التعليق السياسي
حماس في سورية
في مناخ يتكوّن من أربعة عناصر نوعية جديدة، الأول هو التراجع الأميركي في ظل وضع دولي تتصاعد فيه أدوار الدول المناوئة لمشروع الهيمنة، والثاني هو نهضة فلسطينية تستحق التحية والقول لمقاوميها وشبابها وشهدائها وشعبها أن كل المصاعب تهون أمام المسؤولية القومية بتحشيد كل الطاقات نحو فلسطين، والثالث هو المبادرة الجزائرية التي نجحت بتجاوز عقد أساسية من طريق المصالحة الفلسطينية عشية قمة الجزائر العربية التي أعلنت الجزائر أنها قمة فلسطين، والرابع هو البيان النوعي الذي أصدرته حركة حماس تقديراً لموقف سورية وموقعها كقلعة من قلاع المقاومة المساندة لفلسطين، في هذا المناخ قرّرت سورية استقبال وفد من حركة حماس للمشاركة في اجتماعات الفصائل ويتوّج بلقاء رئيس الوفد خليل الحية بالرئيس السوري الدكتور بشار الأسد.
هذه الخطوة السورية تعلن طي صفحة سوداء خيّمت طوال عشر سنوات ونيّف على العلاقة بين حماس وسورية بسبب موقف حماس الخاطئ تجاه الحرب في سورية، والخطوة السورية هي بداية لمسار تستطيع حركة حماس تسريعه وتزخيمه لاستعادة الحيوية للعلاقة بسورية، بمقدار ما تنجح حماس بإقناع الشعب السوري بصدقيّة مراجعتها للمرحلة السابقة، وحرصها على تجاوزها، إدراكاً منها لحقيقة أن العلاقة مع سورية تستحق، وأن المراجعة أهم من التراجع.
كل المؤمنين بفلسطين ومقاومتها، والحريصين على وحدة قوى محور المقاومة مطالبون بخطاب يساعد على تجاوز الصعاب من طريق أفضل العلاقات بين قوى ودول محور المقاومة، وخصوصاً بين سورية وحماس، وهذا يعني الإسهام في تذليل التعقيدات التي تعرقل المزيد من الخطوات على طرفي العلاقة، بمساعدة حماس على مخاطبة الواقفين على جنبات الطريق لعرقلة تقدمها نحو سورية، ومساعدة سورية بمخاطبة شعبها الذي دفع دماً ثمناً لأخطاء حماس، ويصعب عليه طيّ الصفحة.
