منفذ عام حمص في «القومي» نهاد سمعان لـ«البناء»: دورنا محوريّ إلى جانب الدولة في توفير الأمن الاجتماعي للمواطنين

حاورته: زهرة حمود

صبيحة عرس الانتخابات الرئاسية في سورية، توجّه منفذ عام منفذية حمص في الحزب السوري القومي الاجتماعي نهاد سمعان، يرافقه عدد من المسؤولين الحزبيين، وأدلوا بأصواتهم في قلم الاقتراع في حيّ «جمال الدين» ـ حمص القديمة.

وأعرب سمعان عن سروره الكبير بالاقتراع في حمص القديمة بعد أن تحرّرت من المجموعات الإرهابية، مؤكداُ أن السوريين منحوا ثقتهم لمن هو أهل للثقة، وأن سورية ستنتصر على الإرهاب وداعميه.

«البناء» أجرت مع سمعان لقاءً تمحور حول دور الحزب السوري القومي الاجتماعي في حمص، فأكد أنّ دور القوميين الاجتماعيين في مدينة حمص متميّز في مواجهة قوى الإرهاب والتطرّف، وهو دور يتعدّى المواجهة، إلى المساهمة الفاعلة في توفير الأمن الاجتماعي للمواطنين، سواء الذين كانوا لا يزالون في المدينة وأحيائها، أو الذين عادوا إليها بعد إنقاذها من المجموعات الإرهابية التكفيرية.

وأشار سمعان إلى أنه مع بدء عملية طرد المجموعات الإرهابية من حمص القديمة، «دخلنا كحزب إلى المدينة، ولاقت الخطوة ترحيباً من المواطنين والمسؤولين والفاعليات ورجال الدين، وألقيت على عاتقنا مسؤولية كبيرة من أجل حماية ممتلكات الناس والمؤسسات وتأمين عودة المهجرين، وهذا الأمر كان محور اللقاءات مع محافظ حمص والمسؤولين المعنيين بحضور المطران جاورجيوس أبو زخم، الذي حرص خلال اللقاءات على أهمية تولّي الحزب القومي مسؤولية توفير الحماية، لأنه إلى جانب الدولة، يشكل مصدر طمأنينة للناس، وهذا التوجه شكّل مضمون العريضة التي وقّعها 2800 مواطن رُفعت بوساطة المحافظ إلى الرئيس الدكتور بشار الأسد».

«خطة القومي»

ولفت سمعان إلى «اتفاق مع المحافظ والمعنيين على خطة تقدّمنا بها، وتتألف من ستة بنود، أبرزها إغلاق كلّ منافذ المدينة بعوائق إسمنتية تمنع دخول السيارات، والسماح للأهالي بالدخول سيراً على الأقدام لتفقّد منازلهم. ونحن في هذا السياق نشكر أهلنا في حمص وكافة المسؤولين على ثقتهم، لأنهم أثنوا على دورنا وقدّروا المهام التي نقوم بها، إلى درجة أنهم أطلقوا على الدور الذي نؤدّيه تسمية «خطة الحزب القومي»».

وكشف سمعان عن اتصالات مكثّفة جرت بينه وبين المسؤولين الرسميين والمعنيين في أعقاب خروج المسلحين من حمص القديمة، وأفضت الاتصالات إلى ضرورة تنفيذ الخطة في إغلاق المنافذ بحواجز هندسية، «وأعقب ذلك جولة قمنا بها في 8 أيار على المنطقة للاطلاع على سير تنفيذ الخطة، وما إذا كان هناك أيّ ثغرة حتى تُسدّد وتُعالَج».

وكشف أيضاً أنه في 9 أيار، أوقف خروج الجزء الأخير من المسلحين، الذين ظلّوا داخل الباصات، «وبناءً على مطالبة رجال الدين والفاعليات والمواطنين، قرّرنا الدخول إلى المدينة في الصباح الباكر، وتموضعنا في الأماكن التي تشكل قلب مدينة حمص، وليس لها تواصل مع المحيط، ورافق دخولنا عدد من رجال الدين، وانتشرنا في كامل حيّ جمال الدين، ولم يكد يمضي على وجودنا ساعات، حتى تكثّفت الاتصالات من الجهات المعنية والأهالي بضرورة توسيع رقعة انتشارنا في المدينة».

إلى جانب الناس

وأكّد سمعان أنّ القوميين الاجتماعيين كانوا ولا يزالون إلى جانب الناس، «وأدّوا دوراً محورياً في توفير الطمأنينة والأمن الاجتماعي للمواطنين، الذين أعربوا عن ارتياحهم لوجودنا على الأرض، ما جعل أهالي الأحياء الأخرى في المدينة يطالبون بوجودنا، ولم يكن أمامنا من خيار إلا أن نوسّع نطاق انتشارنا ليشمل ما يزيد عن 70 في المئة من حمص القديمة، وهذا شكّل بيئة مريحة لكلّ العائدين إلى المدينة القديمة. وأعرب المعنيون عن تقديرهم الدور الهام الذي نقوم به، وتمنّوا علينا تحمّل المسؤولية، الأمر الذي لم نجد مفراً منه، لأنّ واجبنا القومي يحتم علينا ذلك».

وتابع سمعان: «لمسنا تقديراً عالياً للدور الذي نؤدّيه من قبل رجال الدين ورؤساء الطوائف الذين زاروا المدينة، لا سيما بطريرك السريان وبطريرك الكاثوليك وبطريرك الروم الأرثوذكس الذين أعربوا عن شكرهم وتقديرهم لدور الحزب، وتمنوا علينا الاستمرار بهذا الدور».

انطلاق إعادة الإعمار

وأكد سمعان أنّ الدولة تقوم اليوم بإعادة تأهيل الشبكات والبنى التحتية، وهذا الأمر قد يأخذ وقتاً نتيجة الدمار والتخريب الذي خلفته المجموعات الإرهابية، «وما نستطيع قوله، إنّ الناس بحاجة أولاً إلى الأمن، وهذا وفرناه إلى حدّ كبير جداً، وتبقى احتياجات المواطنين من الماء والكهرباء والمتطلبات اليومية، وهذه أمور مهمة، علماً أنّ الجهات الرسمية تتخذ خطوات كبيرة في هذا الصدد، كما أنّ المحافظ طلب من الأهالي تنظيم محاضر بوجود الشرطة عن أحوال منازلهم، للتعويض لاحقاً والسماح للقادرين بإصلاح منازلهم».

ولفت سمعان إلى أنّ كلّ الجهود تنصبّ في اتجاه إزالة مشاهد الدمار، وفي هذا المجال يقوم الحزب السوري القومي الاجتماعي بمساعدة الأهالي في إزالة الركام من الشوارع والأحياء الداخلية، وأرسلت منفذية الحصن في الحزب عدداً كبيراً من القوميين للمشاركة في حملات النظافة في شوارع المنطقة وأحيائها.

وعن معركة حمص، أشار سمعان إلى أنّ القوميين شاركوا فيها إلى جانب الجيش السوري، واستشهد وأصيب عشرات القوميين في معارك صدد وحمص والزارة ومناطق أخرى.

ولفت سمعان إلى أنه بعد الدور المميّز للحزب السوري القومي الاجتماعي في تأمين مدينتَيْ حمص وصدد، بات الحزب يشكل حالة فريدة متميّزة، «ونقوم اليوم بالتنسيق مع المعنيين والمساعدة من أجل تأمين سلامة الأهالي، وتأمين المناخ الجيد لعودتهم».

وأشار سمعان إلى أنّ محافظة حمص من أكبر المحافظات السورية، وأُخرجت حمص المدينة من دائرة العمل العسكري، ومع انتهاء عملية الوعر، تخرج المدينة بالكامل من مشهد الحرب، وحيّ الوعر مفصول عن المدينة بشريط من البساتين التي يمرّ عبرها نهر العاصي، ويطلق على تلك المنطقة اسم حمص الجديدة. وعندما يُطرد المسلحون التكفيريون منها، تصبح حمص بالكامل خارج نطاق العمل العسكري.

ولفت سمعان إلى أنّ أهالي حمص يتمنون اليوم أن تعود مدينتهم كما كانت قبل الحرب، ويتحسّرون على الزمن الذي كانت فيه حمص مدينة عامرة بالحياة. فالغالبية العظمى من أبناء المدينة تستظلّ كنف الدولة ومؤسّساتها، ويبقى هناك البعض ممّن تورّطوا وأوغلوا في أعمال الإرهاب والقتل، نتيجة ارتباطهم بالقوى الإرهابية المتطرّفة.

وأضاف سمعان: «ما حدث في حمص أمر هام بالنسبة إلى أهاليها، وقد خرجت من دائرة الصراع، وهم أينما كانوا، مع دولتهم وجيشهم ورئيسهم.

وأشار سمعان إلى الزيارة التي قام بها الوفد الحزبي المركزي إلى حمص، والاستقبال الحار الذي لقيَه من الأهالي، الذين طالبوا بهذه الزيارة، خصوصاً أهالي صدد وأهالي حمص، ليقدّموا الشكر إلى قيادة الحزب على الجهود والتضحيات التي قدّمها القوميون الاجتماعيون، في سبيل تحريرهم من قوى الإرهاب.

وأكد المنفذ العام أنّ هناك جهوداً تبذلها الدولة والقوى لإجراء المصالحات وإخراج المسلحين بالمفاوضات من المناطق التي خرجوا إليها تلبيسة والدار الكبيرة… وهناك بعض حالات التمرّد لا تزال قائمة في المنطقة الشرقية من المحافظة.

الإقبال على الحزب

ورأى سمعان أنّ الدور الذي قام به الحزب السوري القومي الاجتماعي، خصوصاً المساعدة في توفير الأمن والطمأنينة في بعض المناطق، جعل الإقبال على الحزب كبيراً، «وقد تزايد عدد الوحدات الحزبية وتضاعف عدد المنتمين إلى صفوف الحزب، حتى أنّ بعض البلدات التي لم يكن لنا فيها تواجد تنظيمي، شهدت قيام مديرية أو أكثر، كما حصل في كفرام وفيروزة ومسكنة وصدد، وفي عددٍ من مناطق حمص. وهناك فروع حزبية في طور التشكيل. وما يمكننا قوله اليوم إنّ تيارنا الشعبي صار واسعاً في حمص، وفي حمص القديمة تجد معظم الناس يرفعون أعلام الزوبعة، ويردّدون تحيا سوريا، ويقبلون على الانتماء إلى صفوف الحزب، وهذا كله زاد من علاقتنا الطيبة مع الأحزاب الوطنية والقومية في سورية، وهذه العلاقة ممتازة مع حزب البعث، ومع باقي الأحزاب، وأمين فرع حزب البعث يسارع إلى التنسيق معنا في أمور كثيرة، ويؤكد أنّ معركتنا واحدة ضدّ الإرهاب والتطرّف كما ضدّ العدو الصهيوني».

وأشار سمعان إلى أنّ أصداء مهرجان صدد الذي أقامه الحزب احتفاءً بتحرير المدينة وتكريماً للشهداء، لا تزال محلّ تداول بين الناس، «كذلك دخولنا إلى حمص القديمة ودورنا هناك. كما هناك أصداء للاحتفال الذي أقمناه في كفرام بمناسبة افتتاح مكتب للحزب، والذي عرّفه باسل سعد وتحدّث فيه مدير المديرية ديبان موسى. كما تحدّث بِاسم المجلس البلدي لطيف طعمة وأمين فرقة البعث نعمة ترك، ومنفذ عام حمص والعميد محمد الحاج، وألقى فيه كلمة مركز الحزب عميد الإذاعة والإعلام وائل الحسنية».

وختم سمعان مؤكداً أنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي مصمّم على تحمّل مسؤولياته، وهو لن يدّخر وسعاً في تحمّله الأعباء في هذه المعركة المصيرية والوقوف إلى جانب الناس.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى