الوطن

نصرالله في ذكرى التحرير الثاني: باخرة محروقات ثالثة من إيران وأميركا تهدّد مسؤولين لبنانيين بعقوبات في حال قبول استثمارات صينية أو روسية

طريقة إدارة ملف انفجار المرفأ قائمة على الاستنسابية قانون قيصر أغلق الأبواب على استثمار اللبنانيين في سورية

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله  أن «ما حصل في جرود البقاع كان جزءاً من الحرب الكونية على سورية»، مشيراً إلى أن أميركا تدعم «داعش» ومارست ضغوطاً على لبنان لمنع الجيش اللبناني من مواجهة هؤلاء في الجرود. وأكد أن المشروع الأميركي في المنطقة يتهاوى، لافتاً إلى ان «الأميركيين منعوا الدول من تقديم مساعدات أو أن تقوم باستثمارات في لبنان تحت طائلة العقوبات ويتم تهديد المسؤولين اللبنانيين في حال قبول استثمارات صينية أو روسية بالعقوبات الأميركية». وأعلن عن اتفاق مع  الإيرانيين على البدء بتحميل سفينة محروقات ثالثة للبنان.

جاء ذلك في كلمة متلفزة للسيد نصرالله في الذكرى السنوية الرابعة لـ»التحرير الثاني»، قال فيها  «المناسبة سمّيناها التحرير الثاني واعتبرناها عيداً لأنها انتصار وفي مثل يوم 28 آب يكون جدارنا وكياننا في السلسلة الشرقية في البقاع قد تخلصت من كل الجماعات الإرهابية المسلحة ويكون الأمن والسلام قد عاد إلى ربوعنا»، مؤكداً «أننا نصرّ على هذه الاحتفالات في عيد التحرير الثاني لأخذ العبر الحيّة وأخذ الدروس من التجربة المؤلمة وللتذكير بالأخطار والتهديدات التي كانت قادمة، ولنذكّر بالتضحيات الجسام التي أدّت إلى هذا الانتصار ولنحيي هذه التحضيات ونوجه التحية إلى أهلها».

الانتصار ليس مجانياً

ولفت إلى أن «هذا الانتصار لم يأت بالمجان بل بالتضحيات والسهر والتعب وتحمّل الحرّ والبرد القارس»، مؤكداً أن «ما حصل في جرود البقاع كان جزءاً من الحرب الكونية على سورية ولكن البعض يبسّطون الأمر وهؤلاء يتجاهلون كل الحقائق»، مذكّراً بأن « القتال الضاري الذي خاضه الجيش السوري والمجاهدون منع وصل تدمر بالقلمون وصولاً إلى الجرود ولولا ذلك لكانت معركة تحرير الجرود أصعب وأشد».

وشدّد على أن «داعش وجبهة النصرة من منشأ واحد والخلاف بينهما سياسي وليس عقائدياً، وداعش حظي بدعم غربي واضح وكان الإعلام الخليجي قد تحدث في الأيام الأولى من ظهور داعش في العراق على أنهم ثوار، وأيضاً البعض ممن يعملون مع السفارات في لبنان ذهبوا للتضامن مع الجماعات التكفيرية في الجرود».

وذكّر بأن «الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب تحدث كثيراً عن إنشاء داعش واعترافات جنرالات أميركيين تؤكد دور أميركا في نشوئها، ومعركة تحرير الجرود كانت معركة سورية – لبنانية وشارك فيها من الجانب السوري الجيش السوري وقوات شعبية ومن الجانب اللبناني شارك فيها لسنوات حزب الله والجيش اللبناني».

الدولة اللبنانية تخلّت عن المواجهة

وتابع «في الشق اللبناني عندما جاء هؤلاء وسيطروا على التلال والجبال والوديان شاهدنا الهيمنة على بلدة عرسال وتهديد البلدات المجاورة بمعزل عن الانتماء الديني لهذه البلدات والقصف في عمق البقاع وسيارات مفخخة في المنطقة وصولاً إلى الضاحية الجنوبية»، مؤكداً أن «الجماعات التكفيرية في الشق اللبناني مارست الاعتداء على الجيش والقوى الأمنية وتهديد باقي المناطق مقابل تقاعس الحكومة اللبنانية عن مواجهة هذا التهديد».

وأضاف «السفارة الأميركية كانت تضغط على الحكومة اللبنانية لمنع الجيش اللبناني من اتخاذ قرار مواجهة الجماعات التفكيرية تحت طائلة وقف المساعدات للجيش اللبناني، ومقابل كل ذلك كان هناك دعم للجماعات التكفيرية في الجرود وحتى أسلحة وذخائر وعتاد ودعم إعلامي أيضاً ومراجعة المواقف آنذاك تكشف زيف الادعاء بالحرص على السيادة».

وبيّن أن «حزب الله اتخذ قرار التدخل بعد التيقّن من قرار الدولة اللبنانية بالتخلي عن مواجهة هذا التهديد، وفي ظل ظروف مناخية صعبة وكانت المواجهة في كل قمة وكل واد وكثيرون من الشباب كانوا متطوعين ولم يتلقوا رواتب ومنهم تركوا وظائفهم وأعمالهم، وسقط شهداء وجرحى في الأيام الأخيرة وتم تطهير تلك الجبال بشكل متأنٍ ومدروس لأننا كنّا نبحث عن أقل كلفة في هذه المعركة وقاتلنا جنباً إلى جنب وكتف إلى كتف إلى جانب الجيش اللبناني في الجرود».

وأكد أنه «في الجزء اللبناني الجيش اللبناني والمقاومة وأهل المنطقة دعموا مقاتلي المقاومة واحتضنوهم ومجدوهم لأن أهل المنطقة يحفظون الجميل ولا ينكرونه، ويجب أن نذكر في الجزء السوري أو اللبناني سلاحنا وإمكاناتنا ودعمنا اللوجيستي يعود الفضل فيه لإيران»، مشيراً إلى أنه «في المقابل كانت أميركا تدعم داعش وتمنع الحكومة اللبنانية وتضغط لمنع الجيش اللبناني من مواجهة هؤلاء في الجرود ومجدداً انتصرت معادلة الجيش والمقاومة والشعب في التحرير الثاني كما في انتصار 14 آب»، لافتاً إلى أنه «في هذه الذكرى نقول لكل الإرهابيين والتكفييرين إن عدتم عدنا».

وأكد أن «المشروع الأميركي يتهاوى، ويتبين لنا أن كل العناوين التي طرحت بعد 11 أيلول لغزو أفغانستان والعراق ويتأكد أنها مجرد عناوين خادعة وقد كان الغرض الحقيقي هو الاحتلال ومصادرة خيرات البلاد وعندما واجهت المقاومة العراقية انسحبت أميركا ثم عادت بحجة داعش».

واعتبر أن «ما نشهده في أفغانستان هو مشهد لهزيمة أميركية كاملة وسقوط أميركي كامل، وما جرى ويجري يجب أن يخضع للدرس ومشهد من يريدون الخروج من كابول وهم كانوا يتعاونون مع القوات الأميركية وحلف الناتو ومشهد الذين يسقطون من الطائرة وتُركوا».

وردّ السيد نصرالله على كل من يُنكر وجود حصار على لبنان وقال «إذا رجعنا للسنوات الماضية التي كانت فيها داعش موجودة بالجرود نجد الأشخاص نفسهم الذين كانوا ينكرون وجودها ينكرون وجود حصار الآن، وهنا لا أحد يتحدث عن حصار مطبق ولكن هل ذلك يعني أن لا وجود للحصار».

وتابع «الأميركيون منعوا الدول أن تقدم مساعدات أو أن تقوم باستثمارات في لبنان تحت طائلة العقوبات ويتم تهديد المسؤولين اللبنانيين في حال قبول استثمارات صينية أو روسية بالعقوبات الأميركية».

وذكّر بأن «قانون قيصر كان حصاراً على لبنان أيضاً وعندما بدأت الحرب تضع أوزارها وانفتحت الأبواب أمام مشاريع إعادة الإعمار كثير من الشركات والمصانع والتجار اللبنانيين يأملون بالذهاب إلى هناك وكان من الممكن أن يضخ ذلك الحياة الاقتصادية إلى لبنان، وفي سورية فتحوا الأبواب أمام كل من يساهم بإعادة الإعمار ولكن قانون قيصر أغلق الأبواب أمام كل اللبنانيين وكل من يريد أن يستثمر في سورية البلد الوحيد البري المجاور للبنان».

وسأل «خلال 3 سنوات عندما قُطع طريق تحسين وضع الكهرباء كم عانت الخزينة من الكهرباء؟ وكم عانى اللبنانيون؟ وهنا الجانب الأميركي هو من يتحمّل المسؤولية». وتابع « تم منع أي تسهيلات يمكنها إحياء الاقتصاد اللبناني كموضوع الكهرباء، وهذا الأمر كان ليتحقق منذ سنوات لولا المنع الأميركي، وعانى الشعب اللبناني كثيراً من جراء أزمة الكهرباء ولولا المنع الأميركي لكنا تمكنا من إحياء قطاعي الكهرباء والغاز في لبنان».

حبل الكذب قصير

وكشف أن «الايام آتية وحبل الكذب قصير والحقائق ستظهر فيما يتعلق بالسفن المحمّلة بالمحروقات من إيران وهنا أعلن أننا اتفقنا مع الإخوة الإيرانيين على البدء بتحميل سفينة محروقات ثالثة باتجاه لبنان، والحديث سيكون واضحاً عندما تصل السفينة الأولى».

وأسف السيد نصرالله «لأن لا دماء الضحايا في التليل ولا صرخات اللبنانيين المذلولين في محطات المحروقات ولا آهات المرضى بالسرطان الذين سمعناهم بالأمس، لم تتمكن من تذليل العقبات أمام تشكيل الحكومة اللبنانية، وهنا نسأل أما آن للنقاش في الحقائب الوزارية لتشكيل الحكومة اللبنانية أن ينتهي؟».

من جهة أخرى، شدد السيد نصرالله على أن «طريقة إدارة ملف انفجار مرفأ بيروت من قبل القاضي العدلي تؤكد أنها قائمة على الاستنسابية»، معتبراً أن «القاضي العدلي يقوم بالتسيس واستضعاف رئيس حكومة تصريف الأعمال واتهام رئيس الحكومة وهو أمر لا يجوز أن يقبله أحد وهو أمر مخالف للدستور الذي يحدّد أين يُحاكم الرؤساء والوزراء والنواب». وطالب الجهات القضائية بـ»أن تقوم بما يمليه القانون والدستور لا أن تقوم باستضعاف أي موقع لأي أسباب سياسية».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى