الخليل لـ «البناء»: الرياضة لها القدرة على تغيير المجتمعات وإيصال صوت القضايا المجتمعية

حسن الخنسا

تشهد العاصمة بيروت يوم غدٍ الأحد حدثاً رياضياً لافتاً هو سباق السيّدات الذي تنظّمه جمعية بيروت ماراثون برعاية اللبنانية الأولى السيدة وفاء سليمان تحت شعار «اركضي لقدّام… بيكفّي رجعة لَوَرا».

وعشيّة هذا الحدث توجّهت السيدة مي الخليل رئيسة جمعية بيروت ماراثون بكلمة إلى اللبنانيات واللبنانيين، رأت فيها أن هذا الحدث الذي يقام للسنة الثانية على التوالي يكتسي أهميّة خاصة كونه يترافق مع حملة ترويجيّة لحقوق وقضايا المرأة اللبنانيّة، التي تواجه كثيراً من التحدّيات بحيث يأتي هذا السباق ليمثل إضاءة على هذا الواقع ويمثّل استفتاءً من قبل المشاركين فيه، والذين بلغ عددهم الإجمالي رقماً قياسياً هو حوالى 10 آلاف مشترك ومشتركة. وهم سيقولون يوم السباق «نعم» قويّة ومدوّية للمرأة اللبنانية، وبهذا تؤكّد «بيروت ماراثون» مبادئها وثوابتها الوطنية والإنسانية، في أن تكون نشاطاتها الرياضية في خدمة قضايا وعناوين بارزة ذات صلة بالمجتمع اللبناني ومكونات هيئاته المدنية.

وتشير الخليل إلى أنه إذ تلتزم جمعيّة بيروت ماراثون قضية المرأة من خلال هذا الحدث، فإنها تدرك أن ما تقوم به هو في حدود هامش الحركة التي تفرضها القواعد والأصول، فقضية المرأة هي في أساسها من مهمّة الجمعيّات النسائية التي نحترم ونقدّر لها دورها وجهدها، وعليه عملنا ونعمل دائماً على التشاور والتنسيق مع هذه الجمعيات، التي تبدي أعلى درجات التعاون والتفاهم وتعتبر الأساس في المشاركة في هذا السباق.

من جانبه مدير السباقات في «بيروت ماراثون» وسام ترّو، أكد «أننا نشهد الأحد تظاهرة رياضية ووطنية بامتياز».

ولكن من جهة أخرى هناك من يتناول هذا الماراثون من وجهة أخرى ويسأل عن حقيقته وأبعاده وماهية الغاية من تنظيمه، ويشكك في نيات الماراثون الحقيقية وادعائه المطالبة بحقوق المرأة والسعي إلى حصولها عليها، إذ يعد الماراثون تجارياً فهو يُكلّف المرأة الجُهد الجسدي والمادي. لذا كان لا بُدّ للشارع من أن يتحرك ضد استغلال القضايا الإنسانيّة لأغراض مادية غير واضحة الريع، إضافة إلى الشعارات غير المُجدية. وانطلاقاً من هذه النظرة قامت مجموعةٌ من الناشطين وعلى رأسهم الإعلامي محمد قليط بالدعوة إلى ماراثون عكسي، سيُجاري في الوقت عينه الماراثون الأساسي والّذي ينطلق نهار الأحد الساعة 7 صباحاً من ساحة الشهداء.

ويرى أصحاب هذه الدعوة الهدف رمزياً، بعدما غدا بعضٌ يتعامل مع حقوق المرأة كوسيلة للتسلية بدلاً من السعي الجديّ للمطالبة بها وإلقاء الضوء عليها، والتواصل مع الهدف الرئيسي روحاً ومعنى. معتبرين أنه من المُمكن توظيف ريع نشاط ضخم كهذا في أمور أكثر عمليّة وفاعلية في الحفاظ على حقوق المرأة وغيرها من القضايا المُحقّة في مُجتمعنا.

قليط

علمت «البناء» من الإعلامي قليط أنه وزميله حسين وهبة قد عملا في مجال الجمعيات منذ سنوات، وأصبحت لديهما خبرة في «الزواريب المالية» التي تلجأ إليها الجمعيات لزيادة إيراداتها الخاصة التي لا يعلم أحد أين تذهب ولمن رعيها.

وقال قليط إن أكثر ما يزعجه هو استغلال القضايا المجتمعية كحقوق المرأة، بغية الترويج للشركات الداعمة والجمعيات المشاركة، متابعاً: «كان من الأجدى بالسيدة الخليل أن تستغلّ علاقاتها الوطيدة مع الرؤساء لدعم المرأة وحقوقها، بدلاً من أن تركض، فالركض لا يحيي منال عاصي وغيرها ممن تعرضوا للتعنيف الجسدي على أيدي أزواجهن».

وأضاف قليط أن عشرات الأشخاص أمام المجلس النيابي أنتجوا قانوناً لحماية المرأة ولو كان هذا القانون يتيماً، مشيراً إلى أنه لو أرادت جمعية بيروت ماراثون الضغط على النواب لكانوا أنتجوا قانوناً منصفاً للمرأة وحقوقها.

وتساءل عن المبالغ الضخمة التي تخصص للجمعية من قبل وزارة الشباب والرياضة ورئاسة الحكومة والجمهورية، لافتاً إلى الثلاثمئة مليون دولار التي تحدثت عنها الصحافة اللبنانية في السنة الماضية.

وعلى ما يبدو بحسب قليط فإن التجاوب مع الحملة كبير. إلا أن التحدي الحقيقي لا يكون بحجم «اللايكات فيسبوكياً» وإنما بالوجود الميداني والحشد الذي من المنتظر أن ينطلق في كلا النشاطين.

وختم قليط أن الجمعية اتصلت به عبر أحد مسؤوليها وطلبت منه إيقاف الحملة المعاكسة لنشاط الجمعية، والحضور إلى مكتب الجمعية للإجابة على الأسئلة التي يطرحها، ولكنه رفض أن يكون اللقاء في مكتب الجمعية.

الخليل

وفي اتصالنا مع الخليل قالت: «لكل مواطن لبناني الحق بأن يطرح التساؤلات التي تراوده، ونحن من واجباتنا أن نجيب على تلك الأسئلة. ولكن ما يطرحه قليط في مواقع التواصل الاجتماعي من فساد داخل الجمعية، غير مبني على حقائق مثبتة»، وتابعت أن «الرياضة لها أهداف سامية في المجتمعات ومنها المطالبة بالحقوق المجتمعية، نحن ركضنا كي نبقى متحدين في 2005، وركضنا في 2006 و2007 لمحبة لبنان ضد الإرهاب، واتجهنا إلى عاصمة الشمال طرابلس لنقول إن طرابلس في القلب، وركضنا في الجنوب لأن الجنوب حبيبنا، واليوم نركض للمرأة وغداً سوف نركض للطفل والفقر والتشرد وغيرها من القضايا المحقة في مجتمعنا». لافتةً إلى أن الجمعية منذ عام 2003 هدفها إيصال رسالة واحدة هي أن لبنان بلد المحبة والسلام.

وأكدت الخليل أن الجمعية تسعى منذ 3 أشهر إلى تسليط الضوء على حقوق المرأة، وهي الآن في شراكة مع 61 جمعية نسائية في لبنان، مشيرةً إلى أن عدد المشاركين في الماراثون الأحد وصل إلى 9117 مشتركاً، والاتصالات ما زالت ترد مكاتب الجمعية بعد أن أقفلت باب الاشتراك.

وعند سؤالنا عن المبالغ المالية التي تحدث عنها قليط، أجابت الخليل: «إن المبلغ الذي ذكره قليط مبالغ فيه جداً، فالمبلغ المالي الذي خصص للجمعية من وزارة الشباب والرياضة لا يتعدى 150 ألف دولار أميركي، وهذا المبلغ لم يسدد حتى الآن في موازنة السنة الماضية». وأشارت إلى أنها لا تستطيع أن تحل مكان الجمعيات النسائية، فوظيفة الجمعية هي أن تخلق المساحة لتلك الجمعيات النسائية، كي تصرخ وترفع الصوت لحقوق المرأة اللبنانية.

وتمنت الخليل من قليط أن يأتي إلى مكاتب الجمعية للإجابة على جميع الأسئلة التي يطرحها.

تجدر الإشارة إلى أن فعاليات سباق جمعية بيروت ماراثون تشتمل المسافات التالية:

7:30 صباحاً: سباق 10 كلم تنافسي للسيّدات من عمر 14 سنة وما فوق .

7:35 صباحاً: سباق 10 كلم للسيّدات فئة ذوات الاحتياجات الخاصة .

9:00 صباحاً: سباق 5 كلم مفتوح للسيّدات والرجال وأفراد العائلة .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى