أخيرة

يـا أَحبَّـائي

} سليم النفار*

سنأتي ذات يومٍ يا أَحبّائي

إلى أشيائنا الأولى

فلا قتلٌ يُبَاعِدُنا

ولا زمنٌ سيُنسينا

هنا في غامضِ الأَوقات

وضوحُ الحقّ يُعلينا

ويُعطي حلمنا سنداً

لتاريخ…

بأيام تؤاخينا

سنأتي ذات يومٍ يا أَحبّائي

فإنَّ الوجدَ مُلْتَهبٌ

ونارُ القهرِ تُدْمينا

هنا كمْ ساقني دربٌ

بعينِ الطفلِ يحكينا

رواياتٍ…

عَنِ التشريد للمنفى

وعن أحزانِ حادينا؟!

ولكنْ: وعدُه باقٍ

بأَنْ نأتي

ولو طالت ليالينا

هنا حيفا وناصرةٌ

هنا يافا

تمس القلبَ في سحرٍ

ونهرُ العينِ يُعطينا:

مراراتٍ، وأَنَّاتٍ،

لأيامٍ تناجينا

هنا كمْ هزّنيْ شوقٌ

لأصحابٍ

وألعابٍ

وحاراتٍ تنادينا؟!

سنأتي ذات يومٍ يا أحبائي

على مهلٍ يقولُ الحقُّ قولتهُ

فلا تستأخروا حُلْماً

ولا تستعجلوا حينا

فكم في دارنا ركناً

على الأيام،

مرهوناً بماضينا؟!

هنا لم يُقصهِ زمنُ

وآلتهمْ:

جنونُ الشرّ، لم تسحقْ مرامينا

فَعِطْرُ الحقّ، في أرواحنا باق

ولو طالت مسالكنا

ولو جُنّتْ مآسينا

على مهلٍ سيأتينا

**شاعر فلسطيني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى