بدء معركة تحرير الرقّة وسط معارضة أميركية
في حين تتّجه الأنظار عالمياً إلى معركة تحرير حلب من الإرهاب الذي يعيث فيها قتلاً وذبحاً وتدميراً، فإن معركة أخرى تلوح في الأفق، لتحرير الرقة، المدينة التي يحتلّها التنظيم الإرهابي «داعش» ويتّخذها «عاصمةً» له.
وفي هذا الصدد، نشرت صحيفة «إيزفيستيا» الروسية مقالاً تطرّقت فيه إلى إعلان روسيا والولايات المتحدة عن نيّتهما طرد المسلحين من مدينة الرقّة التي يحتلها «داعش». وتقول الصحيفة إنّ ممثل روسيا الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى آلِكسي بورودافكين، أعلن في جنيف يوم 29 نيسان الماضي، أن القوات المسلحة السورية بدعم من القوات الجوّية الروسية تخطط للقيام بعمليات هجومية باتجاه مدينتَي دير الزور والرقة، اللتين تقعان تحت سيطرة «داعش». وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن قرار مجلس الأمن الدولي 2254، الصادر في كانون الأول الماضي، ينصّ بالضبط على ضرورة مكافحة المتطرفين. وقال بورودافكين إن القوات السورية والقوات الجوية ـ الفضائية الروسية تعمل على هذا النحو تماماً إذ بفضل هذا تم تحرير تدمر، والآن يجري التحضير لعمليات هجومية باتجاه دير الزور والرقة.
من جانبه، أكد المحلل العسكري السوري العميد المتقاعد ثابت محمد أن القوات الحكومية بدعم من القوات الجوية الروسية، جاهزة للتقدم باتجاه دير الزور والرقة، فضلاً عن حلب. ولكن موسكو ودمشق تصطدمان بمعارضة الولايات المتحدة وأتباعها.
إلى ذلك، كتبت صحيفة «لوس آنجلوس تايمز» الأميركية: يتبع الرئيس أوباما استراتيجيتان مختلفتان في نصفين مختلفين من سورية. واحدة ناجحة، والأخرى ليست كذلك. فهو يحقق تقدماً في شرق سورية، حيث تقود الولايات المتحدة حملة عسكرية واسعة ضدّ «داعش». حققت الضربات الجوية والجهود الأميركية خسائر فادحة ضد التنظيم الإرهابي. هناك حيث تقلصت الأراضي التي يسيطر عليها، وتمويله في حالة من الفوضى، وعدد المجندين لديه في تناقص. كما تقوم القوات الأميركية الخاصة بتدريب المتمرّدين السوريين بهدف السيطرة على «عاصمة داعش»… الرقة، حتى ربما قبل أن يغادر أوباما منصبه.
وختمت الصحيفة: في غرب سورية، لطالما ادّعى أوباما أن هناك خيارين فقط: إما أقل قدر ممكن من التدخل أو الغزو الكامل. تجربته في شرق سورية، حيث البصمة الخفيفة للجنود الأميركان تظهر نتائج جيدة، تنفي هذه الجدلية.
«إيزفيستيا»: الرقة تصبح رأس جسر الولايات المتحدة في صراعها على النفوذ في الشرق الأوسط
نشرت صحيفة «إيزفيستيا» الروسية مقالاً تطرقت فيه إلى إعلان روسيا والولايات المتحدة عن نيّتهما طرد المسلحين من مدينة الرقّة التي يحتلها «داعش».
وجاء في المقال: أعلن آلِكسي بورودافكين، ممثل روسيا الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف يوم 29 نيسان الماضي، أن القوات المسلحة السورية بدعم من القوات الجوية الروسية تخطط للقيام بعمليات هجومية باتجاه مدينتَي دير الزور والرقة، اللتين تقعان تحت سيطرة «داعش».
وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن قرار مجلس الأمن الدولي 2254، الصادر في كانون الأول الماضي، ينصّ بالضبط على ضرورة مكافحة المتطرفين.
وقال بورودافكين إن القوات السورية والقوات الجوية ـ الفضائية الروسية تعمل على هذا النحو تماماً حيث بفضل هذا تم تحرير تدمر، والآن يجري التحضير لعمليات هجومية باتجاه دير الزور والرقة.
من جانبه، أكد المحلل العسكري السوري العميد المتقاعد ثابت محمد أن القوات الحكومية بدعم من القوات الجوية الروسية، جاهزة للتقدم باتجاه دير الزور والرقة، فضلاً عن حلب. ولكن موسكو ودمشق تصطدمان بمعارضة الولايات المتحدة وأتباعها.
ويضيف محمد: لم يتمكن المسلحون، الذين تدعمهم الولايات المتحدة وحلفاؤها من مقاومة القوات الحكومية. وهنا يجب أن نشير إلى الدور الإيجابي للقوات الجوية الروسية في محاربة الإرهاب في سورية. والأميركيون لم يحققوا أي شيء في مفاوضات جنيف، لذلك أطلقوا الورقة الرابحة الأخيرة المتبقية حول الحدود السياسية لسورية.
وبحسب قوله، فإنه من أجل هذا وبدعم من الولايات المتحدة، تم تشكيل ما يسمى «قوات سورية الديمقراطية» في 11 تشرين الأول 2015، والتي تضم أكراداً وعرباً وأرمينيين وتركمانيين وغيرهم من الأقليات والطوائف، واعتبرتها «معارضة ديمقراطية مناهضة للإرهاب».
هذه القوات تهاجم في اتجاهات مختلفة، ومن ضمنها الرقة ودير الزور وحلب وغيرها من مناطق سورية. ويرى العميد ثابت محمد أن تعزيز «قوات سورية الديمقراطية» يسمح لواشنطن بتطوير فكرة الفدرالية، وبالتالي بتعزيز مواقعها في البلاد.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد أعلن في أوائل نيسان الماضي أن الولايات المتحدة لن تتسامح أكثر مع بقاء الرقة تحت سيطرة «داعش». وأشار إلى نية الولايات المتحدة طرد التنظيم من كلّ مكان، وأنها ستنتصر عليه، وجعل هذه المسألة على رأس أولوياته.
بعد ذلك، وفي 23 نيسان الماضي بالضبط، ظهرت مبادرة وزير خارجيته جون كيري، الذي اقترح على روسيا تقسيم سورية إلى مناطق نفوذ لمراقبة الهدنة.
وسمى وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف في حينه هذه المبادرة «طريقة مبسطة» مشيراً إلى أن موسكو وواشنطن كانتا قد اتفقتا على منظومة مراقبة سير اتفاق وقف إطلاق النار.
وأن هذه المنظومة تعمل، بغضّ النظر عن محاولة البنتاغون ومؤخراً وزارة الخارجية علناً إنكار وجود تنسيق بين عسكريي الجانبين بالإشارة إلى أن الاتصالات مع القوات الجوية ـ الفضائية الروسية تقتصر على الاتفاق على تجنب وقوع حوادث.
من جانبه، يشير أراييك ستيبانيان، عضو أكاديمية المشكلات الجيوسياسية، إلى أن المبادرة الأخيرة للأميركيين تفيد بأنه من المهم لهم مبدئياً فرض سيطرتهم على الرقة.
ويضيف الخبير الروسي أن من الواضح أن الولايات المتحدة قررت تقسيم سورية إلى مناطق نفوذ. ما يسمح لها بتعزيز واستمرار تأثيرها في الأحداث في سورية وفي المنطقة عموماً، لا سيما أن الرقة هي «عاصمة داعش»، فإذا احتلتها الولايات المتحدة أو من تدعمهم، فسيكون بمستطاع واشنطن من دون مشكلات فرض آرائها عند مناقشة مختلف المسائل.
كما أشار ستيبانيان إلى أن ذلك يتعارض وموقف روسيا، التي تصر منذ البداية على أن مستقبل سورية يقرره شعبها. ويؤكد أن موسكو ستبذل كل ما بوسعها لطرد الإرهابيين من مدينة الرقة على يد الجيش السوري بالذات.
«لوس آنجلوس تايمز»: أوباما يتّبع استراتيجيتان في سورية… واحدة تعمل بنجاح والأخرى تواجه الفشل
كتبت صحيفة «لوس آنجلوس تايمز» الأميركية: يتبع الرئيس أوباما استراتيجيتان مختلفتان في نصفين مختلفين من سورية. واحدة ناجحة، والأخرى ليست كذلك.
فهو يحقق تقدماً في شرق سورية، حيث تقود الولايات المتحدة حملة عسكرية واسعة ضدّ «داعش». حققت الضربات الجوية والجهود الأميركية خسائر فادحة ضد التنظيم الإرهابي. هناك حيث تقلصت الأراضي التي يسيطر عليها، وتمويله في حالة من الفوضى، وعدد المجندين لديه في تناقص. كما تقوم القوات الأميركية الخاصة بتدريب المتمرّدين السوريين بهدف السيطرة على «عاصمة داعش»… الرقة، حتى ربما قبل أن يغادر أوباما منصبه.
الأسبوع الماضي، وبعد سنوات من مقاومة التدخل في الحرب السورية، أعلن أوباما عن إرساله 250 جندياً أميركياً إضافياً إلى شرق سورية وذلك إضافة إلى 50 آخرين وصلوا السنة الماضية.
المنطق الذي ينطلق منه أن هذه القوات جزء من الحملة ضدّ «داعش»، الذي يشكل تهديداً مباشراً للولايات المتحدة، لا الحرب ضدّ الرئيس السوري بشار الأسد. رسمياً، هؤلاء الجنود الـ300 ليسوا في مهمة قتالية ولكنهم ينسقون عمل القوات المحلية ويعملون على جمع المعلومات الاستخبارية وإيجاد أهداف للضربات الجوية للتحالف. ولكن هذه القوات تتضمن فرق للعمليات الخاصة قادرة على قتل أو اعتقال قادة «داعش»، وبعض هذه الوحدات قامت بذلك فعلاً.
في غرب سورية، التي يزيد عدد سكانها عن نصف سكان سورية، فإن القصة مختلفة تماماً.
منذ عام 2011، والرئيس أوباما يقول إن على الأسد التنازل عن سلطته لصالح حكومة انتقالية تضم جزءاً من «المتمردين» الذين يقاتلون لإسقاطه. معتمداً على الدبلوماسية بدلاً من القوة، عمل وزير الخارجية جون كيري على التملق للأطراف المتحاربة من اجل الدخول في وقف لإطلاق النار ومن ثم إطلاق مفاوضات سلام مفتوحة. لوهلة، بدا وكأن كيري نجح في مسعاه. في شباط، وافق الأسد على اتفاق لوقف الأعمال العدائية وتمتع السوريون لمدة شهرين تقريباً بفترة راحة وهدوء من الحرب.
ولكن في كل مرة تدخل الأطراف فيها في مباحثات جنيف للسلام، بعض وحدات «المتمرّدين» تخرق الهدنة. وبصورة طبيعية، يلقي كل طرف اللوم على الطرف الاخر في هذه الخروقات.
كان كيري يتوقع من روسيا، أقوى حلفاء الأسد، أن تساعد في فرض وقف إطلاق النار والمساعدة في المحافظة على المفاوضات. ولكن ذلك لم يحدث بدلاً من ذلك، استمرت روسيا في ضرباتها الجوية في سورية ـ في بعض الحالات، هاجمت روسيا وحدات من «المتمردين» تحصل على دعم وتدريب من «سي آي إي».
الأسبوع الماضي، قصفت قوات الأسد مواقع لـ«المعارضة» في حلب، أكبر المدن السورية. وجيشه يحاصر المدينة، أكبر المناطق الحضرية التي تسيطر عليها قوات «المتمردين» بصورة جزئية. إذا سيطر الأسد على حلب، فإن الحرب في سورية سوف تنتهي بصورة كبيرة، وسوف تحقق الحكومة النصر. أعلن عن وقف جزئي لإطلاق النار يوم الجمعة، ولكنها لا تشمل سوى مناطق قليلة، ولا يتضمن حلب . إذا ما هي الخطة «باء»؟ رسمياً، ليس هناك أيّ خطة. رفض أوباما كل بديل قدم له.
قال الرئيس الشهر الماضي: الخطة مع المشكلة «باء» أنها لا تتضمن تسوية سياسية، ما يعني مزيداً من القتال ربما يستمر لسنوات. هذا صحيح. ولكنه رجل ضعيف بيت القصيد من الخطة «باء» زيادة الضغط على الأسد للموافقة على التسوية السلمية.
إليكم هنا نسخة من الخطة «باء» التي لطالما نوقشت من قبل الولايات المتحدة والمسؤولين العرب: «سلّموا المتمردين السوريين صواريخ مضادة للطائرات، بحيث يمكنهم أن يدافعوا عن أنفسهم ضد الضربات الجوية».
وهنا تثار قضية أن تقع مضادات الطائرات بيد الجماعات الإرهابية. ولهذا ناقشت وكالات الاستخبارات وضع أجهزة من شأنها تعطيل الصواريخ إذا تم أخذها من المنطقة المحددة للعمل. وهناك خيارات أخرى بين السلبية والغزو البري: تتضمن المزيد من الأسلحة ورفيع وتيرة التدريب وتبادل المعلومات الاستخبارية، وإنشاء منطقة آمنة للاجئين.
الحربان اللتان تدوران في سورية مختلفتان تماماً عن بعضهما. الاستراتيجية التي يبدو أنها منطقية في نصف البلاد يبدو أنها ليست كذلك في الجزء الآخر.
مع ذلك، من الجدير ملاحظة أنه في شرق سورية، وجد أوباما طريقة لوضع القوات الأميركية على الأرض من دون الدخول في منحدر زلق كان دائماً يخشى التورّط فيه.
لقد أوضح أنه لن يكون هناك تدخل أو احتلال أميركي حتى مع أن العدو المتمثل في «داعش» يشكل تهديداً مباشرة للولايات المتحدة.
في غرب سورية، لطالما ادّعى أوباما أن هناك خيارين فقط: إما أقل قدر ممكن من التدخل أو الغزو الكامل. تجربته في شرق سورية، حيث البصمة الخفيفة للجنود الأميركان تظهر نتائج جيدة، تنفي هذه الجدلية.
الدبلوماسية من دون قوة لا تساعد أوباما في تحقيق هدفه في الوصول إلى تسوية سياسية هذا الحلم يبتعد مع تعرض المدنيين السوريين للمجازر. لقد حان الوقت ليختار الرئيس أوباما الخطة «باء»، سواء أحب ذلك أم لم يحبه.
«واشنطن بوست»: بعد فوز ترامب… وضع المسلمين سيسوء
نشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية مقالاً عن أوضاع المسلمين، قائلة إنها ربما تصبح أسوأ كثيراً بعد فوز ترامب.
ورصد المقال الذي كتبه دانا ميلباند، عدداً من الحالات التي تعرض فيها مسلمون ومسلمات لانتهاكات بدنية ولفظية من أنصار ترامب.
وأوضح أنه لا يمكن إلقاء اللوم في كل هذه الأحداث على ترامب، لكن صعوده تصادَف مع تصاعد عدد الاعتداءات على المسلمين إلى أعلى معدلاتها لأنه شجّع على انفلات مشاعر الكراهية.
وأورد الكاتب أن ترامب عندما سئل عما قال عن إقامة نظام لتسجيل وتعقب المسلمين في الولايات المتحدة أجاب بأنه من المؤكد سينفذ ذلك، داعياً إلى إغلاق أميركا في وجوههم.
وذكر ميلباند أيضاً أن ترامب قال في مقابلة تلفزيونية إن الإسلام يكره الغربيين، وأجاب لاحقاً عندما سئل عما إذا كان هذا الحكم ينطبق على المسلمين الـ1.6 مليار في العالم بقوله «أعني كثيرين منهم».
وتساءل الكاتب عما إذا كان الجمهوريون سيربطون أنفسهم بهذه الأفكار الغريبة التي يتبنّاها ترامب، أم سيرفضون أن تقال وتنفّذ بِاسمهم؟
«كوميرسانت»: الناتو ينشر أربع كتائب في أوروبا الشرقية
تطرّقت صحيفة «كوميرسانت» الروسية إلى نية الناتو نشر أربع كتائب عسكرية في أوروبا الشرقية، في إطار إمكان تعزيز وجوده في بولندا وجمهوريات البلطيق.
وجاء في المقال: تدرس الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها إمكان نشر أربع كتائب إضافية في بولندا وجمهوريات البلطيق. ووفقاً لما أُعلن في البنتاغون، فإن سبب ذلك تكرار المناورات العسكرية الروسية ومباغتتها. وقد أيد زعيم الكتلة الكبرى في البرلمان البولندي ياروسلاف كاتشينسكي هذا الأمر، وصرّح أن وارسو، في حال إقرار الخطة، لن تبقى عضواً من الدرجة الثانية في الناتو.
وجاءت هذه التصريحات في أوج مناورات الناتو «عاصفة الربيع» في إستونيا، بمشاركة 6 آلاف عسكري يمثلون 11 دولة، وعلى مقربة من الحدود الروسية.
وكان وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر قد أعلن للصحافيين، الذين رافقوه إلى ألمانيا، عن نيّة الحلف نشر قوات إضافية في أوروبا الشرقية. وقال: «نحن نشارك في هذه المناقشات، ولكنني لا أريد استباق الأحداث». ومن المفترض في حال إقرار الخطة أن يبلغ عدد أفراد قوات الناتو في أوروبا الشرقية نحو 4 آلاف عسكري حيث يتوقع أن ترسل الولايات المتحدة كتيبتين، وكل من ألمانيا وبريطانيا كتيبة واحدة.
تصريحات كارتر أصبحت التأكيد الرسمي الأول للمعلومات، التي نشرتها صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية في تشرين الأول عام 2015. وكان كارتر قد أعلن في اجتماع وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي في الشتاء الماضي عن تخصيص 3.4 مليارات دولار لنشر لواء إضافي للولايات المتحدة في أوروبا الشرقية، وكذلك أسلحة وآليات حربية للوائين عسكريين.
وأوضح نائب وزير الدفاع الأميركي روبرت أورك يوم 29 نيسان المنصرم أسباب مناقشة هذا الموضوع بقوله: «يُجري الروس مناورات مفاجئة كثيرة بمشاركة قوات كبيرة على مقربة من الحدود». واعتبر هذا الأمر استفزازاً خطيراً.
أما الأمين العام للناتو ينس ستولتينبيرغ، فقد صرّح لوسائل الإعلام الألمانية أن إجراءات الحلف دفاعية بحتة. وقال: «نحن لا نريد المواجهة مع روسيا، ولا نسعى إلى حرب باردة ولا نريد سباق التسلح. ولكننا نتفاعل مع ضم شبه جزيرة القرم وزعزعة الاستقرار في شرق أوكرانيا».
وقد ردّ على ذلك رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الدوما مجلس النواب الروسي آلِكسي بوشكوف بقوله: «ليست روسيا هي التي تتقدم عسكرياً باتجاه البنى العسكرية للناتو، بل الناتو هو الذي يدني قواته من الحدود الروسية». ودعا بوشكوف إلى عدم تصديق ما يقوله سكرتير الناتو، بل إلى مراقبة أفعاله التي تحمل بحسب قوله «صفات استفزازية وتهديدات».
من جانبه، يشكّ مدير مركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيات رسلان بوخوف في أن تؤثر هذه القوات، حتى ولو نشرت في أوروبا الشرقية، على توازن القوى.
في هذه الأثناء، يشير رئيس وكالة السياسة الخارجية أندريه سوشينتسوف إلى أنه في حال نشوء نزاع مع الناتو، فإن روسيا محمية بدرع نووية أمينة. وأن الناتو لا يملك تفوقاً استراتيجياً كبيراً على روسيا.
ويضيف: «هناك في الناتو من يأمل بحدوث تغيرات في روسيا بعد خمس سنوات، أو أن تتم بصورة ما تسوية الأزمة الأوكرانية. وعندئذٍ لن تبقى حاجة إلى استعراض القوة أمام موسكو».
وتجدر الإشارة إلى أن ياروسلاف كاتشينسكي، زعيم حزب «القانون والعدالة» الحاكم في بولندا، والذي أيّد نشر قوات الناتو في أوروبا الشرقية، كان قد انتقد الحلف بشدّة في شباط المنصرم بقوله: «كان الحلف سابقاً منظمة عسكرية مستعدة للحرب الدفاعية. ولكنها الآن لم تعد كذلك». ودعا في حينه الحلف إلى الكف عن البقاء «ملاكماً من الوزن الخفيف»، والتحوّل إلى «ملاكم من الوزن المتوسط إن لم نقل من الوزن الثقيل» في مواجهة روسيا.
الجدير ذكره أن المناورات العسكرية، التي بدأت في إستونيا يوم 2 أيار الجاري وتستمر إلى 19 منه بمشاركة قوات من 11 دولة من ضمنها فنلندا والسويد على مقربة من الحدود الروسية، ستُستخدم فيها طائرات «أف 15» و«يوروفايتر تيفون» و«سوخوي 22» ومروحيات «سي أتش 47 شينوك» وغيرها.
ويقول الأمين العام للحلف ستولتينبيرغ: «علينا أن نكون أكثر حزماً من الناحية العسكرية، وأكثر قوة. عند ذلك فقط يمكننا أن ندخل في حوار سياسي مع روسيا».