الوطن

برّي أطلق الماكينة الانتخابية لـ«لائحة الأمل والوفاء» في الجنوب الثانية: مصير لبنان وسُبل الخروج من الأزمة مرتبط بنتائج هذه الدورة الانتخابية وتحديداً في الجنوب

أكد رئيس مجلس النواب نبيه برّي، أن «مستقبل لبنان ومصيره وهويته وثوابته وسبل الخروج من الأزمة الراهنة مرتبط بنتائج هذه الدورة الانتخابية في كل لبنان، وتحديداً في الجنوب». ولفت إلى أن «كل أنظار العالم خصوصاً مشغلي الغرف السوداء يتطلعون ليس إلى النتائج، إنما إلى نسبة المشاركة في هذا الاستحقاق»، محذراً من «الاسترخاء والركون إلى كليشيهات يُروَّج لها في الغرف السوداء بأن النتائج في الجنوب محسومة».

كلام الرئيس برّي جاء خلال الكلمة التي ألقاها في المهرجان الحاشد الذي نظّمته اللجنة الانتخابية للائحة «التنمية والتحرير» النيابية (دائرة الجنوب الثانية قرى قضاء صيدا الزهراني) في باحة «مجمع نبيه برّي الثقافي» في الرادار في المصيلح، وأطلقت فيه عمل مندوبي الماكينة الانتخابية في دائرة قرى قضاء صيدا الزهراني، وحضره مرشحو لائحة «الأمل والوفاء» في دائرة الجنوب الثانية علي خريس، عناية عزالدين، حسين جشي، حسن عزالدين، علي عسيران وميشال موسى، والنائب هاني قبيسي ورؤساء مجالس بلدية من قرى شرق صيدا وساحل الزهراني وقيادات من حركة أمل وحزب الله وحشد من جماهير الحركة في قضاء الزهراني.

 وبعد أن هنّأ بحلول شهر رمضان، قال برّي «ونحن على مقربة أقل من شهر ونصف الشهر لإنجاز واحد من أهم الاستحقاقات الانتخابية التي سوف يُنجزها لبنان واللبنانيين منذ الطائف وحتى الآن، نعم، نعم هو الأهم وربما الأخطر في تاريخ لبنان وذلك قياساً على ما نلمسه ونتحسّسه في السرّ والعلن حيال ما يُحضّر لهذا الاستحقاق من تدخلات خارجية مغلّفة بعناوين برّاقة أكثرها وضوحاً هي المحاولات المكشوفة للاستثمار الرخيص على أوجاع الناس وأزماتهم ومعاشاتهم ومطالبهم المحقة بغية تسييلها، وأنا أعلم أن أي مواطن على مدى لبنان تسأله 2 + 2 قديش يجاوبك 4 أرغفة. أنا أعلم انهم يريدون أن يسيّلوها أصواتاً في صناديق الاقتراع والهدف قديم جديد ومستجد، تغيير هوية لبنان والعبث بتوازناته وثوابته الوطنية والجغرافية والقومية والإطاحة بكل الإنجازات التي تحققت بفعل تضحيات المقاومين من الملاحم البطولية في خلدة وكلية العلوم وبيروت وإسقاط مفاعيل الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 إلى انتفاضة السادس من شباط وصولاً إلى إنجاز الطائف».

وكشف أنه «حضّرت لهذا السيناريو غرف سوداء إعلامية وسياسية ودعائية وجمعيات ومنصّات تربّت وتدرّبت كوادرها في الخارج وتموّلت بمئات الملايين من الـfresh دولار»، مشيراً إلى أن «جدول أعمال هؤلاء بدأ العمل به مباشرة بعد نتائج انتخابات عام 2018 وبانت معالمه في الأيام الأولى لحراك 17 تشرين الذي اختُطف بأهدافه النبيلة من قِبَل جوقة من الشتّامين واستُتبع بمحطات أخرى بعد الانفجار المشؤوم في مرفأ بيروت في الرابع من آب 2020 وتعليق المشانق، والتهم فقط لشخصين الأخ السيد حسن نصر الله ونبيه برّي».

 وتابع «فهل المشانق تُعلّق افتراضياً؟ لأن حركة أمل وكتلتي التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة تمكنت من انتزاع ما حُرم منه أبناء الجنوب والبقاع الغربي من حقوق على مدى أكثر من ستة عقود ببناء أكثر من 400 مدرسة وحفر أكثر من 350 بئر مياه وإنشاء مشاريع الريّ في وادي جيلو وآبار فخر الدين وتفاحتا وعين الزرقاء وباتوليه وغيرها وبناء مشاف حكومية في النبطية، بنت جبيل وصور والصرفند وميس الجبل ومرجعيون وحاصبيا وبيت ليف ومشغرة، وقريباً جداً في جبّ جنين، ناهيك عن تفسير حلم اللبنانيين باستثمار مياه نهر الليطاني على منسوب 800 متر بمكرمة من دولة الكويت الشقيقة عبر الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية». وأوضح أن «هذا غيض من فيض وهو أقلّ الواجب تجاه من قدّم الدماء دفاعاً عن لبنان ووحدته من أجل تحرير أرضه من رجس الاحتلال الإسرائيلي». وقال «أنا أعلم أن ما تحقق ليس مِنّة من أحد، بل واجب، هو حقكم، هو منكم ولكم هذا الأمر، ليس مِنّة من نبيه برّي ولا من أحد على الإطلاق».

 أضاف «لا أيها السادة، إن المشانق الافتراضية التي عُلّقت والحصار الذي يُفرض والاستهداف المبرمج الذي يُشنّ والأموال التي توظف وتُصرف ذات اليمين وذات اليسار، هي لجريمة واحدة ارتكبتموها يا أبناء الإمام السيد موسى الصدر ويا تلامذة السيد عباس الموسوي وإخوة بلال فحص وراغب حرب ومحمد سعد وخليل جرادي وكل الشهداء في حركة أمل وحزب الله. إنكم بانتصاركم وهزيمتكم للمشروع الإسرائيلي في لبنان والمنطقة قدّمتم جرعةً من الكرامة لا يستطيعون أن يتحمّلوها ولا يُمكن للبعض لا في الداخل ولا في الخارج أن يتحمّل جزءاً منها».

 وأردف «بصراحة، فلينزعج من ينزعج وليتحمّل من في وسعه التحمّل. ونحن نقول إن فعل مقاومتنا ونتائجها تهمة لا نُنكرها وشرف ندّعيه ونفتخر به على رؤوس الأشهاد وسوف نُمارس فعل المقاومة طالما هناك عدوانية إسرائيلية. ونقول لحمَلَة الحقائب المليئة بالعملة الصعبة التي بدأ يُطلّ أصحابها برؤوسهم الآن في موسم الانتخابات، ويدّعون أنهم يرصدون مبلغ 30 مليون دولار لكسر حركة أمل في هذه الدائرة، 30 مليون دولار لو صرفوها على مشاريع كنت أنا صوّتُ لهم».

 وأشار إلى أن «أبناء هذه الأرض وناسها هم حفدة السيد المسيح، فلا يُنكرون من يُبادلهم الوفاء ثلاثاً قبل صياح الديك، ولا يُقايضون ثوابتهم وقناعاتهم ومقاومتهم وعناوين قوتهم بثلاثين من الفضة»، محذراً من «الاستسلام والركون لما يُروَّج له من «كليشيهات» بأن النتائج في الجنوب مسألة محسومة، وأن هذا الثنائي «بطّلو يعرفوا إنو وطني»، وأنه هو قاوم إسرائيل، وصار ثنائياً شيعياً، وأن لا داعي للمشاركة في العملية الانتخابية و»إنو لازم نقلّل مروّة ومش ضروري نوصل على صناديق الاقتراع». وقال  «صدّقوني، أيها الإخوة والأخوات، إن مستقبل لبنان ومصيره وهويته وثوابته وسبل الخروج من الأزمة الراهنة مرتبط بنتائج هذه الدورة الانتخابية في كل لبنان، وتحديداً في الجنوب. كلُّ أنظار العالم، خصوصاً مشغّلي «الغرف السوداء» يتطلعون ليس إلى النتائج، إنما إلى نسبة المشاركة في هذا الاستحقاق، خصوصاً إنهم يقولون أنه لا بدّ أن يكون هناك استرخاء، عندها يخاطبون الرأي العام بالقول: إن لوائح حركة أمل وحزب الله قد نجحت، ولا تكون نسبة المشاركة ضعيفة جداً. لذلك، نقول لهؤلاء، لبقاع القسم مبتدأ المقاومة وخبرها، ولجنوب النصر والعزّة والإباء، لا يُمكن أن يخلعا عنهما عباءة الصدر».

 وتابع «فلتكن أصوات كل من يحقّ له الاقتراع يوم الخامس عشر من أيار، أصواتاً لردّ «كيدهم إلى نحرهم» وأصواتاً لموسى الصدر في الوحدة والاعتدال والتعايش الإسلامي المسيحي وأصواتاً لموسى الصدر «أن اعدلوا قبل أن تبحثوا عن وطنكم في مقابر التاريخ» وأصواتاً لموسى الصدر «إن إسرائيل هي الشرّ المطلق والتعامل معها حرام». الأخوات والإخوة هنا وفي بلاد الانتشار، الهرمل وزحلة وجبيل وبيروت وجبل لبنان وفي بلاد الانتشار، كما عهدناكم في كل الاستحقاقات قمّةً في الإخلاص والوفاء واليقظة والوعي. اليوم، ورغم قساوة الظروف المعيشية والاقتصادية والصحية التي تُظلّل حياة اللبنانيين وينوء عن تحملها الجبال، بقدر ما أنتم ونحن معنيون بالتخفيف من عبء هذه المعاناة بكل إمكاناتنا المتاحة. نعم «بالوحدة أمل» نحمي ونبني، وثقوا بأن التأسيس لإيجاد الحلول لهذه الأزمة التي بجزء كبير منها مفتعل ومصطنع في الخارج ويُنفّذ في الداخل، هو رهن بالنتائج التي ستُحقّقها لوائحكم».

وأضاف «نعم «بالوحدة أمل» لإنقاذ لبنان من الطائفية والمذهبية، نعم «بالوحده أمل» نستطيع استثمار كل ثرواتنا في البحر والبرّ كاملةً، فحدودنا مرسومة بالدماء، هي كما عرضنا، لا تقبل بالمقايضة ولا المساومة. «بالوحدة أمل» باستعادة ودائع الناس من المصارف وإحباط أي محاولة للمساس بها تحت أي عنوان من العناوين. «بالوحدة أمل» للانتقال بلبنان من دولة الطوائف والمذاهب إلى الدولة المدنية العصرية بإنجاز قانون انتخابي خارج القيد الطائفي».

 وختم «بالوحدة أمل يد ممدودة للجميع، لكن ليس لمن تعامل مع القذافي وصدام حسين. الأهل الاعزاء، فليكن يوم الخامس عشر من أيار محطّة وطنية نؤكد فيها من خلال المشاركة الكثيفة والواسعة في عملية الاقتراع لصالح كل مرشحي لوائح الأمل والوفاء بما تُمثّله من مشروع لا بما تُمثّله من أشخاص، وليكن التصويت لهذا المشروع الذي انبثق من الناس وترجم تطلعاتهم في التضحية والمقاومة والتنمية والتحرير، وسوف يستمر كذلك. معاً سنُكمل هذه المسيرة. أنتم في الخامس عشر من أيار، كل الأمل والعمل وعملكم خيرالعمل وحيّي على خير العمل».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى