مرويات قومية

ولأن في التاريخ بدايات المستقبل…

تُخصّصُ هذه الصفحة، لتحتضنَ محطات لامعات من تاريخ الحزب السوري القومي الاجتماعي، صنعها قوميون اجتماعيون في مراحل صعبة من مسار الحزب، فأضافوا عبرها إلى تراث حزبهم وتاريخه التماعات نضالية هي خطوات راسخات على طريق النصر العظيم.

وحتى يبقى المستقبل في دائرة رؤيتنا، يجب أن لا يسقط من تاريخنا تفصيل واحد، ذلك أننا كأمّة، استمرار مادي روحي راح يتدفق منذ ما قبل التاريخ الجلي، وبالتالي فإن إبراز محطات الحزب النضالية، هو في الوقت عينه تأكيد وحدة الوجود القومي منذ انبثاقه وإلى أن تنطفئ الشمس.

كتابة تاريخنا مهمة بحجم الأمة.

إعداد: لبيب ناصيف

شحور والرفيق محمد الحاج…

أعلم انه كان للحزب حضوره الناشط في بلدة شحور وانّ عدد الرفقاء فيها كان وصل الى الستين، ومنهم ارتفع رفقاء في سلم النضال القومي الاجتماعي، وفي مسؤوليات حزبية وعامة.

وعرفت من أبناء شحور الرفقاء:

علي الزين والد الرفقاء والرفيقات حسين، راغدة، حسن، مصطفى، سمر.

محمود خشاب متعهّد اليانصيب المعروف وعبد المجيد رشيد.

كنت تابعتُ مع رفقاء من شحور فائدة وواجب جمع المعلومات المفيدة لتاريخ العمل الحزبي فيها، مجدّداً أوجه الدعوة. فيما أنشر نبذة عن احد الرفقاء الناشطين وقد عرفته في منفذية الضاحية الشرقية، حتى اذا انتقل عام 1976 الى المصيطبة بفعل التهجير الذي لحق الرفقاء في الضاحية الشرقية عرفته أكثر كما كلّ عائلته، كما عرفت شقيق زوجته المناضلة، الرفيق حسين خليفة، واذكر اننا كنا في بدايات الحرب المجنونة، نستعملبيتاخراباًفي مواجهة منزله في حوض الولاية على مسافة غير بعيدة من منطقة الناصرة. وفي هذاشبه البيتالتقيت المواطنمحمد قموعقبل ان يتوجه الى مشيخا، فيقسم اليمين فيها كما كان أكد لي الأمين الراحل حسن صفا، ويرتفع شهيداً برصاص قناص.

عن الرفيق محمد الحاج، هذه النبذة على أمل ان نتسلم من رفقاء فيشحورما يضيء على بدايات العمل الحزبي ونموه وما قدمته شحور في مشوارها النضالي مع الحزب السوري القومي الاجتماعي

*

نبذة عن حياته

ولد الرفيق محمد الحاج في بلدة شحور (قضاء صور) عام 1922.

أنهى تعليمه الابتدائي عام 1931 وترك المدرسة بناءً لضائقة اقتصادية.

رحل الى فلسطين وكان بعمر 16 عاماً أيّ عام 1938 وعمل في مرفأ حيفا وتعرّف الى بعض القوميين، ودخل سلك مغاوير جيش الشرق التابع لإحدى الفرق البريطانية، وهرب بعد شهر من الجيش لمشاكل مع اليهود والبريطانيين لأسباب تتعلق بالشرف القومي، واستفزاز اليهود له ولغيره بخططهم داخل معسكرات الانتداب البريطاني العنصري.

انتمى الى الحزب عام 1939 في بيروت، منطقة حوض الولاية، وانتظم في مديريةدار العزوالتي كان أكثر أعضائها من شحور، ومن باعة الصحف وأصحاب المكتبات.

عمل تحت إمرة الزعيم بعد عودته الى الوطن في المكتب المختص لجهة توجيهات خاصة لباعة الصحف المتجوّلين.

هجّر من بلدته عام 1949 بضغط انتخابي وسياسي من الإقطاع السياسي، فاضطر الى نقل سجل نفوسه الى بيروت في أوائل الخمسينات وكان بيته في المنطقة مركزاً للاجتماعات الحزبية الدورية.

تهجّر مع عائلته عام 1958 من منطقة حوض الولايةزقاق البلاط الى منطقة المتن بسبب انتمائه الحزبي وسكن في منطقة البوشرية، جديدة المتن حتى تهجيره منها عام 1976 الى منطقة المصيطبة.

افتتح مكتبة وداراً لتوزيع المطبوعات في منطقة الدورة عام 1958، وهي أول مكتبة في ساحل المتن الشمالي، عرفت باسم مكتبةريفييراأبو رفيقاستمرّ يتردّد اليها معرّضاً نفسه يومياً للخطر، على خطوط التماس ليؤمّن العمل لعائلته، والصحف والمطبوعات لأصدقائه وزبائنه من خلال مكتبته التي تمّ إحراقها اكثر من مرة.

نشأت له صداقات مع اشخاص عديدين من مختلف التيارات في المنطقة التي تهجّر منها دون التخلي عن قناعاته وقسمه حتى تحت أخطر الظروف. خُطف على يدالقوات اللبنانيةوعلى يد بعض المسلحين في منطقة نفوذها وأيضاً على يد عناصر منالقوات المشتركةأثناء الحرب إنما ترك حراً نظراً لما يتمتع به من احترام وعلاقات جيدة مع مختلف الفئات. الى ان باع الدار والمكتبة عام 1990.

كان مثال القومي العامل تحت طبقات الثرثرة والضجيج مستمراً على ايمانه بالنهضة، فلم يصرّح في اية مناسبة تخليّه عن قسمه وانتمائه الى الحزب. مشاركاً في المناسبات الاجتماعية والانتخابية والعائلية كونه كان كبير وعميد عائلته.

قيامه بإنقاذ عدة اشخاص يوم السبت الأسود، وسعيه الى مساعدة رفقاء ومواطنين من الشام او فلسطين مطلوبين من قبل الاخصام عام 1975 – 1976.

سعى عام 2000 للعودة الى بلدته شحور وبنى منزلاً للعائلة أوصى بأن يكون وقفاً غير قابل للبيع بهدف ربط أبنائه المنتشرين في الوطن وعبر الحدود بأرضهم.

شارك في ثورة 1949 مع رفقائه منمديرية الواجبومديرية العزولم يعتقل بسبب الوضع النظامي السري الخاص به وظروف العمل اليومي الظاهر الذي كان يضطره للعمل أكثر من عشر ساعات يومياً.

اقترن من السيدة عيدة خليفة، شقيقة الرفيق المرحوم حسين خليفة، وأنشأ معها عائلة سورية قومية اجتماعية، أولاده الرفقاء: المحامي رفيق، محمود، غسان، الدكتور خليل، بلال، رفيقة، هناء والمواطنين حسن، وفاء، وسناء.

توفي في 9/3/2005 ووري الثرى بتاريخ 10/3/2005 .

*

وفـاتـــه

غيّب الموت الرفيق محمد محمود الحاجابو رفيقوفي العاشر منه شيّع الى مثواه الاخير في بلدته شحور بحضور من الأهالي والرفقاء والاصدقاء تقدّمهم النواب: علي عسيران، علي الخليل، وعبدالله قصير، وقد تمت مراسم الدفن بالمشاركة مع آل الخليل الذين خسروا فقيدهم المرحوم علي يوسف الخليل، فتقبّلت العائلتان التعازي معاً.

شارك رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي بإرسال إكليل زهر كما شارك منفذ عام صور الأمين الدكتور محمود أبو خليل ورفقاء من المنفذية. كذلك عدد كبير من الفعاليات السياسية والقضائية والقانونية والامنية والعسكرية والحزبية.

وكان عدد من الأمناء والرفقاء حضروا الى منزل الرفيق الفقيد في بيروت لتقديم واجب العزاء، نظراً لما يحتله الرفيق الراحل من حضور لافت.

ويوم الاحد 20 آذار أقيم في حسينية بلدة شحور ذكرى اسبوع على وفاة الرفيق الفقيد، تكلم فيه كل من إمام البلدة الشيخ محمد قازان، منفذ عام صور الدكتور محمود ابو خليل ونجل الفقيد المحامي رفيق الحاج.
الرفيق جهاد قاسم عبد الخالق… أخذ عن سعاده الكثير

في الستينات من القرن الماضي عندما كانت أجهزة المكتب الثاني تتربص كلّ حركة يقوم بها القوميون الإجتماعيون، كان رفقاء ومواطنون أصدقاء نشطون في منطقة الغرب، بدءاً من الشويفات التي تولى مسؤولية العمل الحزبي في قطاع الطلبة الرفيق الراحل منير أبو غانم(1) إلى ثانوية الأرز النموذجية في عالية(2). وصولاً إلى بلدات عديدة، حبذا لو كتب عن تلك المرحلة أو يكتب رفقاء تولوا المسؤوليات و/ أو نشطوا في تلك المرحلة، ومنهم الأمناء: محمود عبد الخالق، حافظ الصايغ، د. غالب نور الدين، بديع خوري، بهيج أبو غانم، ناصيف الغريب، وغيرهم من رفقاء يصعب تعدادهم.

من الذين أذكر أنهم تحركوا في مدينة عاليه، خاصة في أشهر الصيف، وقد كان عدد منهم يصطافون فيها، الرفقاء كابي، جورج، وأولغا أبو شكر(3)، وليد يارد(4)، انطون خوري(5) وشقيقه سماحة، سمير تميمي(6)، سامي فاضل(7)، هاني النفي(8) ونجوى حمادة(9) وكثيرون

في تلك الفترة تعرّفت إلى الرفيق جهاد قاسم عبد الخالق(10) بعد أن كنت تعرفت إلى شقيقه الرفيق شوقي، فإلى عمه الرفيق فايز (أبو رمزي) ولاحقاً إلى شقيقته الرفيقة سميرة عادل شجاع وربطتني إليهم جميعهم أواصر شديدة من المحبة والثقة والإرتياح، امتدّت إلى الأزواج والزوجات فالأولاد، واستمرت.

*

عندما غادر الرفيق جهاد إلى ليبيريا، كنتُ توليتُ مسؤولية عميد شؤون عبر الحدود بحيث استمرّت علاقتي به أكثر رسوخاً وثقة، ومعرفة بما يتمتع به من أصالة، وصدق في الانتماء، إلى وعي حقيقي لقضية الحزب. فيها نشط حزبياً وتولى مسؤولية ناظر مالية المنفذية، إلى أن انفجرت الأحداث الدامية في ليبيريا فغادرها إلى بيروت ثم إلى مدينة «الباسو» في تكساس ـ الولايات المتحدة، ومثله غادر رفقاء عديدون إلى مناطق أخرى عبر الحدود، أو عادوا إلى الوطن ليؤسّسوا فيه أعمالاً ناجحة.

وعاد الرفيق جهاد إلى الوطن ليتابع نشاطه الحزبي، خاصة في عمدة المالية وهو على معرفة جيدة ومديدة في الحقل المالي، من خلال دراسته الجامعية، كما عبر توليه أكثر من مرة مسؤولية ناظر المالية، واستعنت به في «شعبة التحقيق» في عمدة الداخلية في فترة تولّي مسؤولية العميد، فكان، كما في كلّ تعاطيه وأعماله، ضميراً متوقداً ووجداناً حياً.

وإقترن الرفيق جهاد بالمواطنة الفاضلة سلوى حسيب فياض التي، وإنْ لم تنتمِ، فهي مؤمنة بالقضية القومية الاجتماعية، إلى كونها شقيقة لرفيقين: الكاتب العدل وهيب فياض الذي لم يستمرّ في الانتظام الحزبي، وشكيب الذي كان نشط، واستمرّ، وأذكر أنه كان شاهداً على قسم الرفيقة إخلاص حردان، قبل أن تقترن بالأمين لبيب ناصيف، وتنال لاحقاً رتبة الأمانة.

ورزق من الفاضلة سلوى ثلاث شبان يتمتعون بالكثير من الذكاء والكفاءة وقد حقق كلّ منهم نجاحاً في مجال عمله: الرفيق د. فراس، الرفيق جبران، والمواطن المتفوّق علمياً جولان.

*

اللافت في الرفيق جهاد أنه لم يتناول أحداً من الأمناء او الرفقاء وأنه، إذا إضطر فكان نقده، بناءً، محباً وإيجابياً. سمته في التعاطي الحزبي العام: أخلاقية مميّزة وتجسيد لفضائل النهضة، فهو أخذ عن سعاده الكثير، وسمع الكثير أيضاً من صهره الأمين الرائع والقدوة، عادل شجاع، فكان تلميذاً نجيباً لكلّ منهما.

*

لا يمكنني أن أستعيد الرفيق جهاد عبد الخالق إلى ذاكرتي إلا وأستعيد معه مجموعة رائعة من أمناء ورفقاء عرَفتهم منفذية ليبيريا: الراحلين الأمناء: فؤاد صعب، رشيد رسامني، عادل شجاع، حسن ريدان، محمد جابر. والرفقاء: فؤاد خليفة، سامي حرب، علي حمزة، محمد سبيتي (أبو عبدالله) ونبيل احمد عز الدين.

ولا أنسى من هم قيد الحياة، وأرجو لهم العافية ومديداً من العمر، الأمناء: أحمد عز الدين، مصطفى الشيخ علي، رامز دهام، أحمد بشير والرفقاء: رائف عياد، عزام سبيتي، رزق الله سرحان، وميشال بصيبص.

كنا نتبادل السكن في بيت واحد

ذات يوم، وفي لقاء مع الرفيق جهاد عبد الخالق، فاجأني بمعلومات أدهشني، فالمنزل الذي كانت عائلته تقطن فيه شتاء هو نفسه التي كانت عائلتنا تصطاف فيه صيفاً. منزل «العم» فؤاد نصار(11).

مدينة الباسو في «تكساس»

عندما غادر الرفيق جهاد إلى ولاية الباسو، اهتمّ مع من فيها من رفقاء في إقامة وحدة حزبية ناشطة، أذكر من الرفقاء: الدكتور سامي شهيد زيدان، سامي حداد الذي كان مقيماً في مدينة Las Cruses المجاورة، والمواطن الصديق رشيد وديع نصار، وصدف أن انتقل إليها الأب الرفيق جهاد ميخائيل، فتحوّلت الباسو إلى حالة مضيئة من الحضور الحزبي.

*

وفاته 

وافت المنية الرفيق جهاد قاسم عبد الخالق في 16/7/2012، ويوم الثلاثاء 17/7 ووري الثرى في بلدته «مجدلبعنا» بحضور حشد من رفقاء وأصدقاء وأهالي البلدة، ومنفذية الغرب، ومن منفذيتي الشوف والمتن الأعلى.

تقبّلت قيادة الحزب وعائلة الرفيق الراحل، التعازي يوم الثلاثاء 17/7 في مجدلبعنا، ويوم الأربعاء 18 تموز في دار الطائفة الدرزية في بيروت.

كنت في مسؤولية عميد شؤون عبر الحدود عندما وافت المنية الرفيق جهاد عبد الخالق، فنشرت الكلمة التالية عنه بتاريخ 16/7/2012:

« خسرت بلدة مجدلبعنا والحزب السوري القومي الإجتماعي، رفيقاً من الصفوة، عرف الحزب مثالية وقدوة ونهجاً نهضوياً، وبنى أسرته على مفاهيم الحزب وتعاليم سعاده، مستمراً على إيمانه الواعي والتزامه الصادق منذ أن رفع يمينه بالقسم وهو يافع، إلى أن بدأ مشواره مع الداء العضال، فصارعه بجبروت القومي الاجتماعي، واستمرّ يعانده ويتحداه ويقوى عليه، إلى أن انتصر الداء يوم السبت الفائت لينتشله من بين عائلته وأهله ورفقائه وأصدقائه، هو الرفيق:

جهاد عبد الخالق (أبو فراس)

والدته: بهية سعيد عمار

زوجته: سلوى حسيب فياض

أبناؤه: الرفيقان د. فراس وجبران، والمواطن جولان.

شقيقته: الرفيقة سميرة زوجة المرحوم الأمين عادل شجاع وأولادها.

أشقاؤه: عائلة المرحوم الرفيق شوقي، الرفقاء: فادي، نايلة وإياد وعائلاتهم، المواطن غسان وعائلته،

أعمامه: المرحومون محمود، توفيق، شفيق، الرفيق فايز وعائلاتهم.

عرفته منذ أوائل ستينات القرن الماضي، ناشطاً في أوساط الطلبة، عقائدياً، يحيا الحزب بنظامه وتعاليمه ويجسّد القسم في نهجه الحياتي.

وعرفته مسؤولاً ناجحاً في منفذية ليبيريا، ثم ناشطاً حزبياً في الباسو ـ تكساس بعد أن سيطر الجنون في البلد الأفريقي وأطاح به، وبالكثير من مهاجري شعبنا إليه.

ثم عرفته في لبنان وقد عاد إليه مستمراً في التزامه الحزبي، ومشاركاً الفاضلة عقيلته سلوى في بناء أسرة ناجحة، ومثلهما، تفيض مناقب وتلتزم نهج الحزب النهضوي.

خسر شقيقه الرفيق شوقي، ثم صهره الأمين عادل شجاع، فإبنه الرفيق وسيم شجاع، واستمرّ رغم آلامه، وبدايات فعل الداء العضال في جسده، على بشاشته وتفاؤله وحبه للحياة، وعشقه للحزب الذي لم يبارحه في أيّ لحظة.

غداً ستسير مجدلبعنا ورفقاؤه فيها وفي الغرب ومن ايّ مكان في الوطن والمغترب الليبيري عرف الرفيق جهاد جيداً، ورافقه في مشواره الحزبي الغني بالعمل الجاد والالتزام الواعي، والى جوار نعشه سيؤدون التحية وفي كلّ عين منهم دمعة حزن ووفاء ولوعة كبيرة.

 

هوامش

منير أبو غانم: والده المربّي والأديب والشاعر فؤاد أبو غانم شقيق الأمين كمال، والرفيق فوزي. نشط جيداً في ستينات القرن الماضي، وله الفضل في إنتماء العديد من الرفقاء الطلبة.

ثانوية الأرز النموذجية: مراجعة النبذة عنها في قسم أرشيف تاريخ الحزب على موقع «شبكة المعلومات السورية القومية الإجتماعية www.ssnp.info «.

الرفقاء أبو شعر: من الأشرفية، والدهم الرفيق نعيم كان نشط حزبياً وتولى مسؤولية خازن منفذية بيروت. الرفيق جبران درس في مدرسة البشارة وتابع دراسته الجامعية في اليسوعية. رجل أعمال ناجح. الرفيق جورج غادر إلى فرنسا وتخرّج طبيباً، مقيم في مدينة بوردو. أولغا سيدة منزل، كانت تابعت دراستها في الجامعة اليسوعية ونشطت فيها حزبياً، كانت أقسمت اليمين في الستينات في منزل العائلة في المصيطبة.

وليد يارد: ارتبطت أسماء والده وأعمامه بشركة «يارد» التي كانت تملك باصات على خط بيروت ـ عاليه ـ سوق الغرب. مستمر على إيمانه الحزبي، سبق أن تولى مسؤوليات حزبية عديدة.

أنطون خوري: تحدثنا عنه أكثر من مرة، كما عن شقيقه الراحل الدكتور سماحة الذي كان استاذاً في جامعة بوردو. له مؤلف بعنوان «صراع مصيري». للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى الموقع المشار إليه آنفاً.

سمير تميمي: غادر إلى منطقة ماربيا في اسبانيا، ما زال عند التزامه.

هاني النفي ونجوى حمادة: الإثنان من أبناء مدينة بيروت، لم أعد أعرف عنهما شيئاً.

الباسو: مدينة حدودية مع المكسيك. كان للحزب فيها مفوضيه عاملة، من أركانها الرفيق الدكتور سامي زيدان الذي كان يعقد حلقات تثقيفية ينضمّ إليها رفقاء ومواطنون، الرفيق سامي كان نشط في الأشرفية ثم غادر إلى «الباسو». كان يتمتع بثقافة عقائدية جيدة، خسرناه باكراً. إليها غادر الأب جهاد ميخائيل، من بلدة «مقعبرة» التي منها الأمين سهيل رستم، الذي كان أبلغنا عن قريبه الأب جهاد، وعلى أنه مؤمن بالقضية القومية الإجتماعية. كان يحضر إلى الباسو (للعمل الحزبي وللحلقات التثقيفية) الرفيق سامي حداد، شقيق الرفيقين د. حسني حداد، والمهندس منير، وكان يقطن في مدينة مجاورة.

جهاد قاسم عبد الخالق: نضيف إسم الأب قاسم، لنفرق عن رفيق آخر جهاد توفيق عبد الخالق، وهو كان ساهم مع الرفيق جهاد قاسم في عمدة المالية، وفي أعمال محاسبة شركات، وتدقيق حسابات، وكانا معاً إلى سنوات، إلى أن غادر الرفيق جهاد توفيق الوطن، ووقع الرفيق جهاد قاسم فريسة الداء الخبيث.

كان الوالد يصطاف في منزل في بناية العم فؤاد نصار الذي شدّتنا إليه، إلى عقيلته الفاضلة «تانت نجلا» وأولاده ميشال، كابي، مي ود. كميل علاقة وطيدة من المحبة بحيث كنا نتعاطى كأننا عائلة واحدة. كذلك مع شقيقه «العم وديع» وعقيلته الفاضلة «تانت سعدى» وأولاده: رشيد، يولا، ميلاد، المرحوم سامي وأنيس (النائب السابق). ولأنّ الوالد أحب «سوق الغرب» التي كانت تتبع كنسياً مطرانية بيروت للروم الأرثوذكس، وله علاقته مع المتروبوليت إيليا صليبي الذي يتوجه إلى عائلة ناصيف (أمه من آل ناصيف) «عظام الرقبة» فقد إشترى قطعة أرض إلى جانب بناية توفيق نصار (الثالثة بعد بنايتي فؤاد ووديع) ليبني فيها دارة مناسبة، إلا أنّ القدر كان أسرع، فسقط فريسة الأمراض إلى أن رحل.
أبطال ميسلون الشهيد يوسف العظمة… والبطلة نازك العابد

 

النائب العميد نهاد سمعان

قرأت منذ أيام في الصفحة 462 من مذكرات الأمين بشير موصلي، الغني بالمعلومات، المقطع التالي، بعنوان:

 تمثال ليوسف العظمة.

السادس والعشرون من تموز 1951، احتفل في دمشق بتدشين تمثال البطل يوسف العظمة برفع الستار عنه عند زاوية نادي الضباط الملاصق لمجلس النواب (الشعب). وألقى رئيس الأركان أديب الشيشكلي كلمة بالمناسبة. وقد كان للحزب السوري القومي الاجتماعي دور كبير في تسليط الأضواء على إقامة التمثال الذي احتلّ ولا يزال يحتلّ مكانة واسعة في أدبيات الحزب، خصوصاً عند سعادة، الذي ركّز كثيراً على الإشادة ببطولته، ووجه القوميين الاجتماعيين بأداء التحية للشهيد البطل كلما مرّوا بالسيارة أمام ضريحه في ميسلون قرب دمشق، وذلك بأن يلتفت عضو الحزب نحو الضريح ويحييه برأسه تقديراً وإجلالاً  لما قام به يوسف العظمة وما هدف إليه من استشهاده بترسيخ إرادة الصراع والمقاومة التي جسدها فيمعركة ميسلونوليبقى في ذاكرة مواطنيه ينتقل الى الأجيال. ولكن الأمر الغريب في تأريخ معركة ميسلون هو غياب اسم بطلة من أبطالها هي السيدة نازك العابد (نجمة ميسلون) كما وصفها الباحث الرفيق نهاد سمعان (منفذ عام حمص الأمين والعميد وعضو مجلس الشعب لاحقاً).

ويضيف الأمين بشير انها مثال التضحية والشجاعة والحكمة، كما كانت في الوقت نفسه كمعنى اسمها في العربية السيدة الرقيقة اللطيفة (نازك) (نهاد سمعانجريدة النهضة الدمشقية،28\10\2010).

*

بتاريخ 22/06/2010 وكنت أتولى مسؤولية عميد شؤون عبر الحدود، عمّمت ما كان نشره الأمين نهاد سمعان في جريدة حمص عنبطلة ورائدة ونجمة ميسلون وسورية كلهاالمناضلة نازك العابد.

ل. ن.

*

ولدت نازك العابد في دمشق عام 1887 من أسرة دمشقية عريقة، والدها مصطفى باشا العابد من أعيان دمشق، كان متصرف الكرك ثم والياً على الموصل في أواخر العهد العثماني.. والدتها فريدة الجلاد وعاشت في كنفهما حياة رغيدة مريحة، أتقنت السيدة نازك الفرنسية والألمانية والإنكليزية بالإضافة إلى العربية، فأغنت بثقافتها الواسعة مجلتي «العروس» و»الحارس» بمقالات تدعو فيها إلى تحرر المرأة ورفع مستواها وثقافتها، إلا أنها عندما أسّست جمعية نور الفيحاء أصدرت مجلة بنفس الاسم عام 1920 تعنَى بشؤون المرأة وتحرّرها.. ثم أسست النادي النسائي الشامي الذي ضمّ نخبة سيدات دمشق..

منحت السيدة نازك رتبة نقيب في جيش المملكة السورية في زمن الملك فيصل فكانت من ضمن الفرقة التي ذهبت إلى وقفة العز في ميسلون بقيادة وزير الدفاع يوسف العظمة، ويُقال إنه توفي عندما كانت تحاول إنقاذه

عادت البطلة نازك حية من ميسلون لكنَّ الفرنسيين أصدروا قراراً بنفيها إلى اسطنبول مدة عامين ولما عادت عام 1922 إلى دمشق لم تستطع أن تبقى متفرّجة مكتوفة اليدين أمام الاحتلال فمارست حقها الشرعي بالمقاومة، لكن الفرنسيين كانوا يرصدون نشاطها وتحركاتها مدركين مدى خطورة هذه المرأة على أهدافهم ونواياهم.. فأعادوا نفيها لكن هذه المرة إلى الأردن.. لكنهم وبعد فترة سمحوا لها بالعودة إلى الديار بعد أن تعهّدت لهم باعتزال العمل السياسي.. واختارت الغوطة مقراً لها مبتعدةً بذلك عن الأنظار والأضواء.. وفي العام 1925 وعندما اندلعت الثورة في سورية كانت السيدة نازك مُعينة للثوار في الغوطة ومرشدة لهم بصمت وهدوء وخفية.

وفي عام 1929 تقدّم للزواج منها الوجيه اللبناني البيروتي محمد جميل بيهم الذي مثل بيروت في المؤتمر السوري الأول الذي انعقد في دمشق عام 1920 حين أعلنت المملكة السورية ونصب الملك فيصل ملكاً عليها.. فقبلت السيدة نازك وانتقلت للإقامة معه في بيروت.

انتقال الوردة الدمشقية إلى بيروت لم يخفف من عزيمتها بل ازدادت نشاطاً في العمل من أجل النفع العام فأسّست جمعيات ومنظمات اجتماعية عدة منها: جمعية المرأة العاملة، وميتم لتربية بنات شهداء لبنان وفي عام 1957. وعندما أصبحت في السبعين من عمرها أسّست لجنة للأمهات تعمل على رفع مستوى الأمّ اللبنانية في مجالات الحياة كافة.

توفيت السيدة نازك في بيروت عام 1959 عن اثنين وسبعين عاماً قضتها في الجهاد والعمل النافع والدفاع عن قضايا وطنها فكانت رائدة في البطولة والتضحية والشجاعة والحكمة كما كانت في الوقت نفسه كمعنى اسمها في العربية السيدة الرقيقة اللطيفة (نازك)».

هوامش:

1 ـ جريدة حمص كانت تعنى بالمهاجرين من أبناء حمص، وكان لها مراسلوها في كلّ من البرازيل والأرجنتين والشيلي حيث يقيم عدد كبير من أبناء مدينة حمص. أذكر انّ الشاعر الصديق نبيه سلامة كان مراسلها في سان باولو، المواطن الصديق رامز شقرا في بيونس ايرس، والرفيق لويس كباش في التشيلي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى