دردشة صباحية
يكتبها الياس عشي
لقّب بكليب، وعاش في عصر الجاهلية.
كان متغطرساً، ومتشاوفاً، وقويّاً، فمدّ عباءته، واستأثر بما تقدِّمه الصحراء من عشب وماء.
أما اللقب فجاءه من جرو كان يطلقه في الصحراء، وكلّما وصل الجرو إلى مكان وضع كليب يده عليه، وأدخله في حماه.
وفي يوم شردت ناقة اسمها السراب لصاحبتها البسوس خالة جساس، ودخلت حماه، فرآها كليب فشقّ ضرعها بسهمه، فكمن له ابن عمّه جسّاس، وطعنه في الظهر، وتركه في العراء يُحتضَرُ مشوياً على الرمال، يلوب من العطش، فيمرّ به العرب ولا يغيثونه، ولا يطفئون عطشه بنقطة ماء.
مات كليب، واشتعلت حرب دامت أربعين سنة، عُرفت بحرب البسوس.
ما تذكّرت كليباً في هذا الصباح إلا كي أحذّر وأصرخ في وجه ملوك وأمراء أصيبوا بجنون العظمة، فصادروا حتّى الهواء، وأشعلوا الحروب، وما عادوا «يرون أحداً فوقهم ولا أحداً مثلهم».