الجيش السوري يُقلّص ضرباته على إرهابيّي شرق حلب لتأمين خروج المواطنين

أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس، أن وزيرا الخارجية، الروسي: سيرغي لافروف والأميركي: جون كيري، أجريا مكالمة هاتفية جديدة، لبحث الوضع في سورية، رغم قرار واشنطن تعليق قنوات التعاون مع موسكو، حولها.

وذكرت الخارجية في بيان، أن المكالمة جرت بمبادرة الجانب الأميركي، تبادل خلالها الوزيران الآراء حول الوضع في سورية والتعاون في دفع تسوية الأزمة الأوكرانية إلى الأمام والجهود التي تبذل في الأمم المتحدة، لمعالجة الملف الكوري الشمالي.

جاء ذلك، في وقت أكد فيه المتحدث باسم الخارجية الألمانية، مارتين شيفر، أن إنهاء الأزمة في سورية غير ممكن، من دون إيجاد توافق بين روسيا والولايات المتحدة. وقال: من الواضح أنه لا يوجد أمل في تسوية الأزمة ووقف إراقة الدماء، من دون التوصل إلى تفاهم بين الولايات المتحدة وروسيا حول سورية.

وأشار شيفر، إلى أن أهداف الاتفاقات، التي توصلت إليها واشنطن وموسكو، مطلع أيلول الماضي، المتمثلة في تحقيق الهدنة ومكافحة تنظيم «داعش» الإرهابي، لا تزال مهمة. مؤكداً عدم وجود خطط محددة بشأن فرض عقوبات ضد روسيا، أو إيران وغيرهما من الدول، بسبب دعم الحكومة السورية. مشيراً إلى أن ممثلي وزارات خارجية ألمانيا، الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا وإيطاليا، سيجتمعون في العاصمة الألمانية، لبحث شروط استئناف التعاون مع روسيا حول سورية. وكذلك، استئناف العملية السياسية في سورية وتأمين إيصال مساعدات إنسانية.

المتحدث الألماني، أضاف، إن وزير الخارجية الألماني، فرانك شتاينماير، سيعقد، في اليومين المقبلين، لقاء مع المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا.

في غضون ذلك، قالت الخارجية الفرنسية، إن الوزير جان مارك أيرولت، سيسافر إلى روسيا والولايات المتحدة، اليوم وغدا، لإقناع الجانبين بتبني قرار لمجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة، يفرض وقفا لإطلاق النار في سورية.

وكان وزير الخارجية الفرنسي، أعلن في وقت سابق، أن إنهاء التعاون مع موسكو بشأن تسوية الوضع في سورية، لن يؤدي إلى شيء. وينبغي إقناع السلطات الروسية بالحاجة إلى اتخاذ قرار في مجلس الأمن الدولي، لوقف إطلاق النار.

بدورها، أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، أن بروكسل ستواصل جهودها الرامية إلى تحقيق المصالحة في سورية، بما في ذلك، منطقة حلب. وقالت: سنواصل العمل على تحقيق المصالحة في هذا البلد، بالتعاون مع الأمم المتحدة وغيرها من الشركاء الدوليين.

وأشارت: إلى أن المشاركين في المؤتمر الدولي حول أفغانستان، في بروكسل، سيبحثون الوضع في سورية، على هامش أعمال المؤتمر. مؤكدة عدم وجود حل عسكري في سورية وضرورة العودة إلى العملية السياسية.

من جهتها، قالت ماريا زاخاروفا، الناطقة باسم الخارجية الروسية، إن مشاركة موسكو في المفاوضات مع واشنطن، لتسوية النزاع في سورية، كانت محاولة صادقة لإيجاد حل سلمي للقضية السورية. مضيفة: إنها لم تكن لعبة، أو مسابقة في القوة والحكمة.

وأردفت قائلة: إننا لم نخطط للدخول في منافسة مع الولايات المتحدة، بل كنا ندعو إلى التعاون. وقضينا أكثر من ستة أشهر في المفاوضات مع شركائنا الأميركيين، من أجل وضع بنود اتفاق لا نختلف حولها.

واعتبرت أنه أصبح واضحا تماما، عدم وجود موقف موحد للولايات المتحدة، من القضية السورية وهو ما شكل العقبة الرئيسية في طريق المفاوضات مع موسكو. واستدركت قائلة: من الواضح أن هناك قوى معينة ومجموعة أشخاص وتكتلات، تدعم خيارات معينة لحل المسألة. وتكتلات أخرى، تتمسك بموقف مختلف تماما.

وفي السياق، أكد رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، قسطنطين كوساتشيوف، أن العسكريين الروس سينسحبون من سورية، بعد بسط القانون والنظام فيها. وقال: لن نتدخل أبدا في الشؤون الداخلية لسورية. وفور بسط القانون والنظام في البلاد، ستنسحب روسيا من سورية. معرباً عن ثقته بأن الشعب السوري، في حال أتيحت له الفرصة، سينجح في بناء المنظومة السياسية في بلده بنفسه.

كوساتشيوف، أكد أن الوضع الميداني الحالي في سورية، يسمح للرئيس بشار الأسد ببدء مفاوضات السلام مع مسلحي المعارضة، انطلاقا «من موقع القوة». مذكراً بأن الرئيس الأسد قال في آخر مقابلة صحافية له، إن الحوار مع المجموعات المسلحة ممكن، موضحا، بأن «كل من قرر أن يلقي السلاح يعفى عنه»، مشدداً، على أن الرئيس السوري لا يطالب بإعلان التهدئة، بل يعطي لمعارضيه فرصة الخروج من دوامة سفك الدماء وإيجاد مخرج من الطريق المسدودة، التي أدت إليها المواجهة، إذ لم تعد مواقع المسلحين تبدو متفوقة.

ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن المدمرتان الصاروخيتان «سيربوخوف» و«زيلوني دول»، باشرتا عبور مضيقي البوسفور والدردنيل وهما في طريقهما إلى سورية. مشيرة إلى أنهما سترابطان في شرق البحر الأبيض المتوسط، على نحو دائم.

وكشف نيقولاي فوسكريسينسكي، المتحدث الرسمي باسم أسطول البحر الأسود الروسي: أن السفينتان انطلقتا من ميناء سيفاستوبول وستبقيان في قوام مجموعة السفن الحربية الروسية في البحر المتوسط، إلى أن تحل محلهما سفن حربية أخرى، حسب خطة قيادة الأسطول.

يأتي ذلك، في وقت أدرج فيه مجلس الدوما الروسي، مسألة تصديق الاتفاقية لنشر مجموعة جوية من القوات المسلحة الروسية في سورية، على جدول أعمال المجلس الأدنى للبرلمان، بعد غد.

إلى ذلك، أعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية، تقليص عدد الضربات الجوية والمدفعية على مواقع الإرهابيين في أحياء حلب الشرقية، للمساعدة في خروج المواطنين باتجاه المناطق الآمنة وحرصاً على تحسين الحالة الإنسانية للمدنيين، الذين تحتجزهم المجموعات الإرهابية رهائن ودروعا بشرية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى