نقابات المهن الحرة تدعو المجتمع الدولي إلى تحييد لبنان وعدم ربطه بالصراعات القائمة
عقدت نقابات المهن الحرة ونقابة المحامين لقاء موسعاً للنقابات المهنية بعنوان «معاً لوقف الانهيار»، في مقر نقابة المهندسين ـ بيروت، حضره نقباء المهندسين في بيروت خالد شهاب، المحامين في بيروت جورج جريج، الصيادلة رئيس اتحاد المهن الحرة الدكتور ربيع حسونة، المهندسين في الشمال ماريوس بعيني، الاطباء في طرابلس الدكتور إيلي حبيب، خبراء المحاسبة المجازين في لبنان إيلي عبود، المحررين الياس عون، الصحافة عوني الكعكي، المحامين في الشمال فهد حسام مقدم، مقاولي الأشغال العامة والبناء فؤاد الخازن، أطباء الأسنان في بيروت البروفيسور إيلي عازار المعلوف، أطباء الأسنان في طرابلس الدكتور أديب زكريا، رئيس هيئة المعماريين العرب وأعضاء المجالس النقابية في بيروت والشمال وممثلون عن وسائل الإعلام.
بداية، تحدث شهاب لافتاً إلى أنّ «الوضع السائد ينذر بانفجار معيشي كبير بعدما صم المسؤولون آذانهم عن صراخ الأوجاع التي يئن تحتها المواطن اللبناني في عدم معالجة قضاياه الحياتية والمعيشية وعدم الاتفاق على حلول سريعة. فأصبح من الضروري إعلان حالة طوارئ حقيقية لمعالجة ما آلت إليه الأمور».
وقال: من هنا، ندعو إلى بدء النقابات المهنية، وبالاتفاق مع الهيئات الاقتصادية والاتحادات العمالية والجمعيات والروابط الإنمائية والإنسانية والشبابية وكلّ القوى الحية في المجتمع المدني، بحركة اتصالات شاملة وتحركات واسعة على كل الأراضي اللبنانية لرفع الصوت عالياً والاتصال بكافة المعنيين وشرح واقع هذا التحرك الذي لن يتوقف قبل وضع الأمور في إطارها الصحيح بغية الخلاص من الواقع المزري الذي يعيشه المواطن اللبناني».
ثم ألقى نقيب محامي بيروت كلمة دعا فيها إلى «أن تتحول دولتنا من دولة نفايات إلى دولة الصحة والبيئة، من دولة التأجيل إلى دولة احترام الآجال والمهل والقواعد الديمقراطية وتداول السلطة، من دولة الضرر إلى دولة رفع الضرر من دولة الانهيار إلى دولة الإنقاذ».
ولفت حسونة، بدوره، إلى أنّ «لبنان مشرع على كل الاخطار، فمن التحديات السياسية، إلى التفلت الأمني، إلى غياب رأس الهرم في السلطة إلى وقف التشريع، إلى تعطل الحكومة، وتردي الوضع الاقتصادي في بلد جاوز دينه الخارجي 70 مليارا ويعيش من قوت ابنائه في الخارج».
وقال: «من هنا، تداعينا إلى اجتماعنا اليوم لوضع خطة تحرك مستقبلية باتجاه المراجع والمسؤولين والفاعليات وسندق كلّ الأبواب لوقف هذا الانهيار الذي لن يؤدي إلا إلى الوادي السحيق».
وسأل الكعكي، من جهته: «هل المعقول أن يكون لبنان، بلد النور، غارقاً في الظلام؟ وهل من المعقول أن يكون لبنان بلد المياه، الناس فيه عطشى؟ هل نتحدث عن السلاح الذي لا يزال يهدّد الأمن والذي لا نطالب بالتخلي عنه حالياً ما دام العدو الإسرائيلي يحتل جزءاً، ولو بسيطاً؟ وهل يجوز أن يقف العالم متفرجاً علينا ونحن نحمل عبء اللجوء الكبير منذ عقود والنزوح الهائل منذ اربع سنوات»؟
أما نقيب المحررين، فلفت إلى «أنّ نقابات المهن الحرة هي نقابات وطنية طليعية تحتل المواقع المتقدمة في المجتمع والدولة ولا يجوز أن تستقيل من مسؤولياتها وتغيب عن القيام بالدور المنوط بها كقائد ومرشد ومحفز في سبيل نهضة لبنان وقيامته من ركام الصعوبات».
وقال المقدم: «إننا في نقابة المحامين في طرابلس قد تقدمنا بدعوى أمام حضرة المدعي العام التمييزي بوجه من أقدموا على استباحة الشمال بنفاياتهم وإننا سنتابع هذه القضية، متمنين أن تنعكس إيجابياتها على كافة المساحة اللبنانية. كما أننا بصدد عقد جلسة مشتركة مع نقابة المحامين في بيروت لاتخاذ مواقف وتحرك يتعلق بالموضوع القضائي والقيام بكلّ ما يلزم من أجل الاسراع في انتخاب رئيس الجمهورية».
ودعا الخازن: إلى «رعاية مصالح وشؤون الناس لا سيما تلك المتعلقة بالامور الحياتية كالماء والكهرباء والنفايات لأننا وصلنا إلى وضع صعب وخطر، فعندما لم يعد لدى إمكانية الدولة أقل الالتزام بأقلّ الواجبات تجاه المواطنين فكيف للمواطن أن يلتزم بواجباته نحوها»؟
وأمل بعيني «توفير الأمل والافق للبنانيين من قبل فريق من قطاعات المهن الحرة ذات ثقة ومصداقية يصوب السياسات الاقتصادية المتبعة بطرق علمية».
ورأى المعلوف أنّ «هذا اللقاء «خطوة في الاتجاه الصحيح إذا ما أحسن توظيفه وطنياً واجتماعياً بعيداً عن كلّ التدخلات السياسية واستغلالها».
وسأل حبيب: «هل من الممكن أن نجند آلاف اللبنانيين ليطالبوا معنا باطلاق حركة جدية من كل الطوائف والمذاهب لفرض التغيير المطلوب لإيقاف هذا المسار الانتحاري. هل ستنطلق حركة المجتمع المدني أم نستمر في النق بلا نتيجة»؟
واعتبر عبود «أن الاجتماع هو خير دليل على تحمل مسؤولياتنا وتشكيل قوة ضغط وتواصل مع السلطتين التنفيذية والتشريعية لحثهما على تحمل مسؤولياتهما لما فيه من مصلحة للبلاد والعباد».
وتعهد زكريا «الالتزام بخطة التحرك التي تم اطلاقها اليوم من خلال اللقاء كنقابات للمهن الحرة كخطوة اولى وكصرخة في وجه المسؤولين في هذا البلد لعلهم يتحسسون المخاطر التي تحيط بنا».
وفي الختام دعا المجتمعون» المجتمع الدولي إلى مساعدة لبنان على تحييده سياسيا وعدم ربطه بالصراعات القائمة»، كما دعوا «المجتمع المدني إلى مؤازرة التحرك الذي انطلقت به النقابات للوصول إلى الغاية المنشودة».