الوطن

مسيرات بذكرى 4 آب واشتباكات في وسط بيروت

استعادت العاصمة بيروت أول من أمس، ذكريات مرّة حدثت لها في تاريخ 4 آب 2020 المشؤوم، فشهدت تحركات  ومسيرات وصلوات وقداديس تخليداً لذكرى شهداء انفجار مرفأ بيروت. فانطلقت  نقابات المهن الحرّة على رأسها نقابتا المحامين والمهندسين في مسيرة من أمام قصر العدل، لكن عناصر الأمن العام أغلقوا الطريق أمام مركزها الرئيسي، فحصل تدافع وتلاسن بين متظاهرين والعسكريّين أمام المركز في المتحف، عندما حاول المحتجّون إزالة ​الشريط الشائك​ والعوائق الحديدية الموضوعة في المكان.

وانطلقت مسيرة من ​الأشرفية​، وأخرى من شارع أرمينيا في ​برج حمّود​ باتجاه ​ساحة الشهداء​، ومنها إلى تمثال المغترب. ورفع المشاركون الأعلام اللبنانيّة واللّافتات المطالِبة بـ»الحقيقة والعدالة ورفع ​الحصانات​ ومحاسبة كلّ من كانت له يد في الانفجار». ومن أمام «شركة ​كهرباء لبنان ​انطلقت مسيرة كبيرة، نظّمها الحزب الشيوعي، سارت في منطقة مار مخايل و​الجميزة​، وحمل فيها المحتجّون الأعلام اللبنانية، وسط إجراءات أمنيّة مشدّدة، وصولاً إلى المرفأ. كما انطلقت مسيرة من خليج السان جورج في بيروت باتجاه المرفأ، ووصلت إلى الباحة القريبة من المرفأ، ورَفع المشاركون شعارات تطالب برفع الحصانات ومحاكمة المتورّطين في انفجار مرفأ بيروت.

وأطلقت المديرية العامة للدفاع المدني اللبناني،  صفارات إنذار سيارات الإسعاف والإطفاء في جميع مراكز الدفاع المدني عند الساعة 6:07 وذلك لمدة 30 ثانية تحيةً لارواح شهداء انفجار 4 آب. كذلك انطلقت مسيرة راجلة لقوى الأمن الداخلي تكريماً لأرواح الشهداء باتجاه مرفأ بيروت حيث تم وضع 214 وردةً على نصبهم التذكاري.

وكان بدأ عدد من المواطنين بالتجّمع في شارع الجميزة بالقرب من “مطعم بول”، رافعين الأعلام اللبنانية وصور بعض الشهداء استعداداً للانطلاق إلى المرفأ بالتزامن  مع توافد اهالي شهداء فوج اطفاء بيروت  إلى ثكنة الفوج في الكرنتينا استعداداً للمسيرة وفق ما هو مقرر في الجدول الذي تم توزيعه عشية الرابع من آب. ومن طرابلس انطلقت عشرات الباصات باكراً باتجاه العاصمة بيروت للمشاركة في إحياء الذكرى الأليمة. ومن صور أيضاً، انطلق  من ساحة ثوّار العلم، عدد من الباصات للمشاركة في إحياء الذكرى.

ووفق ما هو مقرّر التقت المسيرات في ساحة الشهداء  قبيل توجهها إلى المجلس  النيابي  الذي شهد محيطه اشتباكات وتوتراً، بعدما عمد عدد من المحتجين إلى رشق مقرّ المجلس بالحجارة.

وبعد اشتباكات عنيفة استمرت لساعات في محيط المجلس وتحديداً في شارع بلدية بيروت تمكّنت القوى الأمنية من إبعاد المتظاهرين باتجاه بيت الكتائب في الصيفي، كما جرى إخلاء ساحة الشهداء من أي تجمعات. وإثر ذلك، انتشرت قوات كبيرة من الجيش في محيط مبنى “النهار” في ساحة الشهداء حيث جرت مواجهات أخرى مع القوى الأمنية.

وأقدم متحجون على اقتحام أحد مكاتب وزارة الاقتصاد في مبنى اللعازرية وسط بيروت، وقاموا بتحطيم محتوياته وبعثرة أوراق داخله.

ونشرت المديرية العامة لـ”قوى الأمن” مجموعة من الصور تظُهر عدداً من الشبان الذين قاموا بتحطيم أجهزة كمبيوتر كانت موجودة داخل المكتب.

وأعلن الصليب الأحمر اللبناني عن نقل 6 جرحى من وسط بيروت و3 جرحى تم نقلهم من الجميزة و45 مصاباً تم إسعافهم في المكان.

ونشرت قوى الأمن الداخلي عبر “تويتر” مشاهد تظهر للرأي العام الاعتداءات على عناصر قوى الامن الداخلي وعدم التزام بعض المتظاهرين بالطرق السلمية في التعبير عن رأيهم. وقالت ان من يريد تطبيق القانون يجب ألا يطلب منا مخالفته.

ونفت نفياً قاطعاً استخدامها للرصاص المطاطي أو أي رصاص من نوع آخر لتفريق المتظاهرين.

وازاء ذلك، غرّدت قوى الأمن قائلةً “أمام ارتفاع وتيرة أعمال الشغب والاعتداءات المتكرّرة على عناصرها وإصابة عدد منهم تطلب قوى الأمن الداخلي من المتظاهرين السلميين حفاظاً على سلامتهم الخروج فوراً من الاماكن التي تحصل فيها الاعتداءات وبخاصة الاعتداءات التي تحصل في محيط فندقLE GRAY.

وسبق ذلك إجراءات أمنية مشددة قامت بها  القوى الأمنية والجيش على مداخل العاصمة ودقّقوا في هويّات المارة وفتشوا سيّاراتهم.

وفي سياق متصل، أقدم عدد من الناشطين على إقفال المسلك الغربي لأوتوستراد زوق مصبح، قبالة كنيسة مار شربل لبعض الوقت، احتجاجاً على توقيف مخابرات الجيش على حاجز في المكان أحد الناشطين، بعد العثور في سيارته على مواد ممنوعة، لكن وحدات الجيش المنتشرة أعادت فتح المسلك أمام حركة السيارات.

وأوقفت وحدات الجيش عند حاجز الأولي ستة أشخاص بحوزتهم أسلحة حربية وذخائر وأعتدة عسكرية. وسلّمت المضبوطات وبوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص.

وفي بيان سابق، أشارت قيادة الجيش عبر حسابها على “تويتر”، إلى أن وحدات الجيش المنتشرة في مختلف المناطق اللبنانية توقف عدداً من الشبان المتوجهين للمشاركة في الذكرى الأولى لانفجار مرفأ بيروت وبحوزتهم كميات من الأسلحة والذخائر.

ونفت حركة أمل ما تم تداوله حول صورة لأسلحة مصادرة كانت في طريقها إلى احتفال المرفأ. وأكدت الحركة حرصها على احترام تدابير الجيش والأجهزة الأمنية، وطالبت باتخاذ كل الإجراءات المناسبة لحفظ الأمن والاستقرار وضبط أي مخالفة لتدابيرها.

ومساء أول من أمس ترأس البطريرك الماروني الكاردينال بشارة  الراعي قداساً في مكان الانفجار سبقه عرض جوي نفذه سرب من القوات الجوية فوق المنطقة وذلك تحية لشهداء وضحايا الانفجار.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى