مقالات وآراء

متغيّرات طارئة قد تعيد تشكيل الحكومة إلى نقطة الصفر

} عمر عبد القادر غندور*

لأنه ليس بالإمكان أكثر مما كان، تراوح أزمة تشكيل الحكومة مكانها، فيما واصل رئيس الحكومة المكلف تجواله! ويؤكد الرئيس نبيه بري من جديد انّ مبادرته لا تزال قائمة ما لم تتوفر مبادرة أفضل منها.

وأكد سماحة السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير على ضرورة مواصلة الجهود التي تُبذل لتفكيك العقد، وانه استمع وناقش الأفكار الجديدة لمعالجة بقية النقاط العالقة، وانّ هناك نقاطاً تمّ الاتفاق عليها وسوف يًكمل النقاش مع الرئيس بري، وهذا هو الإطار الوحيد المُتاح والمنطقي للوصول الى مكان يُرضي فخامة الرئيس والرئيس المكلف، ساعتئذ يُمكن إخراج الحكومة الى الوجود، وبات الوقت ضيقاً ويجب ان نتحلى جميعاً بالأمل والمدخل الطبيعي للخروج من الأزمة ومعالجة المشاكل التي يعاني منها الشعب اللبناني في كلّ المناطق، وهو إيجاد حكومة قادرة على اتخاذ القرارات حتى ولو كانت صعبة.

مثل هذا الكلام، انّ الجهود المبذولة لا تزال تنبض بالأمل والفرج.

وتبقى الخشية من تفلّت الأمور في الشارع تحت ضغط الأزمة المعيشية الطاحنة في ظلّ تدهور الليرة، والدولار لم يعد له سقف وبدأ يناهز 18 ألف ليرة للدولار الواحد، إضافة الى أزمة البنزين والمحروقات وفقدان الأدوية وارتفاع فاتورة الاستشفاء وتهديد الجهات الضامنة بالتوقف عن تقديم المساعدات، الى أزمة المواد الغذائية التي باتت أسعارها فلكية وفوق طاقة 80% من اللبنانيين، فيما تستمرّ المعالجات اللفظية الكاذبة والترقيعية على ألسنة فاسدين متنوّرين شطار، ما زالوا في الساحة يكذبون ويكذبون، كالبطاقة التمويلية والأصحّ البطاقة الانتخابية المموّلة من بقايا ودائع اللبنانيين، ولا يتحدثون عن تعطيل التحقيق الجنائي ويمسخون الكابيتال كونترول الذي يمنع تحويلات الدولارات الى الخارج. ويقول خبير اقتصادي موثوق انّ الطبقة الفاسدة ما زالت تُهرّب الدولارات حتى اليوم ولم تتوقف يوماً واحداً.

وغرّد أحد النواب قائلاً «إذا كانت الولايات المتحدة جادة في محاربة الفساد في لبنان فعليها وقف دعم أركان النظام الفاسد»، فيما تواصلت المساجلات الكلامية الحادة بين أطراف الخلاف وكلها من العيار الثقيل.

واليوم نخشى من مستجدات إضافية طارئة تتعلق بالرئيس المكلف تطيح بما تحقق من إيجابيات تفكيك العقد، في ضوء ما تسرّب من نصيحة توجه بها محمد بن زايد الى الرئيس سعد الحريري عند زيارته للإمارات العربية ومفادها انّ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان غير موافق على تولي الحريري رئاسة الحكومة! وقد أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي هذه التسريبة، وربما للولايات المتحدة يد في هذا الشأن!

فهل يستمرّ الرئيس المكلف او يعتذر، ويرفض الإمساك بكرة النار، او يراهن على متغيّرات او على صديق يُسقط الفيتو السعودي! في ضوء كلام نُقل عن الحريري ومفاده انه يرفض تشكيل حكومة من دون مباركة سعودية وهل لتواصل جولاته على عدد من العواصم لها علاقة بهذه المتغيّرات؟ او نعود الى نقطة الصفر؟

وعلى اللبنانيين المعدمين وهم الكثرة ان يتحمّلوا ضنك العيش المرير وضيق أيديهم وصدورهم حتى النفس الأخير في وطن لم يكن يوماً وطناً كسائر الأوطان…

*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى