دبوس
الإيمان يمان
نحمد الله ونشكره لأنه ليس فقط قد منّ علينا بأن قيّض لنا ان يكون هذا الشعب اليمني العظيم، نعم الأخ والمعين والباسط ليد العون والمؤازرة، بل هو ومن خلال اصطفائه لهذا الشعب الأبي للتصدي للاستكبار العالمي بإمكانياته المتواضعة، أوْجد المثل الذي يكشف تقاعس المتقاعسين، وتخاذل المتخاذلين، والذين يملكون إمكانيات وموارد أكثر بكثير مما يملك اليمن، ولكنهم يمتنعون عن استفزاز بقايا الكرامة في نفوسهم، ويؤثرون الخنوع والانبطاح لأعداء الأمة، والقيام بدور الخادم المطيع، والعبد الذليل للسيّد الصهيوانجلوساكسوني.
تذبح غزة تحت أنظارهم، ويجوّع ويعطّش أولئك الذين سوّيت بيوتهم بالأرض، وتبتر أطرافهم من دون تخدير، ولا يستحثّ كلّ هذا الإجرام وقفةً واحدةً لنصرة هذا الشعب المكلوم، ليس هذا فحسب، بل انهم يستمرّون في إقامة أوثق العلاقات وأكثرها دفئاً مع دولة الهيمنة، والتي ترفض بإصرار توقف المجزرة ضدّ أطفال ونساء غزة، وتمدّ الكيان بكلّ الأسلحة والذخيرة التي تفتك به وتحيل الجثث الى أشلاء، لقد قدّم الشعب اليمني وقيادته الملهمة، المثل الساطع على انّ من يقرّر ان يتصدّى للظلم والاستكبار، سيقرّر في ذات الوقت ان يتحدّى مهما بلغت التضحيات، ومهما كانت التبعات،
فما نيل المطالب بالتمنّي
ولكن تؤخذ الدنيا غلاباً
***
وللحرية الحمراء باب
بكلّ يدٍ مضرّجة يدقّ
وهو يعلم من خلال تمرّسه ومواظبته على مقارعة أولئك الذين يضمرون الشرور له ولوجوده ولحرّيته، أنّ طريق المقاومة والتصدي هو بالتأكيد أقلّ كلفةً بكثير من طريق الإنبطاح والاستسلام، وتجربته على مدى القرون والأجيال، رسّخت هذه القناعة لديه، ولذلك فإنك تجده كلما قرعت طبول الحرب، واستمرأ العدو القادم من بعدٍ محاولة إخضاعه والاستيلاء على أرضه وقراره، انطلق بطريقة تلقائية نحو القتال من دون الارتهان الى حسابات الربح والخسارة، وتدفّقت فطرته الخيّرة المعطاءة نحو الثغور ونحو الحدود لإلحاق الهزيمة بكلّ من تسوّل له نفسه إخضاع هذا الشعب العظيم…
نشكر الله على هذه الهدية الغالية، والتي عوّضتنا بالتأكيد عن كلّ ذلك الاهتراء على ساحة هذه الأمة.
سميح التايه