عريجي: نريد الانتخابات ولكن نفضل التمديد على الدخول في نفق الفراغ المظلم فرنجية هو الأمثل للرئاسة لكننا سنبقى خلف عون طالما استمرّ في معركته
حاورته روزانا رمال
أشار وزير الثقافة ريمون عريجي إلى «أنّ عملاً أمنياً كبيراً كان يجري التحضير له في الشمال»، معتبراً أنّ ما حققه الجيش في مواجهته مع المجموعات الإرهابية حتى الآن «هو إنجاز أمني وعسكري مهم جداً». وإذ أكد في حديث مشترك لصحيفة «البناء» وقناة «توب نيوز»، «أنّ الجيش اللبناني فيه العديد الكافي والمدرّب وقد خاض حرباً في نهر البارد وهو يقوم بواجبه في عرسال ولديه كمية مقبولة من السلاح»، رأى «أنّ المساعدات التي تصل إلى الجيش ليست بالقدر الكافي»، معرباً «عن شكوكه حول هبة الثلاثة مليارات من السعودية وهبة المليار التي لم تصل حتى الآن»، مؤكداً «أنه لن يحصل إجماع في مجلس الوزراء على الهبة الإيرانية».
وفي الشأن الرئاسي، أكد عريجي «أنّ رئيس تيار المرده سليمان فرنجية هو الأمثل لرئاسة الجمهورية وهو يتمتع بكل الحيثيات الوطنية والتاريخية والسياسية»، لافتاً في الوقت نفسه إلى أنّ المرده حليف لرئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون «وطالما أنه مستمر في معركته للوصول إلى رئاسة الجمهورية نحن نقف خلفه». وقال: «العماد عون هو رئيس أكبر كتلة مسيحية وله حيثية ممتدة على كامل الوطن، ويحظى بتأييد المسيحيين والطوائف الأخرى وهو من أقوى المرشحين».
وردّاً على سؤال حول ما إذا كان انتخاب الرئيس ينتظر الظرف الإقليمي، أكد وزير الثقافة أننا «قادرون على انتخاب رئيس، كما أنّ مسألة الرئاسة اللبنانية ليست أولوية على أجندات الدول والقوى الخارجية المؤثرة لأنّ لديها اهتمامات مغايرة ومختلفة».
أما عن تأييد تيار المرده التمديد للمجلس النيابي، قال عريجي: «نحن لم نؤيد التمديد، حباً بالتمديد، ونحن نفضل الانتخابات، ولكن بين التمديد وبين الفراغ نختار التمديد لأنّ الفراغ نفق مظلم لا نعرف كيف نخرج منه وما هي النتائج الكارثية التي قد تترتب عليه».
وفي الشأن السوري، اعتبر عريجي «أنّ حلّ الأزمة السورية يجب أن يكون سياسياً»، لافتاً إلى أنّ «التحالف الدولي تمّ تشكيله بهدف تقويض الدولة السورية»، مؤكداً أنه «لن يتمكن من القضاء على داعش من خلال بعض الغارات الجوية».
كيف ترى الوضع الأمني في الشمال بعد الإنجاز الكبير الذي حققه الجيش؟
– يبدو أنّ عملاً أمنياً كبيراً كان يجري التحضير له في الشمال، والأجهزة الأمنية كانت على علم بهذا الأمر، وقد جاء الإنجاز الأمني الكبير في الوقت المناسب، حيث تمكنت الأجهزة الأمنية والجيش اللبناني، في شكل أساسي، من دخول مناطق عديدة في طرابلس كان في السابق يتجنب الدخول إليها درءاً للخسائر الكبيرة التي قد تحصل للسكان وممتلكاتهم، ونجح أيضاً في تفويت الفرصة على الإرهابين الذين كانوا يخططون لإنشاء إمارة إسلامية ووصل البحر بالجرد، ونحن نثمن هذا الإنجاز للجيش ونترحّم على الشهداء الذين سقطوا ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى من العسكريين والمواطنين الذين كانوا شركاء الجيش في هذه المعركة.
هل تعتقد أنّ المعركة انتهت أم أنّ الجمر لا يزال تحت الرماد؟
– المعركة لم تنتهِ رسمياً والجيش مستمر في تعقب الإرهابيين، وهو لا يواجه في معركته هذه جيشاً نظامياً، بل تنظيمات إرهابية بعض أفرادها من داخل طرابلس وبعضهم الآخر من خارج لبنان ومن النازحين السوريين الموجودين في مخيمات النزوح، وهم متوارون عن الأنظار، في حين يقوم الجيش والقوى الأمنية بتعقبهم، وأكرّر القول إنّ ما تمّ تحقيقه حتى الآن هو إنجاز أمني وعسكري مهم جداً.
كيف تقيّمون موقف بعض الوزراء في تيار المستقبل الذين رفضوا تعامل الجيش مع المسلحين بهذه الطريقة ودعوا إلى احتوائهم؟
– لا أريد أن أقيّم أداء زملائي من الوزراء في هذا الموضوع، لكنني أرى أنّ الجيش تحمّل وصبر كثيراً على الاعتداءات التي كانت تطاوله يومياً، وعلى وجود المظاهر المسلحة والدعوات إلى الانشقاق عن الجيش وإلى إقامة إمارة إسلامية، ويبدو من خلال المضبوطات التي صادرها الجيش أنّ هناك سيارات مفخخة وعبوات وأحزمة ناسفتين ولا يمكن احتواء ذلك، وإنّ ما أدلى به وزير العدل أشرف ريفي في هذا السياق، يعبر عن رأيه لكنّ الحكومة هي التي تتخذ القرارات وقد اتخذت قراراً بأن تقف خلف الجيش وتغطيه في هذه العملية التي قام بها، لذلك فإنّ رأي الوزير خارج الحكومة لا يهم بل المهم هو موقف الحكومة ورئيسها الذي كان واضحاً في هذا المجال، إضافة إلى أنّ رئيس التيار الذي ينتمي إليه ريفي كان واضحاً جداً في دعم الجيش وضدّ ما كان يحاك للشمال وللبنان، ويجب أن لا نعطي أهمية لهذه التصريحات، خصوصاً أننا نعلم أنّ أهل الشمال جميعاً وأهل طرابلس في شكل رئيسي هم منفتحون وعروبيون، ولكن هناك فئات تذهب بعيداً ضدّ الوطن ولكنّ الغالبية العظمى من أهل الشمال وطرابلس، هي مع الجيش والدولة وهي ترفض أي شكل من أشكال الإمارة».
ما رأيك بكلام النائب خالد الضاهر وما كشفته التحقيقات عن علاقته بالإرهابيين؟
– إنّ الانتقادات التي وجهها النائب الضاهر إلى الجيش لم تكن في مكانها أبداً، وكان لنا موقف منها، وطالما أنّ ما أدلى به يبقى في الإطار السياسي كنا نردّ عليه في السياسة، لكنّ ما قرأناه في الصحف عن مشاركته في التحريض على الفرار من الجيش لم يثبت رسمياً، وعليه لا يمكننا أن نأخذ موقفاً وأنتم تعلمون أنّ النائب يتمتع بحصانة ورفع هذه الحصانة له آلية، وإذا ثبت أنّ الضاهر أو غيره قد ارتكبوا أفعالاً تقع تحت قانون العقوبات، ستكون هناك آلية للتحرك وسيطلب من مجلس النواب رفع هذه الحصانة وعندها سنأخذ موقفاً، وما أريد قوله هو أننا لن نستبق التحقيقات ولا أحد فوق المحاسبة وإذا ثبتت صحة ما ينسب إلى الضاهر، فإنّ ذلك خطير جداً».
هل تخشون تمدّد الإرهاب إلى مناطق أخرى في الشمال؟
– نحن لا نخشى ذلك، لكننا حذرون ولنا ثقة كاملة بالجيش وبالأجهزة الأمنية للدفاع عن لبنان وأهله، ولكن في حال اعتدي علينا سندافع عن أنفسنا كما دافعنا في السابق وهذا حقّ طبيعي لنا. ووردت معلومات عن فرار بعض الإرهابيين إلى منطقة زغرتا ولكن تبيّن أنّ هذه المعلومات مجرد إشاعات، وأنّ هذه المجموعات الإرهابية تلقت ضربة موجعة وبالتالي تفككت، ويقوم فوج المغاوير في الجيش بحملة تمشيط للجرود».
هل يملك الجيش القدرات الكافية لخوض حرب طويلة مع الإرهابيين في ظلّ تأخر الهبات لتسليحه؟
– الجيش اللبناني فيه العديد الكافي والمدرّب، وخاض حرباً في نهر البارد وهو يقوم بواجبه في عرسال ولديه كمية مقبولة من السلاح، فهو لا يخوض حرباً مع جيوش جرارة وهناك مساعدات تصل إلى الجيش من الولايات المتحدة، على رغم أنها ليست بالقدر الذي نريده، ونحن موعودون بهبات لم نرَ منها شيئاً، مع العلم أنها قبلت في مجلس الوزراء، وفي الحقيقة لدينا شكوك حول هبة 3 مليارات والتي نأمل بأن تنفذ، وحتى هبة المليار سمعنا أنها تأخرت. وفي هذا الإطار، نحن نشجع كلّ من يمدّ الجيش بهبات وبخاصة إذا لم تكن تلك الهبات مشروطة، وقد زار وزير الدفاع سمير مقبل طهران ومعه وفد من كبار الضباط في الجيش والتقى المسؤولين الإيرانيين وأجريت محادثات، ولكن لا شيء رسمياً حتى الآن ولن يحصل إجماع في مجلس الوزراء على هذه الهبة، لكننا نحن كتيار المرده نؤيد أي دولة تدعم الجيش، فكيف إذا كانت دولة صديقة كإيران؟
في موضوع الاستحقاق الرئاسي هل نقترب من تسمية الوزير سليمان فرنجية مرشحاً رسمياً لرئاسة الجمهورية؟
– نحن نرى أنّ الوزير سليمان فرنجية هو الأمثل لرئاسة الجمهورية وهو يتمتع بكل الحيثيات الوطنية والتاريخية والسياسية، ولكنّ في الظرف السياسي الراهن، وكما أعلن الوزير فرنجية وتيار المرده، نحن حلفاء للعماد ميشال عون وطالما أنه مستمر في معركته للوصول إلى رئاسة الجمهورية فنحن نقف خلفه، وإذا قرّر العماد عون في ما بعد أنه غير مرشح، عندها نطرح موضوع ترشيح الوزير فرنجية رسمياً، لكن ما نؤكده اليوم هو دعم الوزير فرنجية للعماد عون. أمّا بالنسبة إلى ترشيح رئيس «القوات» سمير جعجع فهو حقّ وخيار ديمقراطي، ولكنّ هدف ترشيحه كان قطع الطريق على العماد عون أكثر من كونه ترشحاً للوصل إلى رئاسة الجمهورية، ويمكن أن يكون هذا الهدف قد تحقق. وبالعودة إلى دعمنا العماد ميشال عون، فهو رئيس أكبر كتلة مسيحية وله حيثية ممتدة في كلّ لبنان، ويحظى بتأييد المسيحيين والطوائف الأخرى وهو من أقوى المرشحين، وإذا كان الحوار معه يهدف إلى إقصائه عن الرئاسة، فهو لن يوافق على ذلك، أما إذا كان يدعم وصوله إلى الرئاسة فليست لديه مشكلة.
لماذا لا يتفق القادة المسيحيون على انتخاب الرئيس؟
– ما يهمنا هو وصول رئيس جمهورية قوي يملك حيثية تسمح له بأن يمارس دوره، لا أن يستقوي على أحد. رئيس يستطيع أن يتحاور مع الجميع ليعطي المسيحيين نوعاً من الثقة لكي يلعبوا دورهم في هذا البلد، رئيس يمثل المسيحيين وشركائهم الآخرين في البلد وأن لا يكون بلا لون.
هل ينتظر الاستحقاق الرئاسي الظرف الإقليمي، أم أننا فعلاً قادرون على انتخاب رئيس؟
– نحن قادرون على انتخاب رئيس، كما أنّ مسألة الرئاسة اللبنانية ليست أولوية على أجندات الدول والقوى الخارجية المؤثرة لأنّ لديها اهتمامات مغايرة ومختلفة، خصوصاً أنّ المنطقة تغلي، فهناك الملف النووي الإيراني والملفان السوري والعراقي، ولا أتصور أنّ كل هذه الدول ستجتمع لتعقد اتفاقاً جزئياً على رئيس جمهورية للبنان، لكن إذا اتفق اللبنانيون فأنا لا أتصور أن يضعوا فيتو على ذلك.
ألا يشعر الوزير فرنجية بأنّ حظوظه للرئاسة منخفضة وهو الصديق لسورية وللرئيس الأسد، إذا كان يطرح نفسه بعد العماد عون؟
– الوزير فرنجية صديق للرئيس الأسد وهو يفتخر بذلك، ولم يستعمل هذه العلاقة يوماً إلا لخير لبنان وليس لأيّ شيء آخر، وهو مقتنع بالعلاقة مع سورية لأنه مقتنع بالخط السياسي الذي تنتهجه سورية وحلفاؤها وهو يضع مصلحة لبنان فوق كل اعتبار، والموضوع الرئاسي يتخطى الصداقة، والوزير فرنجية يعرف تماماً أنّ مواصفات الرئيس معروفة والظرف السياسي هو الذي يأتي برئيس، والعلاقة مع سورية لا تشكل له دعماً ولا حائطاً مسدوداً، وعندما وقف الوزير فرنجية مع سورية عامي 2006 و2007 كان الكثيرون في مكان آخر، وهو يرى في هذه العلاقة مصلحة للبنان وعروبته، ويمكن أن تكون لمصلحة وصوله إلى سدّة الرئاسة، لكنّ هناك ظروفاً معينة ومقومات سياسية معينة إذا اجتمعت في شخص لديه المزايا الموجودة في سليمان فرنجية ستكون له حظوظ أكثر من غيره.
هل يرتضي فرنجية أن يكون رئيساً توافقياً؟
– عندما يصل الرئيس إلى سدّة الرئاسة يجب أن يكون توافقياً ومهمته أن يكون على صلة مع جميع اللبنانيين، فهو الحكم وهو الضامن الأساسي للدستور والدولة، ولا يوجد تضارب بين من يملك حيثية وبين من يلعب الدور التوافقي.
هل تعتقد أنّ الوزير فرنجية خارج عن إجماع الطائفة المسيحية التي أعلنت مكوناتها الأساسية رفض التمديد؟
– لا أعتقد أنّ هذه المواقف نهائية ويمكن أن نشهد تغييرات، وحتى لو شارك الفرقاء المسيحيون في جلسة التمديد وصوتوا ضدّه أو امتنعوا عن التصويت، فإنّ الميثاقية مؤمّنة وليس ضرورياً أن توازي الميثاقية الإجماع. ونحن لم نؤيد التمديد، حباً بالتمديد، ونحن نفضل الانتخابات، ولكن بين التمديد وبين الفراغ نختار التمديد لأنّ الفراغ نفق مظلم لا نعرف كيف نخرج منه وما هي النتائج الكارثية التي قد تترتب عليه، التمديد هو أبغض الحلال وكنّا صريحين منذ البداية وأيدنا التمديد علناً، وعلى الأرجح فإنّ الأمور تتجه نحو التمديد، وكما قال العماد عون بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري: التمديد صار حالة حتمية وهناك وقت للجلسة.
كيف تنظر إلى نتائج عمل التحالف الدولي والتجمّع الذي يضمه؟
– أنظر إليه بحذر وهذا التحالف شكل في مرحلة ما، وإن كان بصيغة أخرى، لتقويض الدولة السورية تحت تسميات مختلفة ومن الأجدى قبل أن يأتي هذا التحالف ليحارب «داعش»، أن لا نسمح له نحن بالتمدّد بهذا الشكل. فالتحالف الدولي خلق المشكلة وسلح ودعم «داعش»، وها هو يعلن اليوم أنه يريد محاربته وهذه مقاربة مستغربة، و»داعش» هو الخطر الأكبر، وإذا كانت لدى التحالف النية الفعلية والحقيقية لمحاربة هذا التنظيم والقضاء عليه، فإننا نرى ذلك عملاً إيجابياً، ولكنّنا لا نلمس من خلال الممارسة على الأرض الجدية الكافية، والتحالف لن يستطيع أن يقضي على «داعش» بواسطة بعض الغارات الجوية، وقد رأينا ما نتج من غاراته الجوية من دمار هائل في سورية التي كانت قوة اقتصادية وعصب محور الممانعة في المنطقة، وفي طليعة الدول المحافظة على الحقوق العربية وعن القضايا المحقة، ونتمنى أن تعود إلى دورها المهم في الشرق الأوسط.
حزب الله موجود في قلب المعركة إقليمياً في مواجهة الإرهاب إلى أجل غير مسمى، ألا تعتقدون أنّ وجوده يشكل مشكلة؟
– لا نوافق على تحميل حزب الله مسؤولية ما يجري لأنّه لم يتدخل منذ بداية الأزمة السورية رغم أنّ عدداً من الأطراف تدخل وفُتحت الحدود التركية، وهناك 80 دولة تدخلت وسلحت ومولت، وعندما اقترب التهديد من الحدود اللبنانية اضطر حزب الله إلى التدخل لحماية هذه الحدود ولحماية المواطنين، وأعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وقيادة الحزب أنهم غير مسرورين في القتال خارج بلدهم، ولكنّ تقدير زمن المعركة هذا يعود إلى الظروف السياسية وواقع المعركة.
وهل لتلك المشاركة علاقة بتعثر الاستحقاق الرئاسي؟
– لا علاقة لمشاركة حزب الله في القتال في سورية بعدم الاتفاق على رئيس للجمهورية أو بالتمديد للمجلس النيابي، كما أنّ قيادة حزب الله قيادة مسؤولة تهمّها مصلحة لبنان ومصلحة المقاومة ولا أتصور أنّ الحزب سيبقى في سورية إذا أدى وجوده الهدف المطلوب ألا وهو حماية لبنان.
هل ترى أنّ الحلّ السياسي في سورية قد يطول بعد توقف «جنيف 1 و2»؟
– إنّ حلّ الأزمة السورية يجب أن يكون حلاً سياسياً داخلياً وحلاً للشعب السوري، ولكن في ظرف الإرهاب الظلامي والأعمى الذي تعيشه سورية مع من ستتكلم الدولة السورية؟ هل تتكلم مع «النصرة» أو مع «داعش»؟ بالتأكيد لا، ونحن نتمنى أن يكون الحل في سورية سلمياً وأن تعود الدولة السورية إلى بسط سيطرتها على كامل الأرض السورية وأن يستتبّ الأمن وتبدأ ورش إعادة الإعمار التي ستستغرق عشرات السنين.
بعد التغيير الذي شهدته دول عدة في شكل جذري في صناديق الاقتراع، وآخرها في تونس، كيف سيتغير الدور التركي بعد ما حلّ بـ«الإخوان المسلمين»؟
– إنّ «الإخوان» يعملون في السر لسنوات عدة ووصلوا في ظرف معين إلى الحكم وقد يكون أحد أسباب وصولهم أخطاء الأنظمة التي كانت حاكمة في تلك الدول آنذاك، وجنح «الإخوان» نحو التطرف الفكري وفرض الآراء على الناس واستعملوا وسيلة الانتخابات وعندما وصلوا إلى الحكم استعملوا الوسائل غير الديمقراطية وفي أول فرصة سانحة تمّ إرجاع الأمور إلى مسارها الصحيح لا سيّما في مصر وتونس. أما بالنسبة إلى تركيا، فيجب أن تتعظ وتقتنع بأنّ فكرها السياسي غير مقبول لدى شعوب المنطقة، فهناك نسيج فكري اجتماعي في منطقة الشرق الأوسط لا يتأقلم مع فكر «الإخوان المسلمين»، ووصلنا إلى ما وصلنا إليه نتيجة تراكم الأخطاء ووجود «إسرائيل» الذي أدى أيضاً، إلى تغير كبير في المسار السياسي وكانت القضية الفلسطينية عاملاً مهماً وكبيراً في تغيير وجه المنطقة لسنوات وعندما خفت وهج القضية الفلسطينية تمّ اختراع الفتنة السنّية الشيعية لكي تكون «إسرائيل» مرتاحة وتصبح فلسطين قضية منسية.
يُبث هذا الحوار كاملاً اليوم
الساعة الخامسة عصراً
ويعاد بثه الساعة 11 مساءً
على شاشة «توب نيوز» تردد 12036