أخيرة

خنوع

من الواضح أنّ تصرفات القيادات الأوروبية والأعراب هي تنفيذ أعمى لأوامر دولة الهيمنة، ومن الواضح أيضاً انّ دولة الهيمنة حينما تأمرهم لتنفيذ أجندتها لا تقيم وزناً على الإطلاق لمصالحهم أو لما قد يترتب على تنفيذهم لأوامرها ولو بشروى نقير…

أدوات فاقدة الإرادة، تؤمَر فتطيع، ولا تملك من أمرها شيئاً، في القارة العجوز أمرت كلّ قياداتها من بولندا وألمانيا وحتى إسبانيا والبرتغال، ومن فنلندا والسويد وحتى إيطاليا واليونان للوقوف صفاً واحداً ضدّ الجارة الكبرى روسيا، رغم انّ التاريخ والجغرافيا والمصالح الاقتصادية واللوجستية كلها تصبّ في مصلحة وجود علاقات جوارية ونفعية وحضارية جيدة بين هذه الدول وبين روسيا، إلا انّ دولة الطغيان ترى شيئاً آخر، وهي لا يهمّها من قريب ولا من بعيد حجم الضرر الذي ستلحقه استراتيجيتها المعادية لروسيا بدول أوروبا.

في الشرق الأوسط تنفخ دولة الهيمنة في ذات المزمار، فإيران التي جاورت دول المنطقة لآلاف السنين، والتي تعتنق معهم ديناً واحداً، وثقافة واحدة، ومزاجاً واحداً، وحتى إيقاعاً موسيقياً واحداً، وتتبنّى همومهم، أو ما ظننّا أنها همومهم، ليتبيّن لنا بعد ذلك أنّ همومهم وهواجسهم تقرّرها لهم واشنطن حين غدت فلسطين ذات فجأة ليست قضيتهم، وحين أضحت دولة الاحتلال والعدوان والاستيطان وتدنيس المقدسات دولة صديقة وحبيبة وحليفة، بينما إيران التي تحمّلت كلّ صنوف الحصار والمقاطعة والعدوان من أجل أمّ القضايا وقدس الأقداس والهمّ الأعظم لشعوب المنطقة لثلاثة أرباع القرن دولة عدوان ودولة احتلال! تمدّ لنا يد الصداقة والمحبة والجيرة، فنمدّ لها يد الصّدّ والجفاء والكراهية! ولكن نسيَ هؤلاء التّبّع الخانعين المسلوبي الإرادة، أنّ المكر السيّئ لا يحيق إلّا بأهله.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى