أولى

الدعوات العربية لسورية

تصدر تعليقات من وزراء خارجية عرب حول الوضع في سورية بين وقت وآخر، وتكرر نصاً موحداً يتضمن «دعوة الدولة السورية لحل سياسي يحفظ وحدة سورية»، وعندما يلتقي المسؤولون العرب بالقيادات السورية يفتحون الباب للحديث عن العلاقة السورية- الإيرانية بصفتها العقدة التي تحول دون توسيع مجالات الانفتاح العربية على سورية.

لدى التدقيق بالدعوة لحل سياسي يحفظ وحدة سورية، يجب أن ننظر إلى الخريطة السورية لنتعرف إلى المناطق والمواقع التي يتم الاحتفاظ بها خارج المظلة الشرعية للدولة السورية، والتي يهدد بقاؤها على هذا الوضع وحدة سورية، فنتساءل كما يسأل المسؤولون السوريون محدثهم المسؤول العربي، هل تقصدون الحل السياسي مع الجماعات المسلحة من الأكراد والجماعات الإرهابية في إدلب بحل سياسي يحفظ وحدة سورية، أم أنكم تعتقدون مثلنا بأن القرار ليس لهؤلاء في ظل الاحتلال الأميركي والاحتلال التركي، فهل تقصدون أن المطلوب من سورية حلاً سياسياً يرضي الأتراك والأميركيين، وهل تصدقون أن مشكلتهم هي بالحل السياسي، وكيف ينسجم هذا الوضع مع تركيز دعواتكم على الابتعاد عن إيران، وهي نصير سورية في الضغط على الأتراك للخروج من سورية والمواجهة مع  الأميركي لإخراجه؟

السؤال الثاني الذي يواجه الدعوات العربية المتناقضة، هو كيف يقولون في مواقفهم المختلفة إن تركيا تشكل تهديداً للأمن القومي العربي، وإذا كان هذا صحيحاً فإن مدخل هذا التهديد الواسع هو الاحتلال التركي لجزء من الأراضي السورية، فهل يترجم الحديث عن الخطر التركي وإدراك حجمه بالوقوف إلى جانب سورية في مواجهته، إذا كان الوقوف بوجه الاحتلال الأميركي فوق طاقة الحكومات العربية؟

مشكلة المواقف العربية من سورية أنها تعرف ولا تعترف!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى