا سيما موقف الإمارات والأردن من سورية وتزامنه مع موعد الانتخابات السورية في ظل الحديث عن مناورات «الأسد المتأهب» التي تجريها الولايات المتحدة وحلفاؤها على الحدود الجنوبية لسورية من الأردن، والذي رأى فيها المراقبون جزءاً من التغطية على الإفلاس الحقيقي والاستعراض الإعلامي لأن أي خطوة متهورة من الأردن تجاه سورية ستكون لها تداعيات على المنطقة بأكملها.
في المقابل يستمر تردد الولايات المتحدة الأميركية في تزويد المعارضة المسلحة بأسلحة نوعية، خوفاً من وصول هذه الأسلحة إلى المجموعات الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة، ما يهدد الأمن في المنطقة والعالم ويدفع الإدارة الأميركية إلى التريث في هذا القرار ومناقشته، الأمر الذي اعتبره المحللون تراجعاً وعجزاً أميركيين عن خوض التورط المباشر في الحرب على سورية.
إلى ذلك فإن الفراغ في سدة الرئاسة الأولى في لبنان بدأ يهدد بشل باقي المؤسسات في الدولة، خصوصاً مؤسسة المجلس النيابي، بعد قرار قوى الرابع عشر من آذار مقاطعة جلسات المجلس في ظل غياب التفاهم الإقليمي والدولي وانعكاسه على لبنان والذي كانت أولى نتائجه شغور منصب الرئاسة.