روحاني: إیران لن تسعى إلى الحصول على الأسلحة المخرّبة التي تتعارض والمبادئ الدولیة
أبدى الرئيس الإيراني حسن روحاني استعداد بلاده لـ «أيّ مساعدة ممكنة في حل أزمات المنطقة»، داعياً الجميع أن «يأخذوا بعين الاعتبار المصالح الإقليمية المشتركة لشعوب المنطقة».
وشدّد روحاني على أنّ «إیران لن تسعى إلى الحصول على الأسلحة المخربة التي تتعارض والمبادئ الدولیة، وذلك خلافاً لمساعي الأمیركان وبعض الدول في امتلاك هذا النوع من السلاح».
وأشار الرئيس الإيراني إلى أنّ «الصواريخ الإيرانية لن تكون للهجوم أبداً، وأنها من أجل الدفاع عن البلاد، وهي لم تصنع أبداً من أجل التدمير»، رافضاً «التفاوض في هذا الشأن».
أكد أنّ «بلاده تعمل على امتلاك كلّ ما تحتاج إلیه، وبما یشمل الطائرات والصواریخ والغواصات، فی سیاق أهدافها الدفاعیة».
وشدّد روحاني خلال مؤتمر صحافي عقده أمس، على أنّ «تعهد بلاده أمام العالم، هو في أن لا تسعى وراء أسلحة الدمار الشامل».
وأضاف روحاني خلال مؤتمره الصحافي، على أعتاب الذكرى السنویة الأربعین لانتصار الثورة الإسلامیة في إیران، قائلاً «إنّ الجمهوریة الإسلامیة وفي إطار تعهداتها إزاء المجتمع الدولي لن تسعى وراء امتلاك السلاح النووي»، مشيراً إلى «إنّ الأمر هذا لا یقتصر على العهود، فحسب وإنما اتباعاً لفتوى قائد الثورة الإسلامیة التي تقضي بحرمة هذا النوع من السلاح ».
وقال الرئیس الإیراني في الوقت نفسه، «إنه فیما یخصّ امتلاك الأسلحة التقلیدیة وكل ما تحتاج إلیه الجمهوریة الإسلامیة في هذا الإطار فإنها ستعمد إلى ذلك ولن تتفاوض مع أي جهة في هذا الخصوص».
وتابع القول، «إني أؤكد على أنّ الصورایخ الإیرانیة هي لیست لأهداف هجومیة ولم ولن تستهدف أیّاً من الدول»، مردفاً «إنّ صورایخنا هي للدفاع عن أمننا ولم تنتج لأغراض الدمار الشامل ومن حیث الأساس فإننا لا نملك أسلحة الدمار الشامل وعلیه لن نتفاوض مع أي طرف فی هذا الخصوص».
وقال: «إيران لا تسعى وراء هذه الأسلحة كما تفعل أميركا وبعض الدول، لكن نستخدم ما نحتاج له من الأسلحة التقليدية، ولن نتفاوض مع أحد حول هذا الشأن».
وفي الشأن الأميركي، قال روحاني: «إنّ الأمیركان وفي سیاق توفیر فرص جدیدة فیما یخص علاقاتهم مع الشعب الإیراني، كان لا بدّ منهم أن یستفیدوا من الظروف التي أتیحت في مرحلة ما بعد الاتفاق النووي»، مضیفاً «لو التزم الأمیركان بتعهداتهم في إطار الاتفاق النووي لكانت برأیي هناك ظروف جدیدة، وكان بالإمكان أن نجري حدیثاً مع أمیركا حول موضوع آخر، لكن هؤلاء وللأسف فوّتوا تلك الفرصة الذهبیة ولا فرق في ذلك بین الإدارة السابقة التي بدأت في تفویت هذه الفرصة أو الإدارة الحالیة بالتحدید، والتي نسفت تلك الفرص تماماً».
وقال روحاني «لقد أكّدت دوماً على أنّ مفتاح الفرص الخاصة بالعلاقات المستقبلیة بین إیران وأمیركا یقع بید واشنطن وعلیه فإنّ هؤلاء مطالبون بالكفّ عن معارضتهم وضغوطهم وتهدیداتهم وحظرهم ضدّ إیران عند ذلك ستتحول الأجواء تلقائیاً إلى أجواء أخرى، حیث یمكن خلالها التفكیر بشأن المستقبل».
في سياق الاتفاق النووي، أكد الرئيس الإيراني «أنّ الاتفاق النووي هو اتفاق دولي أيده مجلس الأمن في القرار 2231» وقال: إننا لن نكون من البادئين بنقض الاتفاق النووي ولن يُضاف خط إليه أو ينقص خط منه».
ورداً على سؤال حول احتمال الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي ومواصلة إيران العمل به مع الدول الأوروبية والصين وروسيا، قال روحاني: «في الوهلة الأولى فإنني مرتاح كثيراً، لأن السيد ترامب الذي يمرّ عام على دخوله البيت الأبيض لم يتمكّن بعد من تحقيق الهدف الذي كان يصرخ به في تمزيق الاتفاق النووي»، مؤكداً «أنّ الاتفاق النووي بات اتفاقاً متيناً على الأقل إلى حدّ استطاع أن يقاوم أمام أميركا بصورة جيدة خلال هذا العام».
وتابع: «إننا لا نعلم ماذا تريد أن تفعل أميركا، وحينما نسأل من أيّ أحد، فيرد أيضاً إننا لا نعلم ماذا ستعمل أميركا»، مضيفاً «إنه حينما نسأل من الأصدقاء الأوروبيين والقريبين من السيد ترامب فإنهم يجيبون أن أحداً لايستطيع أن يتكهن ما ستقوم به الإدارة الأميركية في المستقبل».
وقال «إنّ هذه القضية لا تقتصر على الاتفاق النووي، فحسب بل إنهم حتى لا يعلمون ما إذا كانت حكومتهم ستلتزم باتفاقاتهم التجارية أم لا؟»، مضيفاً «إنّ الإدارة الأميركية انسحبت من بعض هذه الاتفاقيات، بما في ذلك الاتفاقية المتعلقة بالمناخ وإنّ لدينا مبادئ وإننا سنواصل مشوارنا على أساسها».
وصرح الرئيس الإيراني: «لن نكون من البادئين بنقض الاتفاق النووي وكما أكدنا مراراً أنّ الاتفاق النووي لن يضاف إليه شيء أو ينقض منه شيء وأنّ رغبة ترامب حالياً هي شأنه الخاص، لكنه لن يضاف خط إليه أو ينقص خط منه».
وتابع: «إننا لا نعتبر القضايا الأخرى بأنها ترتبط بالاتفاق النووي إطلاقاً إنّ الاتفاق النووي هو اتفاق سباعي، حيث إنّ سبع دول اتفقت مع بعضها البعض»، مضيفاً «أنّ الاتفاق النووي هو اتفاق دولي أيده مجلس الأمن في القرار 2231 وأنه ليس التزاماً للحزب الديمقراطي وأن أحد الأخطاء التي ارتكبها ترامب هو أنه يفكر بأن الاتفاق النووي هو التزام للحزب الديمقراطي».
وأكد أنّ «أيّاً من التيارات كانت على رأس السلطة، فإنّ الاتفاق النووي هو التزام للإدارة الأميركية».
وشدّد على أنّ «هذا الالتزام مستديم ومستمر، وأنّ الحكومة الأميركية لا تزال ملتزمة وإذا نقضت التزامها فإنها ستلحق المساس بمصداقيتها بيد أنّ لدينا تقديراتنا المطلوبة تجاه الظروف التي يمكن أن تحدث في المستقبل وطالما تمّ توفير مصالحنا المرجوة في الاتفاق النووي، فإننا سنبقى فيه وأنّ بقاء أميركا وعدم بقائها في الاتفاق النووي لن يترك تاثيراً رئيسياً على قرارنا، لأنّ قرارنا الرئيسي يقوم على هذا الأساس، وهو هل يتم ضمان مصالحنا المرجوة في الاتفاق النووي أم لا؟».
وقال روحاني «إنه لا يوجد شك في محاولات أميركا الرامية إلى عرقلة مسار الحكومة والشعب في إيران»، مؤكداً «المواجهة بكل حسم لقرارات كهذه من جانب الأميركان».
وتابع روحاني قائلاً، «إنّ الحديث عن هذا الأمر كان مطروحاً خلال الإدارة الأميركية السابقة، لكن في عهد الإدارة الحالية فهناك إجماع على أنّ الحكومة الأميركية وظّفت كافة طاقاتها بهدف الإخلال في أداء الحكومة الإيرانية والأمر هذا لا يعتريه الشك».
ونوّه رئيس الجمهورية إلى «فشل مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة فيما يخصّ الصاروخ اليمني ومحاولة ربطه بإيران »، مصرّحاً بـ «أنّ جميع ممثلي الدول المشاركة في اجتماع مجلس الأمن الدولي الذي عقد بهذا الخصوص أعلنوا رفضهم تلك المزاعم وبدلاً من الاستماع إلى التصريحات الأميركية ناقشوا موضوع الاتفاق النووي وقضايا ذات صلة أخرى».
وأكد الرئيس روحاني «أنّ مجرّد قرار أميركا بفرض الضغوط على إيران لا يعني نجاحهم في ذلك»، مضيفاً «أن الأميركان اتخذوا قراراً كهذا ونحن سنقف بوجه أميركا قطعاً».
من جهة أخرى، دعا روحاني، السعودية إلى «تحكيم العقل في سياساتها والاهتمام بمصالحها ومصالح المسلمين».
وقال روحاني: «إنّ من يحكمون الرياض اليوم سوف يدركون أن الطريق الذي يسلكونه هو الطريق الخطأ».
وأضاف روحاني: «الكيان الصهيوني يحيك المؤامرات للدول الإسلامية منذ 70 عاماً، سواء شئنا أم أبينا فإسرائيل هي العدو الأول للمنطقة، ووحدة الدول الإسلامية والتخلي عن الخلافات والعداء هو الطريق الصحيح والناجح».
في سياق آخر، «إنّ عملية غصن الزيتون التي تشنّها تركيا على منطقة عفرين شمال سورية لن تحقق أهدافها»، مؤكداً «رفض بلاده دخول أي جيش أراضي دولة أخرى من دون موافقتها».
وعبر روحاني عن «أمله بأن توقف أنقرة عمليتها العسكرية في الأراضي السورية»، مشيراً إلى أنّ «مقتل الأتراك والأكراد بلا فائدة».
في السياق نفسه، صرّح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، لوسائل إعلام غربية، بأنّ «التدخل العسكري التركي في شمال سورية يهدّد الأمن النسبي المتوفر فيها وسيؤدي إلى اندلاع حرب أهلية».