واشنطن تطالب بتفتيش مواقع عسكرية إيرانية لاختبار متانة الاتفاق النووي!
أفادت وكالة «أسوشيتد برس» نقلاً عن مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى بإن «إدارة البيت الأبيض تطالب بتفقد منشآت عسكرية مشبوهة في إيران بغية اختبار مدى التزام طهران بالاتفاق النووي!».
وأوضحت الوكالة في تقرير نشرته أمس «أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يسعى إلى نسف هذا الاتفاق بكل الوسائل»، مؤكدة أن «هذه الزيارات التفقدية التي تطالب بها واشنطن هي جزء من النهج الأميركي الأكثر صرامة تجاه إيران، بهدف منع طهران من الحصول على الأسلحة النووية».
وأشارت الوكالة إلى أن «البيت الأبيض يعمل على إصلاح ما يصفه حلفاء ترامب بالثغرات الجدية في الاتفاق، ومن المرجح أن ترامب سينسحب من الاتفاق النووي في حال عدم إحراز نجاح في هذه المسألة بشكل سريع».
وأضافت الوكالة نقلاً عن المسؤولين الذين طالبوا بعدم الكشف عن هويتهم، «أن الجهود المبذولة من قبل الإدارة الأميركية تشمل أيضاً إجراء مشاورات مع الزملاء الأوروبيين بشأن عقد اتفاقية جديدة قد تبرم من أجل منع إيران من استئناف تطوير برنامجها النووي بعد انقضاء فترة القيود المفروضة عليها بموجب الصفقة النووية».
وذكرت الوكالة «أن ترامب قد يستغل أي رد فعل إيراني على مطالب واشنطن الجديدة، وإذا رفضت طهران التفتيشات الجديدة فإن ذلك سيسمح للبيت الأبيض باتهام إيران بمخالفة الاتفاق النووي والإعلان عن إلغاء الصفقة».
في الوقت نفسه، أكدت الوكالة أن «الولايات المتحدة تحتاج إلى كسب دعم الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومعظم أطراف الاتفاق النووي الآخرين لتنظيم هذه الزيارات التفقدية، غير أن واشنطن لم تحرز حتى الآن، على حد قول المسؤولين، أي تقدم في هذا الاتجاه، ولم تقدم أي أدلة تثبت ممارسة طهران أنشطة غير مشروعة في منشآتها العسكرية».
وأضاف المسؤولون «أن المخابرات الأميركية تعمل الآن على البحث عن أدلة مقنعة، دون الكشف عن أسماء المنشآت المشبوهة، وماهية الأنشطة الاستخباراتية الأميركية فيها».
تجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران، المعقدة أصلاً، شهدت تفاقماً ملحوظاً منذ تولي ترامب الرئاسة في كانون الثاني الماضي، وتحتفظ واشنطن بعقوباتها المفروضة على طهران، مما يضع على وشك الانهيار الاتفاق الذي تم التوصل إليه في المفاوضات الماراثونية بين إيران ومجموعة 5+1 في فيينا يوم 15 تموز 2015».