موسكو: الولايات المتحدة لن تقصف كوريا الشمالية
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، «إن الولايات المتحدة لن تقصف كوريا الشمالية، لأنها متأكدة من امتلاك بيونغ يانغ أسلحة نووية».
وصرّح لافروف أمس، «أن الولايات المتحدة كانت قد قصفت العراق، لأنه كانت تتوفر لديها المعلومات الدقيقة أنه لا توجد أية أسلحة للدمار الشامل في هذا البلد».
ويرى الوزير أن «الأميركيين لن يقصفوا كوريا الشمالية لأنهم يعرفون بدقة أنه توجد لديها قنابل نووية»، مؤكداً أنّ «جميع بلدان العالم توافق على هذا التحليل».
وأضاف الدبلوماسي الروسي «أن العالم قد يسقط إلى حفر لا يمكن التنبؤ به إذا لم تدرك الولايات المتحدة ذلك»، محذراً من أن «كل ذلك قد يضر عشرات وحتى مئات آلاف المواطنين الأبرياء في الكوريتين الجنوبية والشمالية وكذلك في اليابان وروسيا والصين».
في السياق نفسه، قال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين أمس، «إن الرئيس دونالد ترامب يريد تجنب نشوب حرب نووية مع كوريا الشمالية، وسنفعل كل في وسعنا لتجنب الصراع».
وأضاف منوتشين «يمكنني أن أؤكد لكم أن أولوية الرئيس رقم واحد هي سلامة الشعب الأميركي وحلفائنا»، متابعاً: «الرئيس لا يريد نشوب حرب نووية وسنفعل كل ما في وسعنا لنضمن أن ذلك لن يحدث».
إلا أنّ ترامب صعّد هجومه على كوريا الشمالية مرّة أخرى في مطلع الأسبوع وحذّر وزير خارجيتها وزعيمها كيم جونج أون من أنهما «لن يبقيا طويلاً»، موجّهاً تهديداً وجودياً لكوريا الشمالية، «بأنها لن تكون قادرة على البقاء، إذا ما نفّذت التهديدات التي أطلقها وزير خارجيتها في الجمعية العامة مساء السبت».
وقال ترامب في موقعه على تويتر «لقد استمعت للتوّ لخطاب وزير خارجية كوريا الشمالية لدى الأمم المتحدة: إذا كان يصوّر أفكار رجل صواريخ صغير زعيم كوريا الديمقراطية كيم جونغ – أون فإنها لن تستمر طويلاً».
وكان وزير خارجية كوريا الشمالية، ري يونغ هو، قد حثّ الولايات المتحدة وحلفاءها على «التفكير مرتين» قبل القيام باستفزازات عسكرية ضدّ بلاده.
وقال الوزير الكوري الشمالي في الجمعية العامة للأمم المتحدة «إن كوريا الديمقراطية تسعى جاهدة لتحقيق التكافؤ العسكري مع الولايات المتحدة، وإن القوات النووية في بيونغ يانغ تشكل عاملاً رادعاً حصراً».
وأضاف الوزير «إن ترامب شخص مختل عقلياً مصاب بجنون العظمة وملك الكذب»، مشيراً إلى أنه «رجل عصابات أطلق جملة كلمات عنيفة ومتهوّرة ضدّ كوريا الشمالية».
واعتبر أن ترامب يشكل اليوم «أكبر تهديد للسلام»، قائلاً: «إذا ما هاجمنا الولايات المتحدة فسيكون هو المسؤول عن ذلك»، مشيراً إلى أنّ «ترامب نفسه في مهمة انتحارية»، وذلك رداً على قول الرئيس الأميركي إن كيم في «مهمة انتحارية».
في حين نظّمت بيونغ يانغ «مسيرة ضخمة مناهضة للولايات المتحدة».
وقالت كوريا الشمالية «إن إطلاق صواريخها نحو أميركا أمر حتمي»، بعد وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بأنه «رجل الصواريخ» في تصعيد للحرب الكلامية.
وصرّح وزير الخارجية أنه: «من خلال مثل هذا النضال المطول والشائك، فإننا الآن لا نبعد سوى خطوات قليلة عن البوابة النهائية لاستكمال قوة الدولة النووية». وأضاف: «انتظار أي فرصة كي تتزحزح كوريا الشمالية ولو شبر واحد أو تغير موقفها بسبب فرض القوى المعادية عقوبات أشد، ليس سوى أمل بعيد».
وجاءت تصريحات وزير الخارجية الكوري الشمالي، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد ساعات من دخول طائرات قاذفة تابعة لسلاح الجو الأميركي من طراز «بي-1بي»، ترافقها طائرات مقاتلة، المجال الجوي الدولي فوق المياه الواقعة شرق كوريا الشمالية، في عملية استعراض للقوة قالت وزارة الدفاع الأميركية «إنها أظهرت مدى الخيارات العسكرية المتاحة للرئيس دونالد ترامب».
وأفاد البنتاغون بأن «ذلك أبعد مدى وصلت إليه طائرة مقاتلة أو قاذفة أميركية في القرن الحادي والعشرين شمال المنطقة منزوعة السلاح الفاصلة بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية».
وأكدت المتحدثة باسم البنتاغون دانا وايت أن: «هذه المهمة تظهر تصميم الولايات المتحدة، وهي رسالة واضحة بأن الرئيس لديه الكثير من الخيارات العسكرية في مواجهة أي تهديد»، قائلة: «مستعدون لاستخدام قدراتنا العسكرية كاملة للدفاع عن الوطن الأميركي وحلفائنا».
كما أعلن ترامب يوم الخميس فرض عقوبات أميركية جديدة قال إنها «ستسمح باستهداف الشركات والمؤسسات التي تمول وتسهل التجارة مع كوريا الشمالية». ووافق مجلس الأمن الدولي بالإجماع، في وقت سابق من الشهر الحالي، على تاسع جولة من العقوبات على بيونغ يانغ لمواجهة برامجها النووية وبرامجها للصواريخ الباليستية.