أولى

بلال شرارة… قامة ثقافيّة مُشبعة بالوطنيّة والالتزام

 هاشم حسين*

 

ليس أصعب من أن نفتقد شخصيّة فاعلة في حياتنا الثقافية والاجتماعية إلا ألم الفراق لما يتركه من فراغ مؤثر، لا سيما عندما تكون شخصيّة فاعلة بنشاطها وحضورها المميّز إنْ كان في الشعر أو الكتابة أو بالحضور الثقافيّ الرفيع فهماً ووعياً وممارسةً ورسالةً اجتماعيةحضارية.

رحيل رئيس الحركة الثقافية في لبنان الشاعر والكاتب والأديب بلال شرارة، هو ليس مجرد رحيل إنسانفرد، بل هو فراغ على مستويات عدة لا يمكن أن يتجاهلها عاقل لما كان له من حضور في الفعل والكلمة، وهو القائل (كلّ ما في الحياة هو من بحر الثقافة). نعم كلّ ما في الحياة من بحر الثقافة، وكلما جفّ هذا البحر جفت الحياة الاجتماعية ويبست العلاقات بين أبناء الوطن. فالراحل شرارة الذي اعتبر أنّ الثقافة يجب أن يكون لها (دورها في تغيير المجتمع أو إصلاحه) كان قوله حقّاً لإنسان مدرك قيمة الثقافة ودورها الإنساني في البناء الاجتماعي. وهو الذي اختصر أزمة لبنان بأنها ليست أزمة سياسية ولا اقتصادية بل هي أزمة ثقافية بامتياز. نعم غياب الهوية هو أول الأمراض التي تقضي على حقيقة المجتمع وتحوّله إلى التشرذم.

بوفاة الشاعر بلال شرارة تخسر عائلته ومحبّوه وأصدقاؤه والحركة الثقافية في لبنان وحركة أمل والمقاومة وكلّ الوطنيين، قامة ثقافية كبيرة مشبعة بالوطنية والالتزام. ويخسره كلّ لبنان لما يحمل من مفاهيم صراعية ومقاومة بمواجهة أعداء الأمة والمغتصبين جنوبها العزيز، فلطالما جاهر بمقاومته بالفعل والقلم، بالفن والكلمة والقصيدة، وهو الذي لم تغب فلسطين عن ذهنه وذاكرته يوماً.

باسم الحزب السوري القومي الاجتماعي، أحرّ التعازي لأهل الفقيد، وللحركة الثقافية في لبنان وحركة أمل ورئاسة مجلس النواب. بالراحل الكبير، المثقف الدمث، والمتميّز في شعره وثقافته ونضاله ووطنيته

إنها سنّة الحياة ولا مجال لنا إلا أن نتقبّلها لكي تستمرّ الأجيال حاملةً شرارة المعرفة والثقافة من جيل إلى جيل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*عميد الثقافة والفنون الجميلة

في الحزب السوري القومي الاجتماعي.

            

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى