مرويات قومية

الأمين صبحي فريح المميّز حقوقياً والمناضلُ قومياً اجتماعياً

في أكثر من مناسبة تحدّثت عن المحامي الأمين صبحي فريح، ومنها في النبذة عن خالهشقيق والدته، الأمين علاء الدين حريب.

نادراً ما كان يحضر الأمين فريح إلى المركز، خاصة في فترة عضويّته في المحكمة الحزبية، فلا يمرّ إلى مكتب عمدة شؤون عبر الحدود، ولاحقاً إلى مكتب لجنة تاريخ الحزب. فقد كانت علاقتي به وطيدة، وفيها الكثير من مشاعر الودّ والاحترام المتبادل.

بتاريخ 1/3/2016، تسلّمت من حضرة الأمين فريح نسخة عن سجلّتاريخ حياته الشخصية والحزبية، أورد هنا أبرز ما جاء فيها:

أولاً السيرة الذاتية:

ولدت في مدينةالميادينالتابعة لمحافظة دير الزور في عام 1934، والأصح في عام 1936 (قيداً بدلاً من أخ أكبر توفي).

درست فيالميادينالدراسة الابتدائية، أي حتى الصف الخامس، وعندما نجحت إلى الصف السادس وحصلت على درجة عالية في الشهادة الابتدائية انتقلت إلى دمشق، حيث كان جدي صالح الحريب نائباً في البرلمان السوري، وكان للطلاب المتفوّقين الحق بالدراسة الداخلية.

دخلت مدرسة التجهيز الأولى بدمشق، في منطقة الفردوس (جانب فندق الأربع فصول / اليوم) وذلك بصفة طالب داخلي (دراسة ونوم وطعام) من أول عام 1949 وحتى حصولي على الشهادة الثانوية في عام 1956.

توظفت لدى مديرية مواصلات دمشق خلال أعوام 1958 – 1959 – 1960.

انتسبت إلى كلية الحقوق بدمشق، وحصلت على الشهادة بعام 1960، وتقدّمت إلى عدة مسابقات وظيفية في عام 1960، وقد نجحت في ثلاث منها واخترت وظيفة مدير في المصرف الزراعي.

عيّنت لدى المصرف مديراً في منطقة جرابلس في أوائل عام 1961، ثمّ انتقلت إلى تلكلخ وبقيت فيها حتى عام 1963، وانتقلت إلى السويداء لمدة ثلاثة أشهر، ثمّ انتقلت إلى جسر الشغور، وأخيراً انتقلت إلى فرع دوما في منتصف عام 1966.

بقيت مديراً في دوما حتى نهاية عام 1969، حيث اختارتني إدارة المصرف لمنحة مصرفية في هنغاريا، أطّلع منها على أعمال المصارف والتعاونيات الزراعيةوكان هذا الاختيار والاصطفاء لي الوحيدلنشاطي المصرفي وتفوّقي في إدارة الأعمال المصرفية واقتراحاتي في تعديل القوانين المصرفية.

مكثت في هنغاريا عاماً كاملاً (1970)، اطّلعت فيها على الأعمال المصرفية وألّفت كتاباً عن التعاون الزراعي في هنغاريا. وعندما عدت إلى دمشق، استلمت مهام دائرة الرقابة الداخلية، وحقّقت في قضايا كثيرة وفتّشت معظم فروع المصرف في أنحاء الجمهورية السورية، وقمت بعملي بجديّة وصرامة وموضوعية وعدالة.

في أول عام 1983 قدّمت استقالتي من المصرف لغاية العمل كمحامي، وسجّلت محامياً أوائل عام 1983 وحتى عام 2013، حيث تقاعدت بعد عمل جاد ومجدي ومفيد وممتع.

تزوّجت بنهاية عام 1961، وأنجبت ثلاثة أولاد ابنتان وصبيوجميعهم مؤمنين بالعقيدة السورية القومية الاجتماعية وكانوا يحضرون جميع المناسبات الحزبيةوهم يحملون شهادات جامعية.

لي أخ أكبر مني اسمهفوزياستلم ناموس مديرية الميادين ثم مديرها، وانتمى إلى الحزب من أولاد عمي ما لا يقل عن خمسة عشر عضواً، وذلك خلال أعوام 1952 – 1960.

قمت خلال فترة حياتي بزيارات، منذ عام 1980 وحتى كتابة هذه السطور، على عدة دول للسياحة والاستجمام، هي: فلسطين بعام 1957، الكويت، الأردن، مصر، فرنسا، أميركا وكندا. ولعدة زيارات، اليونان، إسبانيا، يوغسلافيا، هنغاريا وتركيا.

بسبب وجودي كمدير لفرع المصرف الزراعي في دوما، وهي لا تبعد عن دمشق 13 كم، أقمنا فيها واشترينا شقتين سكنيّتين لي ولابني وائل، وبقينا ساكنين فيها منذ منتصف عام 1966 وحتى خروجنا منها بسبب نشوب الحرب الهمجية الكونية على سورية منذ 16 آذار 2011، حيث كان خروجنا في أول أيلول 2012، سافرنا آنذاك إلى أميركا بزيارة على ابنتنا لمى.

ثانياً: حياتي الحزبية:

انتميت إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي بنهاية عام 1952، وكان عمري لا يتجاوز ستة عشر عاماً. أقسمت يمين الانتماء على يد الرفيق دعاس ناصيف(1)، وكان من بين الرفقاء معي في التجهيز الأولى: غطاس سعادة، حكمت قواص، عبدالله نصر الله (أمين) وصلاح دبا الأمين والعميد وناموس هيئة منح رتبة الأمانةوغيرهم كثر.

بعد اغتيال العقيد عدنان المالكي في 22/4/1955، اعتقلت السلطات الأمنية معظم القوميين، ولكني تواريت عن الأنظار إلى حين جاء أول آذار عام 1956 وكنت مديراً لمديرية، فقمت بتوزيع بيان أول آذار مع أعضاء المديرية، واعتقلت باليوم ذاته وأودعت سجن المزة، تحت العذاب والقتل والسجن بالسللول (الزنزانة الضيقة) إلى حين أُفرج عنّي وعن رفقاء آخرين، وبُرّئت لاحقاً من تهمة الانتماء إلى جمعية سرية وذلك من قِبل المحكمة المختصة بمحاكمة القوميين وبعد سجن 40 يوماً.

كُلّفت مرات عديدة مديراً لإحدى المديريات في دمشق، منذ العام 1956 وحتى العام 1965.

منذ العام 1966 وحتى العام 1972 كنت ناظر إذاعة أو ناموساً لمنفذية دمشق، ومنذ العام 1972 وحتى العام 1977، على وجه التقدير، كنت عضواً في معتمدية الشام ورئيسها الرفيق الدكتور فايز شهرستان (أمين فيما بعد).

شكّلت مديرية للمحامين منذ عام 1983 حتى عام 1988 على وجه التقريب، وكنت مديراً لهذه المديرية.

منذ عام 1990 حتى أول عام 2002 كلّفت مديراً لإحدى مديريات منفذية دمشق.

رُشّحت للانتخابات التشريعية في عام 1990، ونشرت في دير الزور مبادئ الحزب ومنهاجي الانتخابي والمبادئ الأساسية التي ستكون برنامج عملي في مجلس الشعب، وطبعاً لم تكن السلطة القائمة معناأي مع الحزببل كانت تعمل ضدّه بكلّ الأشكال.

في أول عام 1970 استطعت أن أقوم بعملية تهريب الأمين علاء حريب(2) من الشام إلى لبنان، على أثر اعتقاله لمدة ثلاثة أشهر ووجوب إثبات وجوده يومياً في دمشق، ولكونه كان عميداً للداخلية، بعد أن عاد إلى سورية من مغتربه في عام 1969 وبعد اغتراب منذ عام 1958.

مُنحت وسام الواجب بالمرسوم رقم 53/68 تاريخ 23/3/2002.

مُنحت وسام الثبات بالمرسوم رقم 1043/73 تاريخ 3/11/2010.

مُنحت رتبة الأمانة بأول عام 2009.

انتُخبت عضواً للمحكمة الحزبية في عام 2002 حتى عام 2006، ثمّ انتُخبت ثانية بعام 2006 إلى عام 2010 من قِبل المجلس الأعلى، وانتُخبت للمرة الثالثة رئيساً للمحكمة الحزبية الغرفة الثانية بالقرار رقم 39/80 تاريخ 9/10/2012 بالتعميم رقم 54.

كنت مواظباً على التنظيم الحزبي منذ انتمائي في عام 1952، ومتحمّلاً كافة المسؤوليات الحزبية التي أُسندت إليّ، وذلك بكل جديّة وحرص ونظامية وإخلاص، ومسدّداً جميع اشتراكاتي الشهرية واستطعت أن أُدخل عدداً كبيراً من المواطنين إلى صفوف الحزب.

شاركت في الحوار الوطني في نهاية عام 2011، ممثلاً عن الحزب، وذلك حول الأزمة السورية والحرب القائمة عليها، وقدّمت بحثاً تفصيلياً عن الفساد والسلطة إلى لجنة الحوار. كما قدّمت إلى رئيس المكتب السياسي دراسة عن الحوار الوطني وتاريخ الهجمة الشرسة على الدولة وكيفية معالجة هذه الأزمة.

ثالثاً: في الشأن الثقافي:

ساهمت في كتابة زاوية صغيرة في جريدةالناسمع كلّ من الأمينَين بشير موصللي وعلاء حريب بأعوام 1957 – 1958، وذلك بسبب حرق جريدةالجيل الجديدوملاحقة القوميين واعتقالهم في السجون السوريّة.

وكانت هذه المقالات تدور حول نشاطات الحزب السوري القومي الاجتماعي وقوّته ومبادئه وأخبار المعتقلين.

ساهمت في تحرير مجلةالنهضةالصادرة من قِبل التنظيم الحزبي في دمشق خلال الأعوام من 1970 إلى 1985.

كنت عضواً في اللجنة الثقافية لمنفذية دمشق خلال أعوام 1980 _ 1985، وكان رئيس اللجنة آنذاك الأمين الدكتور عدنان أبو عمشة.

نشرت بحثاً مطوّلاً عن الديمقراطية التعبيرية في مجلةصباح الخيرالعدد 658 تاريخ 19/11/1988 وألقيتها محاضرة في منفذية دمشق.

قدّمت للحزب بعام 1980 وما بعده عدّة دراسات ومقترحات عقائدية وتنظيمية حول إنشاء مفوضيات بكلّ كيان سوري، وأيضاً عن قانون السلطة القضائية وقانون العقوبات للمحكمة الحزبية، ومشروع قانون طوارئ بعام 19/5/1988 وعن تاريخ الحزب وعن حرية الرأي لما ينشره القوميون من أبحاث في العقيدة والنظام.

قدّمت للحزب في عام 2001، ونشرت بين القوميين دراسة عن مفهوم المادة 8 من الدستور السوري التي تنصّ علىأنّ حزب البعث هو القائد للمجتمع والدولة، والتي خلصت إلى أنّ البعث احتكر السلطة والشعب والمدارس والجامعات لنفسه دون غيره. ووزّعت بتاريخ 16/5/2005، أي بعد ضمّنا إلى الجبهة الوطنية التقدمية، وأصبح الحزب عضواً فيها وتاريخها كان في 4/5/2005.

قدّمت مذكرة واسعة إلى رئيس الحزب الأمين جبران عريجي عن مواقع قصور الحزب في أعماله السياسية والتنظيمية والإدارية، ومخالفات السلطة وضعفها وعجزها وذلك بتاريخ 9/1/2005.

قدّمت للمرة الثانية بتاريخ 8/8/2005 إلى رئيس الحزب الأمين علي قانصو بعد انتخابه في 4/5/2005 مذكرة تفصيلية عن المقترحات اللازمة لإنقاذ الحزب من الوهن والعجز والقصور في الأداء ونشر العقيدة والانضباط النظامي.

بعد ضمّ الحزب إلى الجبهة الوطنية التقدمية بقرار رئيس الجمهورية رقم 130 تاريخ 4/5/2005 قدّمت مذكرة إلى رئيس المكتب السياسي الأمين عصام المحايري، ليقدّمها إلى هيئة الجبهة وهي برنامج الحزب عمّا يجب أن تضع الدولة من قوانين أو إلغاء قوانين مثل الطوارئ ومحكمة أمن الدولة، وممارسة الحرية والديمقراطية، وإلغاء المادة 8 من الدستور وتحديد صلاحية وولاية رئيس الجمهورية واجتثاث الفساد وإجراء الإصلاحات الاقتصادية وتأمين العمل للمواطنين، وإصدار قانون الأحزاب وغيرها، وأجّل رئيس الجبهة العمل بما جاء فيها، كما أفادني الأمين عصام، ونشرت في مجلةرؤىالسورية بتاريخ 19/5/2005.

ألقيت محاضرة في منفذية دمشق بتاريخ 14/5/2007 عن تاريخ رتبة الأمانة بالقانون الدستوري رقم 7 لعام 1937، عن كيفية منح الرتبة وشروطها والخلل في حملها وطبيعتها والطعن اقتراحاً بقرارات رتبة الأمانة وقيمتها النضالية والإيمانية والجهادية.

نشرت في مجلة البناء بالعدد رقم 1097 تاريخ 15/3/2008 رثاء ووصفاً تاريخيا وشخصياً للأمين المرحوم عبدالله قبرصي، وهو من أوائل القوميين في الحزب، وكانت مرثاة أدبية رائعة في الأدب، وعن مفهوم الانتماء الحزبي وذلك بعنونسنديانة لا تموت”.

ألقيت محاضرة في تاريخ 14/4/2008 في منفذية دمشق عن النظام الجديد الواردة في غاية الحزب السوري القومي الاجتماعي من 33 صفحة، وشاملة فقراتها: (النظرة إلى الحياةبعث نهضة لتحقيق مبادئ الحزبنظام الحزب رسالة للعالم الأجمعمفهوم العمل بالمؤسسات الحزبيةالديمقراطية التعبيريةالنظرة المدرحيةالمناقبية).

أصدرت كتاباً جامعاً عدة محاضرات لي ولمفكرين قوميين عن العروبة السورية القومية الاجتماعية، وعمّم نشره بالتعميم رقم 3 تاريخ 7/10/2008 وقد طبع منه 1000 نسخة ونفذت الطبعة الأولى منه.

نشرت في العدد 114 تاريخ 1 نيسان 2009 لمجلةصباح الخيرالبناءبحثاً عن نظرة سعاده إلى الأسرة والتربية القومية الأسريّة.

أصدرت كتاباً ثانياً عن الديمقراطية في الحزب السوري القومي الاجتماعي، وذلك بتاريخ 8/7/2010، وعمّم على القوميين وقد نفذت الطبعة الأولى 1000 نسخة منه، وطبع للمرة الثانية منقّحاً.

كتبت بحثاً مستفيضاً عن الوضع في سوريا منذ استلام البعث الحكم، ومراحل الأزمة في سوريا الابتدائية، وقدّمته للأمين عصام المحايري بتاريخ 22/4/2013، وذلك بعنوانالحوار الوطني وجدواهومراحلة الابتدائية.

قدّمت دراسة تفصيلية إلى مكتب المجلس القومي بتاريخ 22/4/2013 عن موجبات العمل في المجلس القومي (في انتخابات أعضاء المجلس الأعلى واقتراحات لقوانين المحكمة الحزبية رقم 13 و15 لعلم 2001.

كتبت في جريدة النهضة في العددين 642 و633 لعام 2014 مرويات سائح عن كندا ونظامها وطبيعتها وسكانها وقوانينها، وفاعلية القوميين فيها ومدى تأثيرهم في الجاليات العربية ومساهمتهم في توجيه الساسة الكندية لصالح سورية.

كتبت دراسة تفصيلية في جريدة النهضة عن الخطة القومية المعاكسة التي قررها سعاده في مبادئ الحزب، وذلك لما ورد في كتاب الأمين توفيق مهنا نائب رئيس الحزبأنطون سعاده والصهيونية”.

هذه الأبحاث والدراسات والمحاضرات لا تندرج في القراءة لمرة واحدة، بل تبقى مرجعاً دائماً، تعبّر أولاً عن جزء من تاريخ الحزب في مسيرته الطويلة، ومصدراً من القواعد والمبادئ القومية التي وضعها سعاده العظيم. وهي دليل للقومي ليسترشد بها كلّما وجد من ذلك مطلباً علمياً وبحثياً وتاريخياً.

جميع هذه الدراسات والأبحاث المذكورة في هذه السيرة المختصرة، قدّمت إلى الأمين لبيب ناصيف مؤرخ تاريخ الحزب، لتكون مرجعاً قد يستفيد منها القوميون الدارسون والباحثون ومن يرغب الإطلاع والمعرفة.     

 

هوامش:

1 – دعاس ناصيف: شقيق الأمينة أدما ناصيف حمادة، وقد أوردت عنه في أكثر من مناسبة، وآمل أن أتمكّن،            

2 – بمساهمة الرفيق د. غسان نعمة حمادة، من نشر نبذة تعريفية غنية عن سيرته ومسيرته.

3 – علاء الدين حريب: مراجعة النبذة المعمّمة عنه على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى