الوطن

طابور المُشكِّكِين

} السيد سامي خضرا

المُشككون هم جماعة أو طائفة أو مذهب حياتي أو طابور يقوم بأدوار مهمة وبتأثيرات أهمّ لأنه يترك آثاراً تثبيطية تؤثر على جمهور الأمة.

وليس كثيراً أن نقول إنه مظهرٌ تخويني وذلك لبساطة أنه يضربُ في أمن المجتمع من كلّ المستويات بطريقة إثارة التساؤلات والإشاعات والأخبار الكاذبة والتي تجعل الناس تنهزم رويداً رويداً أمام تشكيكاته.

وطابور المشكّكين هذا موجودٌ في مجتمعاتنا بكثرة وهو بطريقةٍ أو بأخرى إنْ كان يعلم أو لا يعلم يُنفِّذ خطة الأعداء حتى ولو كان نظرياً أو بتمنياته يقف ضدهم لكنه من الناحية العملية يخدمهم!

وفي مِثالنا المحلي هؤلاء الذين اعتادوا أن يَتَصدّوا ويتكلّموا كلاماً شعبياً هو أشبهُ بالتنظير والإثارة والتأليب وقذف المسؤوليات وإظهار الغيرة…

ولو جمعتَ جُلَّ كلماتهم ومواقفهم السابقة لَرَأيتهم قد احتطبوا من كلّ وادٍ عصا في سلسلةٍ من المواقف والحكايا التي لا يجمعها جامعٌ بل يَخبِطون خبطَ عشواء كَمَن انفرطَ عقدُه فلا يملكُ إلا النحيب والجزع.

وهؤلاء وإنْ جمعوا بعض البسطاء حولهم إلا أنّ ما جمعوه حولهم من المستَغلِّين والانتهازيين لهو أكبر حيثُ يستفيدون من مواقفهم للطعن في بيئتهم فيكونون وَقوداً لمعركةٍ خاسرة.

 وأما في مِثالنا العربي وفي البلدان التي سلكت أو سوف تسلك طريق «التطبيع» فالمشككون يقومون بإِثارة أسئلةٍ تبدو لمصلحة الشعوب كقولهم مثلاً:

هل سنبقى في حالة حربٍ مستمرة تفتك باقتصادنا ومصالحنا؟ وهل لدينا القدرة على الاستمرار في حالات الحرب والصراع وأمامنا فرصةٌ للسلام؟!

أو كقولهم:

علينا أن نهتمّ بشؤوننا ومصالحنا الناس ولا دخل لنا بأمة أو بشعب آخر!

ويُوجِّهون هذا الكلام لفئةٍ مقصودة دون أخرى مع علمهم أنّ الفئات الأخرى التي لا يُوجِّهون لها مثل هذه التساؤلات هي حتماً تعمل وترتبط بالخارج!

أو كقولهم:

آن الأوان أن نجلس ونتفاهم بعيداً عن المصالح الشخصية!

بينما من غير الواضح ما هو ميزانهم ومقياسهم للتفريق بين المصالح الشخصية وغيرها، ومن أين لهم القدرة على هذا التفريق؟

إنّ سياسة التشكيك هي سلبيةٌ بِلا شك خاصةً في ظلّ حملاتٍ أو هيمنة إعلامية تضرب مصالح الناس من أجل إضعافهم، فهل نتخيَّل أنّ النتائج ستكون إيجابية لو افترضنا أنك أَثَرْتَ تساؤلاتٍ شخصية أو مادية أمام الشريك التجاري أو الأخ أو الجار أو الزميل في العمل أو الزوج أو الزوجة فَتُثيرُ جملة تساؤلاتٍ خَطِرة يمكن أن تقع بطريقةٍ مُهينة وفيها خيانة ثم تمضي إلى سبيلك من دون أن تلتفت إلى الوراء!

لذا لا بدّ من مواجهة هذه الطائفة التي تطعن في الحسّ الوطني والمعيشي والقومي فسِكِّينها لا يخترقُ كيساً من القطن بل جسد أمة وشعب وعقيدة ومستقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى