أخيرة

دبوس

قلوبكم معنا يا صاحبة الجلالة
لكن سيوفكم علينا…
نسمع منكم أعسل الكلام، عن المقدسات وحرمتها والخطوط الحمراء، والمظلومية والمعاناة الفادحة والآلام التي نألمها، والحب الجارف الذي تكنّونه لشعبنا، ولكنكم تقدّمون الحماية الصارمة لأطول حدود مع العدو، وتقيمون العلاقات الحميمة معه وتبرمون اتفاقيات الغاز والماء والنفط، بل وتنطلق الطائرات الأميركية المحمّلة بأسلحة القتل والتدمير وتمزيق أطفالنا الى أشلاء من القواعد الأميركية في الأردن، فماذا تريدوننا ان نصدّق؟ الكلام المعسول، أم التعاون مع ألدّ أعدائنا لقتلنا وتمزيق أطفالنا ونسائنا… قلوبكم معنا، وسيوفكم علينا!
ويبدو أنك يا صاحبة الجلالة تريدين منا أن نلغي عقولنا ونمتثل الى الكلام الذي يتدفّق عاطفة ومحبّة، ثم نغضّ الطرف عن الخنجر المغموس بالسموم، والذي تطعن به ظهورنا، كيف يبقى سفير كيان يمارس القتل الجماعي وبالجملة ضدّ شعبنا الأعزل، سواءً في غزة أو في الضفة الغربية، فيلقي عليه في غزة ما يوازي قنبلة هيروشيما النووية خلال أسبوعين، فيقتل ويجرح اكثر من 25 ألف انسان من أشقّائكم جلّهم من الأطفال والنساء، ثم يبقى سفير هذا الكيان البائد في بلادنا كأنّ شيئاً لم يكن، ثمّ تريدين يا صاحبة الجلالة ان نقتنع بأنكم، وبالكلام المفعم بالعواطف والمحبة، تقفون معنا، وتجهدون لترفعوا العنت عنا؟
الواقع يشي بغير ذلك، الواقع يقول، انّ قلوبكم معنا، وسيوفكم علينا، الاحتلال يا سيدتي، هو عمل عدواني يستدعي المقاومة بكلّ أشكالها، بما في ذلك المقاومة المسلحة، وقتال وقتل المحتلّ هو عمل مشروع لإجباره على التخلي عن عدوانه واحتلاله، والاستيطان هو جريمة حرب في القانون الدولي، وكلّ من يقوم بالاستيطان هو مجرم حرب يستحقّ القتل، وتلكّؤك يا صاحبة الجلالة عن تبنّي موقف المقاومة بالمبادرة نحو طوفان الأقصى، يؤكد لنا بالقاطع من الدليل، انّ قلوبكم معنا، وسيوفكم علينا.
سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى