عزة وكرامة الوطن
عبد الحكيم مرزوق
هل ما يجري على الأرض العربية حقيقة أم حلم؟ هل يعقل حجم ذلك التآمر الذي يحصل في المنطقة العربية وهل يمكن أن نشبِّهه بأكثر من الخزي والعار الذي أصاب الأمة العربية؟ وهل يمكن القول إنّ ما نشهده اليوم هو نتيجة طبيعية للبذور التي وضعتها الدول المتآمرة على بلادنا منذ أكثر من مئة عام، منذ أن فكّر الغرب بغزو الوطن العربي وتجزئته إلى دويلات صغيرة وزرع الكيان «الإسرائيلي»، كالسرطان داخل هذا الوطن كي يبقى مفتتاً وعاجزاً عن امتلاك أسباب القوة والنمو؟ وهل يعكس كلّ ذلك نسبة الحقد الأعمى على العرب لإبقائهم مذلولين خانعين أمام الغرب المتصهين وأميركا التي تضع السيناريوات تلو السيناريوات لإضعاف الدول التي بقيت صامدة في وجه المؤامرات التي تحاك يومياً لإخضاعها لرغبة السيد الأميركي، ليس كرمى لعين الكيان «الإسرائيلي» فحسب، بل لكي يبقى مسيطراً ومهيمناً على المنطقة العربية ينهب خيراتها ويستنفذ طاقاتها ويقدم إملاءاته التي تبدأ ولا تنتهي؟
ولعلنا نشهد بشكل دائم تصرُّفات لبعض القادة الناطقين بالعربية ولا علاقة لهم بالعروبة والإسلام إلا بالاسم حيث شوهوا اسم العروبة ووضعوا بدلاً منها الخيانة والنأي بالنفس وحرّفوا الدين الإسلامي الذي يدعو إلى المحبة والتسامح والعيش المشترك بين كافة الأديان والطوائف وأحلوا مكانه ثقافة القتل والتدمير عبر الوهابية التي استخدمت الدين الإسلامي أبشع استخدام من خلال المجموعات الإرهابية التي تقتل وتدمر باسم الدين والدين منها براء .
والأنكى من ذلك كله، أنّ ما كان مخفياً قد ظهر للعيان مؤخراً حيث أصبح الكيان «الإسرائيلي» الذي كان وما زال يرتكب المجازر البشعة بحقّ أهلنا في فلسطين المحتلة ويسطو على الأراضي والبيوت ويهدمها على رؤوس أهلها، صديقاً وبدأت تسريبات الإعلام عن زيارات ولقاءات بيت شخصيات سعودية رفيعة المستوى ومسؤولين «إسرائيليين» ولحظنا سعي القيادات السعودية إلى إدراج حزب الله ضمن قائمة الإرهاب، فهل يعقل هذا وهل كنا نتصور أن نصل إلى مثل هذا اليوم الذي تصبح المملكة «العربية» السعودية داعمة للإرهاب وصديقة للكيان «الإسرائيلي»؟
أعتقد أن لا شيء جديداً على المملكة الوهّابية التي سلمت منذ زمن طويل كلّ مقدراتها للسيد الأميركي الذي يوجهها ويوجه ملوكها عبر موظفيه، فهناك أكثر من ستة آلاف مليار دولار وضعتها المملكة في بنوك أميركا وعائداتها تعود لدعم الكيان «الإسرائيلي» الذي يقتل يومياً أهلنا الفلسطينيين. فأي عرب أولئك الذين يقطنون في مملكة الرمال وأي سياسة ينتهجون؟
ولم تكتف المملكة المحتضرة بما فعلت بل امتدت لتمنع المعونات عن بعض الدول العربية ومنها ما كان مخصّصاً لدعم الجيش اللبناني وذلك حتى يمنعوا عنه أسباب القوة ولكي يبقى ضعيفاً ولا حول له ولا قوة أمام الكيان «الإسرائيلي» لاعتقاد مملكة الرمال ومن ورائها الإدارة الأميركية أنّ هذه المعونات ستذهب إلى حزب الله ورجال الحزب الذين يدافعون عن عزة وكرامة الوطن.
وختاماً هل يمكن القول إنّ ما تقوم به مملكة الرمال له علاقة بالعرب والعروبة أم أنها تنفذ سياسة الإدارة الأميركية التي لا تصب إلا في مصلحة الغرب ومصلحة الكيان «الإسرائيلي» الذي كان يشعر بالسعادة وهو يرى العرب مختلفين ومتآمرين على بعضهم.
لقد قدمت مملكة الرمال خدمة كبيرة لأميركا وحلفائها بما فعلته وتفعله في المنطقة العربية وهي لذلك لن تستحق إلا الخزي والعار لما قامت به ولن تحصد الاحترام بل اللعن حتى قيام الساعة… وإنّ غداً لناظره قريب!
كاتب وصحافي سوري
marzok.ab gmail.com