أخيرة

دبوس

بنوك الأهداف

نقطة ضعفنا كانت ولا تزال هي أننا يتحتّم علينا أن نقطع المسافات والتي تستغرق زمناً حتى نتمكّن من الوصول الى العدو، ثم الاشتباك معه في قتال متقارب ومن مسافة صفرية، فلسفة الأنفاق والاستخدام الذكي للضفادع البشرية يتيح لنا التقرّب من العدو، فلا يُتاح له الاستخدام الفعّال لتكنولوجيا القتل عن بعد، والتي يتفوّق فيها، ثم نشتبك معه في المكان والزمان الذي نحدّده نحن من دون التعرّض لقدراته التكنولوجية المتفوّقة خلال عملية التقرّب، علينا ان نتوقع انّ هذا العدو لديه بنوك أهداف مسبقة الإنشاء، وجاهزة للتفعيل من خلال الذكاء الصناعي لكلّ أولئك الذين يستشعر بأنهم يشكلون خطراً محتملاً عليه في لبنان وسورية وفي الضفة الغربية وحتى في الأردن ومصر، وبالتأكيد في العراق واليمن، ولذلك فإنّ علينا تطوير تجربة الأنفاق المبهرة في غزة لتشمل كلّ مناطق الاشتباك في الضفة وجنوب لبنان والأردن كيما نرقّصه على أنغام موسيقانا وليس موسيقاه…
إذا كان هذا العدو يحتفظ في بنوك أهدافه المسبقة والجاهزة للتفعيل في غزة فقط 37 ألف هدف، فكم لديه من الأهداف في ما يتعلق بكلّ محور المقاومة وحتى دول الاعتدال، مشكلة هذا العدو أنه في حالة تناقص، ونحن في حالة تزايد، هو في حالة شك، ونحن في حالة يقين، هو في حالة تخبّط، ونحن في حالة ثقة، هو قاتل يقتل، ونحن مقاتلون نقاتل، لقد أزفت لحظة الزوال، واقتربت ساعة الخلاص، فلنعدّ التوثيقيات لجرائم ومجرمي هذا الكيان المارق الطارئ، سنلاحق هؤلاء القتلة حتى لو فرّوا الى المريخ، لقد لاحقوا أدولف آيخمان النازي حتى قبضوا عليه في الأرجنتين عام 1960، ثم حاكموه وأعدموه في سجن الرملة، فليوثّق شبابنا وشاباتنا كلّ الذي اقترفه هذا العدو، ومنذ ما قبل النكبة وحتى الآن، وليعدّوا القوائم لمجرمي هذا الكيان القاتل، ولنقتصّ منهم القصاص المناسب، ولنستخلص منهم بالقوة كلّ التعويضات على كلّ القتل والعذابات والتهجير القسري والمعاناة التي لا يمكن تصوّرها لشعبنا على مدى قرن من الزمان…
هذا العمل منوط بكلّ هذا الجيل الجديد من الشباب المبدع الخلاق، حتى يُقام العدل والإنصاف، فلا يحيق المكر السيّئ إلا بأهله.
سميح التايه

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى