قانون الانتخاب والإشارة الحمراء
يكتبها الياس عشي
فيما العالم تخطّى كلّ إشارات الوقوف ليصل إلى نهاية الشوط محقّقاً انتصاراً ما، وفيما هو يلتقط أنفاسه كي يتأقلم مع المتغيّرات التي أفرزتها معارك الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وفيما هو يراقب بحذر ما ستصل إليه نظرية الفوضى الخلاقة التي بشّرت بها كونداليزا رايس، نرى في الوقت ذاته أنّ لبنان الرسمي جمّد حضوره في زقاق فرعي اسمه قانون الانتخاب، متوقفاً عند إشارة حمراء يرفض تجاوزها، ما لم يصل إلى قانون يرضي نزوعه الأبدي إلى المذهبية.
إنّ هذا الموقف اللبناني العاجز عن التخيّل والإبداع، والداخل في غيبوبة ما جرى، وما يمكن أن يجري، حوله، ينطبق عليه قصة السيدة التي توقّفت عند إشارة مرور حمراء وحين أضيئت الإشارة الخضراء لم تتحرك إذ كانت مستغرقة في التفكير. فنزل رجل من سيارته المتوقفة وراءها وسألها بلطف: «سيّدتي… هل تنتظرين لونك المفضّل»؟