رئيس الوزراء الكندي يستقبل بحفاوة أول دفعة لاجئين سوريين
استقبل رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بحفاوة، أمس، أول فوج من اللاجئين السوريين لدى وصولهم لمطار تورنتو الدولي.
وقال ترودو الذي كان بالمطار للترحيب باللاجئين «سنتذكر جميعاً هذا اليوم»، مؤكداً أن كندا تعتبر استقبال هؤلاء اللاجئين و»منحهم مستقبلاً أفضل لهم ولأبنائهم برحابة صدر يشكل مصدر قوة».
كما قال ترودو للعاملين بالمطار والمتطوعين الذين وقفوا معه لاستقبال اللاجئين «هذه ليلة رائعة حيث جئنا ليس فقط لنري مجموعة من الكنديين الجدد كل شيء عن كندا، بل أيضاً لنظهر للعالم كيف أننا نفتح قلوبنا ونرحب بأناس يفرون من أوضاع صعبة للغاية»، مضيفاً أنه ستجرى إعادة توطين 10 آلاف شخص بنهاية العام و15 ألفاً آخرين بنهاية شباط.
وبينما كان رئيس الوزراء الكندي يستقبل الآتين على متن الطائرة العسكرية في قاعة خاصة وصل إلى المطار لاجئون ترعاهم جماعات خاصة على متن رحلات تجارية في الأيام القليلة الماضية في صالة منفصلة عن الجسر الجوي العسكري. وكان في استقبالهم رعاة وكنديون حضروا إلى المطار للترحيب بالوافدين الجدد.
وقال أحد العاملين بجماعة ابراهام فيستيفال التي رعت أرملة وأطفالها الثلاثة بعد أن عاشوا في مخيم بالأردن لمدة عامين «إنهم متعبون للغاية لكنهم سعداء ومفعمون بالأمل».
من جهته، أطلق رئيس بلدية تورونتو تغريدة ترحيب باللاجئين الآتين وصدرت «تورونتو ستار» أكبر صحف كندا وقد غطى صفحتها الأولى لافتة باللغتين الإنكليزية والعربية «مرحباً بكم في كندا».
ووفقاً لـ»رويترز»، قالت جماعات اللاجئين الكندية ومؤسسات رعاية هذا الحدث من القطاع الخاص إنهم متحمسون ويسارعون إلى الاستعداد لوصول أسر اللاجئين الذين تم اختيارهم من مخيمات في لبنان والأردن بعد فرارهم من الحرب الدائرة في سورية.
يذكر أن الطائرة التي تقل 163 لاجئاً حطت في ساعة متأخرة الخميس في مطار تورنتو آتية من لبنان، مدشنة بذلك أول عملية لنقل اللاجئين السوريين إلى كندا، ويتوقع أن تغادر طائرة أخرى من طراز سي سي 150 تقل لاجئين سوريين إلى مونتريال اليوم السبت، لكن ليست هناك رحلات جوية أخرى مقررة خلال الأسبوع المقبل. وتريد الحكومة الكندية نقل 10 آلاف لاجئ سوري إليها قبل نهاية العام الحالي.
ويتناقض الترحيب الذي لقيه السوريون عند وصولهم الى كندا بشكل حاد مع الاستقبال الذي يلقاه اقرانهم في الولايات المتحدة حيث أثار الخوف من اللاجئين السوريين في أعقاب هجمات باريس الدموية في 13 تشرين الثاني معارضة للسماح بدخولهم. وقال حكام بعض الولايات الامريكية إن ولاياتهم لن تقبل لاجئين سوريين.
وفي سياق متصل، قالت متحدثة باسم وكالة ضبط الحدود في الاتحاد الأوروبي فرونتكس أمس إن عدد المهاجرين غير المنتظمين الذين دخلوا اليونان انخفض بشكل حاد في تشرين الثاني وبلغ نحو 100 ألف أي أقل من نصف العدد الذي سجل في الشهر الذي سبقه.
وأوضحت المتحدثة أن البيانات النهائية لم تجمع بشكل كامل لكنها أشارت إلى أن أكثر من 200 الف شخص وصلوا في تشرين الأول ويبدو أن الظروف الجوية السيئة تخفف من تدفق المهاجرين، حيث سجل عدد المهاجرين الواصلين إلى اليونان في الأسبوع الأخير من أكثر من خمسة آلاف بقليل. وأشارت المتحدثة إلى أنه من المبكر للغاية رسم مسار للأحداث في أعقاب المعاهدة التي وقعت بين الاتحاد الأوروبي وتركيا في أواخر تشرين الثاني وتهدف إلى تخفيض عدد المهاجرين الذين يغادرون تركيا الى دول الاتحاد.