حردان يكرّم مشايخ العقل في السويداء ومطرانها… ويمنحهم دروعاً تقديرية لمواقفهم الوطنية والقومية والمكرّمون يشيدون بالحزب ودوره ومواقفه

كرّم رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان مشايخ عقل الطائفة الدرزية في جبل العرب ومطران السويداء وتوابعها للروم الأرثوذكس، ومنحهم دروعاً تقديرية لمواقفهم الوطنية والقومية.

مثّل حردان في التكريم وفد من قيادة الحزب زار مدينة السويداء لهذا الغرض منذ أيّام، إذ سلّم الدروع عميد الدفاع زياد معلوف الذي نقل إلى المكرّمين تحيات رئيس الحزب وتقديره العالي لمواقفهم الوطنية والقومية.

ضمّ الوفد إلى جانب معلوف، العميدين بشار يازجي ومعن حمية، عضو المجلس الأعلى د. صفوان سلمان، وكيل عميد الدفاع د. بسام نصار، المندوب السياسي لجبل لبنان الجنوبي حسام العسرواي، رئيس لجنة الأسرى والمحرّرين من السجون الصهيونية سمير خفاجة، منفذ عام السويداء سمير الملحم وأعضاء هيئة المنفذية، منفذ عام طلبة جامعة دمشق حسن زعيتر وعدد من المسؤولين.

استهلّ الوفد القومي لقاءاته مع شيخ عقل طائفة الموحّدين الدروز حكمت الهجري في دارته، وسلّمه عميد الدفاع زياد معلوف الدرع التقديرية.

حمية

وتحدّث مدير الدائرة الإعلامية العميد معن حمية فأثنى بِاسم رئيس الحزب على مواقف الشيخ الهجري، مؤكداً أنّ ما تعرّضت له سورية حرب كونية بكلّ ما تحمل الكلمة من معنى، وقد شكل صمود السوريين في مواجهة هذه الحرب وتصدّيهم للإرهاب والتطرّف، علامة فارقة في التاريخ الحديث، أعادت إلى الذاكرة المحطات المضيئة التي سطّرها أبناء شعبنا وقياداتهم الوطنية في مواجهة الاستعمار والاحتلال.

وقال حمية: «إنّ مقاومة أبناء جبل العرب بقيادة سلطان باشا الأطرش للمستعمر والمحتلّ، مقاومة كانت تعبيراً عن إرادة كلّ شعبنا الذي يقدم التضحيات الجسام دفاعاً عن الأرض والكرامة، وقد كشفت الحرب التي تتعرّض لها سورية منذ ثلاث سنوات ونيّف، أنّ هذه الإرادة حيّة لا تموت، وبهذه الإرادة واجه أبناء هذا الجبل ومدينة السويداء الإرهاب والتطرّف، وحموا هذه المنطقة من شرّ المتآمرين والإرهابيين».

وأضاف: «نقدّر عالياً مواقف رجالات هذه المنطقة الوطنيين، لا سيما مشايخ العقل الأجلاء الذين لعبوا خلال الأزمة أدواراً مهمة في التشديد على الوحدة وتحصينها في مواجهة مخططات الفتنة ومشاريع التآمر وخطر الإرهاب والتطرف. وإنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي لن يدّخر وسعاً للقيام بأيّ عمل يصبّ في مصلحة هذا الجبل ومصلحة أبنائه، ولن يتأخر الحزب عن دوره وواجبه في المساهمة بحماية هذه المنطقة وأهلها من الإرهاب والتطرّف».

وأكد أنّ مسؤولية الحزب السوري القومي الاجتماعي في معركة الدفاع عن سورية، هي جزء من مسؤوليته القومية في النضال من أجل تحرير فلسطين والجولان والأجزاء التي لا تزال محتلة من لبنان، واستعادة الأجزاء السليبة من أرض الأمة. مؤكداً أنّ فلسطين هي بوصلة النضال وستظلّ كذلك مهما حاول الأعداء حرف هذه البوصلة عن اتجاهها الصحيح.

وأكد حمية أنّ مشهد 3 حزيران سيقضّ مضجع المتآمرين على سورية، إذ سيمارس السوريون حقهم في الانتخاب، ونحن ندعو أبناء شعبنا إلى قول كلمة نعم كبيرة للرئيس الدكتور بشار الأسد، لأنّ صمود سورية في مواجهة أعتى حرب كونية كان بفضل حكمة ومواقف وصمود الرئيس بشار الأسد وتضحيات الجيش والقوميين وكلّ القوى الشريفة.

الشيخ الهجري

بدوره، ألقى الشيخ الهجري كلمة شكر في مستهلّها الحزب السوري القومي الاجتماعي ورئيسه النائب أسعد حردان على التكريم، مؤكداً أنّ هذا الموقف ليس جديداً على حزب تألّق في المقاومة وفي تقديم التضحيات من فلسطين إلى لبنان إلى سورية.

وقال الشيخ الهجري: «إنّ سورية مرّت في مراحل صعبة، وواجهت أخطر تحدّ هو تحدي الإرهاب المدعوم من قوى غربية وعربية وإقليمية، ولم يكن أمامنا من خيار إلا الصمود والتمسك بمواقفنا والقيام بواجباتنا ذوداً عن الأرض والكرامة».

ولفت الهجري إلى أنّ هذا الصمود تحقق بفضل قيادة الرئيس بشار الأسد الحكيمة، وبفضل تضحيات الجيش العربي السوري الذي قدّم أغلى التضحيات، وبفضل القوى المقاومة وفي طليعتها الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي قدّم تضحيات وشهداء في معركة الدفاع عن سورية ووحدتها وعزّتها وكرامتها.

واعتبر الهجري أنّ سورية صمدت في مواجهة حرب كونية كبيرة، وهي تتوّج كلّ يوم هذا الصمود بانتصار تلو الانتصار، وما إنجاز الاستحقاق الدستوري المتمثل بانتخابات الرئاسة السورية سوى تجسيد للانتصار على الإرهاب وداعميه… ونحن نرى في هذا الاستحقاق ردّاً كبيراً ومدوياً على مزاعم الغرب ومخططاته، فالسوريون الذين اقترعوا بكثافة في الخارج، سيقترعون بكثافة داخل سورية، وسيجدّدون الثقة برئيسهم وقيادتهم وجيشهم وكلّ القوى الشريفة للوصول بسورية الى برّ الأمان.

يازجي

ثم انتقل وفد «القومي» إلى مطرانية بصرى وحوران وجبل العرب، حيث كان في استقبال الوفد المطران سابا إسبر بحضور عدد من الآباء.

وبعد تسليم المطران درعاً تقديرية من رئيس الحزب، تحدث بِاسم الوفد العميد بشار اليازجي فأشاد بمواقف المطران الوطنية، ناقلاً إليه تحيات رئيس الحزب النائب أسعد حردان، مؤكداً أنّ المواقف الوطنية والقومية في المراحل المصيرية تحسب على أصحابها بوصفها فعل بطولة، ونحن نثمّن هذه المواقف، كونها تحمل مضموناً يشدّد على وحدة النسيج، فالوحدة هي الردّ الأبلغ على المؤامرة، خصوصاً أنّ أصحاب المؤامرة وأدواتها راهنوا على تفتيت النسيج الاجتماعي وراهنوا على تقسيم سورية، فسقطت رهاناتهم وأثبت السوريون أنهم أقوى وأنّ عضدهم أشدّ وأمنع، وأنهم على أتمّ الاستعداد لمواجهة كلّ التحديات، مهما بلغ حجم البذل والتضحيات.

وأكد اليازجي أنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي لن يألو جهداً ولن يبخل بتضحية في سبيل الوطن وأبنائه، وهو دائماً إلى جانب أبناء شعبنا وإلى جانب الدولة والجيش في كلّ مناطق سورية، لمواجهة قوى الإرهاب والتكفير والتطرف والمجموعات المسلحة التي لا بدّ من القضاء عليها واجتثاثها من الجذور، لا سيما أنها غريبة عن مجتمعنا ولا تمتّ بأيّ صلة إلى طبيعة السوريين وأصالتهم وانفتاحهم وحضارتهم.

المطران إسبر

وألقى المطران سابا إسبر كلمة شكر في مستهلّها الحزب السوري القومي الاجتماعي وقيادته ورئيسه النائب أسعد حردان، مؤكداً أنّ الحرب التي تواجهها سورية منذ ثلاث سنوات ونيّف لها جوانب كثيرة، ولكن لها أيضاً جانب قيَمي وأخلاقي، وهو جانب بالغ الأهمية، حيث يتبيّن أنه في مواجهة كلّ هذا الحقد ضدّ سورية، بقي السوريون متمسكين بقيَم المحبة والتعلق بالأرض، والحفاظ على هذه القيَم مسؤولية كبيرة من أجل أن يبقى هذا البلد حياً ومن أجل أن يقوم بدوره وبواجبه على كلّ المستويات.

أضاف المطران إسبر: «هنا تقع مسؤولية كبيرة على عاتق رجال الدين والقادة الروحيين، إذ من الضروري أن يقوموا بدورهم المعنوي في البقاء إلى جانب أبنائهم وشدّ عضدهم والتأكيد على أنّ حب الوطن والأرض هو من أسمى وأنبل المشاعر الإنسانية».

وتابع: «هذه الأسس لا بدّ من التمسّك بها وتنميتها حتى نستطيع الانطلاق مجدّداً بعد تجاوز المرحلة الصعبة التي مرّت على سورية، بحيث نصل إلى مرحلة جديدة يعود فيها الفرح إلى سورية وإلى كلّ المنطقة».

وختاماً شكر المطران إسبر القوميين الاجتماعيين على تواصلهم الدائم مع الكنيسة، والأعمال التي يقومون بها دفاعاً عن الوطن واستقراره ومحاربتهم للفكر الظلامي الذي يريد أن يدمّر وحدتنا وعيشنا الواحد ومحبتنا لبعضنا البعض.

العسراوي

بعد ذلك توجه الوفد إلى مقام «عين الزمان»، حيث كان في استقباله شيخا العقل، الشيخ أبو ائل حمود الحناوي والشيخ أبو أسامة يوسف جربوع، وقد سلّم الوفد الشيخين درعين تقديريتين من رئيس الحزب.

وتحدّث بِاسم الوفد المندوب السياسي لجبل لبنان الجنوبي حسام العسراوي فأكد أنّ تاريخ جبل العرب يشهد أنّ أبناءه ومشايخه وقادته هم أصحاب وقفات العز، التي لم تكن يوماً من أجل شخص أو منطقة أو طائفة أو مذهب، ولا من أجل قضايا أو مطالب صغيرة وآنية، بل كانت دوماً من أجل الوطن كلّ الوطن، وفي سبيل عزته وكرامته واستقلاله وسيادته.

أضاف العسراوي: «إنّ ما يميّز سورية، هذا الحسّ العالي بالوطنية والعنفوان والاستقلال والسيادة، وهذا هو فعلياً العامل الأبرز الذي يجعلها قادرة على الصمود والتصدي وعلى إلحاق الهزيمة بهذه الهجمة الكونية الشرسة ضدّها، لأنّ كلّ ما فيها وطني بامتياز، ولأنّ قيادتها تعبّر عن نبض شعبها وإرادته، وليست صناعة خارجية ولا تنفّذ أجندة خارجية، كما يحصل في معظم الدول العربية».

وشدّد العسراوي على أنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي، الذي يقدّر حق تقدير تاريخ هذا الجبل وإنجازات رجالاته، يؤكد الاستعداد الدائم للبذل والتضحية، إلى جانب أبطال الجيش السوري والدفاع الوطني، من أجل المساهمة في توفير الأمن والأمان لأهلنا في جبل العرب ولأبناء شعبنا في كلّ سورية، حتى القضاء كلياً على كلّ ما يمت بِصلة إلى الإرهاب ومجموعاته المسلحة وداعميه ومموّليه.

الشيخ جربوع

ثم تحدث شيخ العقل أبو أسامة يوسف جربوع فرحّب بالوفد وأكّد أنّ تاريخ الجبل تاريخ وطن على مرّ التاريخ، والدفاع عن الوطن، وإذا خسر الإنسان وطنه خسر دينه.

وأكد أنّ وقوفنا مع الوطن في هذه الأزمة موقف مبدئي يتكرّر كموقف الحزب السوري القومي الإجتماعي، وهذا موقف نفتخر به ونتفق نحن وأنتم بذلك، وهناك تآلف وتوافق بيننا كطائفة وبينكم على الصعيد الوطني والقومي، وهذا موقف مشترك بين جميع الشّرفاء.

وتوجه الشيخ جربوع بالشكر إلى رئيس الحزب النائب أسعد حردان على ما قدّمه، كما شكر القوميين على الدور الذي يقومون به دفاعاً عن الأرض والعرض.

الشيخ الحناوي

ثم ألقى شيخ العقل أبو وائل حمود الحناوي كلمة أكد فيها على أهمية دور الإنسان في الحياة والأمانة التي حملها وعجزت عنها الجبال… وإنّ الخروج عن نطاق هذه الأمانة مسؤولية يُطالَب بها الإنسان، فالأمين هو الذي لا يغدر بهذه الأمانة، والأمين لمسؤوليته هو مَن يحافظ على هذه الأمانة، أما غير الأمين فعليه أن يتنحّى بالخروج عن المواقف التي تضرّ بالإنسان.

وأضاف الشيخ الحناوي: «أنتم أيها القوميون عندما حملتم عنواناً تركّز في كلمة سورية، وناضلتم من خلال هذا العنوان الجميل الذي يتمحور حول الوطن، فإنكم جسّدتم حقيقة واقعية، ونحن مع هذه الحقيقة».

وكانت كلمة خلال اللقاء لرئيس هيئة الأسرى المحرّرين من السجون الصهيونية سمير خفاجة.

كما ألقى الشيخ كمال علي جنود كلمة اشار فيها الى الاستقرار الذي شهدته سورية منذ الحركة التصحيحية، متهماً الغرب الاستعماري بانه لا يريد لسورية الخير والاستقرار.

وأكد أنّ قائد سورية الرئيس بشار الأسد وجيش الوطن الباسل، والقوى والأحزاب الوطنية، تصدّوا للمخطط الغربي الصهيوني، لافتاً إلى أنّ للحزب السوري القومي الاجتماعي، اليد الطولى في الوقوف، مع الوطن وقائده، مطبقاً القول: «كلنا نموت ولكن قليلين منا يظفرون بشرف الموت من أجل عقيدة»، و«نحن نحب الحياة لأننا نحب الحرية، ونحب الموت، متى كان الموت طريقاً إلى للحياة والحرية».

كما زار الوفد عدداً من القوميين، وعقد لقاءات معهم ومع هيئة المنفذية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى