الجيش اللبناني متماسك وعصيّ على جميع محاولات الاختراق والتفكيك
نور الدين الجمال
المواجهة التي يخوضها الجيش اللبناني ضد الجماعات التكفيرية في الشمال والجرود الشرقية تختصر مضمون دور هذه المؤسسة الوطنية الكبير والمصيري دفاعاً عن وجود لبنان.
يحقق الجيش اللبناني الإنجازات على الأرض وآخرها ما قام به في الضنية بوضع اليد على خلية «داعشية» ومتزعمها اللبناني أحمد ميقاتي، وفي الوقت ذاته يتعرض إلى المزيد من الاعتداءات مع استمرار بعض الجهات السياسية هجومها على الجيش وقيادته وتحريضها الموجه إلى العسكريين من مذهب معين للتمرد على المؤسسة العسكرية الوطنية.
كلمات قائد الجيش العماد جان قهوجي الحازمة والواضحة وبيان مديرية التوجيه الأخير وضعا النقاط على الحروف وأظهر حالة من التماسك والقوة في وضع المؤسسة العسكرية وحصانتها أمام جميع محاولات الاختراق والتفكيك التي كشفت مخابرات الجيش اللبناني جميع خططها وتصدت لها وألقت القبض على العديد من المحرضين الذين حاولوا اختراق الجيش اللبناني. وتفيد مصادر سياسية أن قيادة الجيش تنفذ منذ حوالى ستة أشهر سلسلة من التدابير والإجراءات التعبوية والإدارية والأمنية لتحصين المؤسسة وإفشال المخطط الذي يستهدفها بعدما تكشفت لديها جميع الخيوط المعتمدة لبلوغ هذا الهدف، حيث أصدر العماد قهوجي توجيهات صارمة في هذا الصدد عبّر عنها كلامه الحازم وإعلانه الصريح بتمسك الجيش اللبناني بالهوية الوطنية وبرفضه ونبذه لكل من يخرج عن عهد الشرف العسكري الوطني المناقض لجميع الأهواء والعصبيات ذات الطابع الطائفي والمذهبي، فهذا الجيش وعقيدته القتالية مكرسان للوطن ولجميع أبنائه ولا مجال في المؤسسة العسكرية لأي سلوكيات أو عصبيات يحملها الخطاب السياسي الملوث بالطائفية والمناقض للهوية الوطنية الجامعة والتي هي ركيزة الجيش الأولى.
المخطط الذي يستهدف لبنان يعمل منفذوه على إضعاف الجيش معنوياً واستهدافه أمنياً، ولذلك ترى جهات سياسية بارزة أن الحملات على الجيش اللبناني التي يشنها بعض النواب والمسؤولين الحزبيين من فريق» 14 آذار» هي جزء لا يتجزأ من مخطط الإرهاب التكفيري وتعبيراته الأمنية.
المخططون يعرفون أن قوة الجيش اللبناني المادية على الصعيدين الأمني والعسكري ترتكز بنسبة كبيرة على درجة الاحتضان الشعبي لهذه المؤسسة وهو عنصر القوة الذي فشل المتآمرون على البلد للنيل منه خلال الفترة الماضية، خصوصاً في مناطق اعتبرها المخططون جاهزة لتبني طروحاتهم ومشاريعهـم ضد الجيش والذي ثبت هو العكس كمـا تبرهن الوقائـع وعلـى وجه التحديد في طرابلس وعكار ومناطـق لبنانية عدة شهدت محاولات لإقامة أوكار للجماعـات المتطرفة وشكّلت مسارح للتحريض ضد المؤسسة العسكرية عبر أبواق منها سياسيون ومنها رجال دين احترفوا إثـارة الفتـن والتطـاول علـى الجيش اللبنـانــي وقيـادتـه.
الفشل هو المصير الذي ينتظر المراهنين على النيل من المؤسسة العسكرية والساعين إلى ضربها لتوسيع دائرة انتشار عصابات الإرهاب والتكفير، والأكيد أن التلاحم الشعبي مع المؤسسة العسكرية يمثل العقبة الرئيسية في وجه المشروع وأمام الأخطار التي تهدد الأمن والاستقرار في العديد من المناطق اللبنانية يزداد الناس تمسكاً بالجيش اللبناني وبدوره الوطني، وهناك قوى وأطراف سياسية من «14 آذار» بصورة خاصة يجب أن تتحمل المسؤولية بدلاً من اختلاق الأعذار للإرهابيين وتأمين التغطية والحماية لهم، فتهريب المطلوبين ومنحهم الملاذات الآمنة ليس سلوكاً له علاقة بفكرة الدولة وهو كناية عن دعم غير مباشر للمخربين الذين يطلقون النار على الجيش ويستهدفون بذلك جميع اللبنانيين.
تقول مصادر قيادية إن العديد من الأطراف الوطنية في لبنان تلتقي على فكرة أن الجيش اللبناني هو خط أحمر وهذه الأطراف ستكون مدعوة مع تمادي الاعتداءات ضد الجيش إلى النزول في الميدان والقيام بواجب الدفاع عن آخر ما تبقى للبنانيين من فكرة الدولة.