بيروت: استنكار اكتفاء بعض الدول العربيّة بمشاهدة الإبادة

شهدت العاصمة بيروت سلسلة اعتصامات شعبيّة تنديداً بجرائم الاحتلال «الإسرائيليّ» والمجازر التي يرتكبها بحقّ الشعب الفلسطينيّ وأهالي غزّة. ونظّمت حركة» الأمّة» اعتصاماً، في مسجد الشيخ أحمد كفتارو، ندّد المشركون فيه بالعدوان الصهيونيّ على غزّة .
وتخلّل الاعتصام كلمة للأمين العام للحركة الشيخ عبد الله جبري وصف فيها ما يحصل في غزّة “بالعدوانيّة الإجراميّة المدعومة من إدارة الشرّ الأميركيّة والغرب المتصهين”، محيِّياً أبطال عمليّة “طوفان الأقصى”، الذين أسّسوا لمحطة تاريخيّة من الصراع مع العدوّ”.
وقال “نحن في لبنان في قلب الصراع، وعلى الجميع أن يكون بحجم المسؤوليّة الشرعيّة والإنسانيّة في ما يحصل في فلسطين المحتلّة، والمقاومة الإسلاميّة في لبنان لم تبخل ولم تتردّد في دعم الشعب الفلسطينيّ، فكانت ولا تزال الداعم الأساسيّ لفصائل المقاومة في فلسطين المحتلة، ومنذ بداية “معركة طوفان” الأقصى قدمت 13 شهيداً، نصرةً لفلسطين”.
بدوره أكّد القياديّ في حركة “حماس” علي بركة أن “استمرار الإدارة الأميركيّة في تبنّي الرّواية “الإسرائيليّة” حول قصف المستشفى المعمدانيّ في غزّة، يعدُّ مشاركةً في مجازر الاحتلال، ومجزرة المستشفى في غزّة، ودعماً رخيصاً في حرب الإبادة الجماعيّة والمجازر الوحشيّة التي تُرتكب بحقّ غزّة وأهلها”.
وأشار إلى أنّ عملية “طوفان الأقصى” جاءت بعد الاعتداءات والاقتحامات المستمرّة من قبل قطعان المستوطنيين للمقدّسات، والانتهاكات للقرى والمدن الفلسطينيّة، وارتكاب المجازر، فانهار جيش الكيان أمام المجاهدين خلال ساعات قليلة، ما أكّد أنّه أوهن من بيت العنكبوت”.
ونُفّذ اعتصام، في باحة مسجد محمد الأمين في وسط بيروت ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينيّة ولافتات تؤكّد دعم بيروت لغزّة ولأهلها وهتفوا استنكاراً لمواقف الدول الغربيّة التي تدعم “إسرائيل” وتُجاهر علناً بالوقوف إلى جانبها بما يجعلها شريكةً في الجرائم التي يرتكبها الاحتلال، فيما علت الدعوات إلى الدول العربيّة للتحرُّك والوقوف معاً إلى جانب فلسطين.
وألقى إمام وخطيب المسجد كلمة شدّد فيها على “ضرورة دعم أهل غزة والوقوف إلى جانبهم والتشبّث بالقضيّة الفلسطينيّة.»
وأقامت الفصائل الفلسطينيّة مسيرة حاشدة انطلقت من منطقة الطريق الجديدة إلى مخيم شاتيلا، ورُفعت فيها اللافتات والشارات البيضاء التي صُبغ بعضها باللون الأحمر، تعبيراً عن الدماء والمجازر التي يرتكبها الاحتلال بحقّ الأطفال والمدنيين. واستنكر المشاركون في المسيرة اكتفاء بعض الدول العربيّة بمشاهدة الإبادة بحقّ الشعب الفلسطينيّ من دون أيّ تحرُّك، معتبرين أن التاريخ سيحاسب المتفرّجين والصامتين.
ودعت الفصائل الفلسطينيّة إلى الوحدة الحقيقيّة التي ترتكز على المقاومة والجهاد ضدّ العدوّ، مؤكدةً أنّ “لا صلح ولا تفاوض ولا اعتراف بهذا الكيان المجرم الاحتلاليّ”، مشدِّدة على أنّه في “هذه اللحظات المصيريّة من تاريخ نضال الشعب الفلسطينيّ يجب أن نكون واضحين في التمسُّك بخطّ المقاومة”.
ونظّم حزب الله وحركة أمل تجمعاً تضامنيّاً نصرةً للقدس وكلّ فلسطين، مقابل وزارة العمل في المشرفيّة بالضاحية الجنوبيّة لبيروت. وشارك في التجمُّع جماهير حاشدة حملت شعارات ولافتات أكّدت التأييد للشعب الفلسطينيّ، مستنكرةً القصف الهمجيّ على غزّة، وداعمةً لفصائل المقاومة ضمن عملية “طوفان الأقصى».
وتخلّل التجمُّع كلمة لعضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي عمّار، قال فيها “نحن لسنا على الحياد إنّما نحن في قلب المعركة”.
وأضاف “نُراهن على سواعد أبطالنا في فلسطين ولبنان وعلى مساحة المحور بأكمله لأنه الرهان الوحيد الذي يُثبت يوماً بعد يوم أحقّيتنا وضرورة استمرارنا في هذا الخطّ المقاوم لنبلغ سويّاً ومعاً النصر المُبين”.
كما نظَّم حزب الله في برج البراجنة، وقفةً تضامنيّةً رفضاً للعدوان على غزّة والتهجير أو الوطن البديل.