الرَّسمُ بالصّلب.. سوريون يعجنون الحديد قطعاً فنية

مهارة الأيدي السورية تستغني عن الشهادات. ويؤكد السوريون أنهم مجلّون في كل ميدان، فناً وصناعة وفكراً وغلالاً.

ففي مدينة النبك يعرف الحرفيان ظافر طربوش وماهر جورية كيف يرسمان بالحديد الصلب قطعاً فنية بأدوات وعدد بسيطة.

أثاث المنازل والمكاتب بمختلف أصنافها وأشكالها والأبواب المزخرفة بحرفية عالية وغيرها من القطع الفنية، تشكّل مجال عمل الحرفيين وكل ذلك في ورشتين صغيرتين لا تلفتان النظر لأول وهلة.

وإذ يصل الزائر الورشتين اللتين تنتشر فيهما قطع الحديد وأجهزة تقطيع الحديد وفرن للصهر وأدوات البخّ والدهان وغيرها لا يتوقع أن يتم تكوين لوحات فنية من هذا القطع.

يلفت الحرفي جورية إلى أنه تعلّم هذه الصنعة من أبيه. وحالياً تم تطويرها وتحديثها عبر تصنيع الملاحم والمكابس وتصميم أشكال ورسوم جديدة يتمّ نقشها على الحديد، مشيراً إلى أن هناك قطعاً تنتهي بيوم واحد وأخرى تحتاج إلى أسبوع.

وشرح جورية أن الحديد يمر بمراحل عدة قبل تطبيقه مثل الدرفلة لزخرفته بأشكال عدّة من الخيط العربي والهلالات والفرزاتشي والقصّ والتمشيط واللفّ. وبعد التطبيق تذهب القطعة للبخّ الحراري. لافتاً إلى أنه هو الذي يصنع المكنة التي يعالج بها الحديد ويجري عليها التعديل اللازم حسب ما يريد.

بدوره الحرفي طربوش بيّن أن هناك إقبالاً على أبواب وشبابيك ودرابزون الحديد، لكونها أقوى من الخشب وأرخص منه ولا تتأثر بالحرارة والرطوبة وتضفي جمالاً على المنزل، لافتاً إلى أن الزبون يختار التصميم الذي يريده والحداد يقوم بتنفيذه بدقة متناهية.

يوماً بعد يوم تثبت الحرف السورية قابليتها للتطوّر والنمو لتشكل إضافة مهمة لاقتصاد البلاد، وباتت جزءاً من الثقافة الجمالية المشرقية.

سانا

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى