أولى

روسيا تمسك بتلابيب واشنطن من القارة الأوروبية حتى الصحراء العربية

} محمد صادق الحسيني

 

وكأنّ كلّ مفردات الصراع الإقليمي الكبيرة والصغيرة باتت رهن الصراع الروسي الأطلسي على خريطة العالم العسكرية والطاقوية.

ولنأخذ تركيا والسعودية مثالين صارخين.

فتعليقاً على الاشتباكات الدائرة بين العصابات المسلحة، في شمال سورية مثلاً، أفاد أحد كبار الجنرالات في جيش دولة عظمى بما يلي:

١) إنّ جميع الصدامات والاشتباكات العسكرية، التي تدور حالياً في المناطق التي تسيطر عليها العصابات المسلحة التابعة لتركيا، والفوضى العسكرية، التي تسود المناطق المشار اليها أعلاه، هي من تخطيط الأجهزة الأمنية والعسكرية التركية، وبأوامر مباشرة من أردوغان شخصياً.

٢) هدف هذا التحرك الأردوغاني هو تأهيل أبو محمد الجولاني للسيطرة على كلّ المناطق التي دخلها الجيش التركي، سواء شرق الفرات أو غربه، وذلك بهدف إقامة منطقة أمنية متواصلة يسيطر عليها طرف واحد هو: الجولاني.

٣) على أن تتوّج هذه السيطرة بإقامة كيان انفصالي، في شمال سورية، كي تستخدمه تركيا ورقة مساومة في ايّ مفاوضات مستقبلية، مع سورية أو حول سورية، ايّ انّ أردوغان يهدف لإنشاء المنطقة الأمنية، التي طالما حلم بها، دون أن يكون هو من فعل ذلك بشكل مباشر.

أما في ما يتعلق بالموقف الروسي، مما يجري في الشمال السوري، فقد أفاد الجنرال بما يلي:

١) انّ القيادة السياسية والعسكرية الروسيتين لا تثقان بأردوغان، وأنّ طريقة التعامل معه، من قبل القيادة الروسية، هي ضرورة مؤقتة وليست استراتيجية (بمعنى أنهم مقتنعون بانه لن ينفك عن تلبية المطالب الإسرائيلية والأميركية).

٢) وقد فسَّرَ الجنرال الموقف الروسي أعلاه بالقول: انّ القيادة العسكرية الروسية ترى انه ليس من السهل حسم الأوضاع في الشمال السوري عموماً، وفي المناطق التي تسيطر عليها العصابات التي تديرها أنقرة على وجه الخصوص، بالوسائل العسكرية في الوقت الحالي. وانّ القيادة الروسية ترى انّ أسلوب محاباة أردوغان حالياً هي ضرورة تكتيكية.

٣) انّ القيادة الروسية على قناعة بانّ أردوغان لن يسحب قواته من سورية، إلا إذا أجبر على ذلك، وهي (أيّ القيادة الروسية) وانْ كانت لن تسمح له على المستوى البعيد البقاء كقوة احتلال في سورية، إلا أنها تفضل التعامل مع الوضع الحالي بكثير من الهدوء والحكمة، الى حين الانتهاء من المعركة الكبرى ضدّ الأطلسيين، على المستويبن العسكري ( في اوكرانيا) والطاقوي، حيث هي بحاجة للموقع التركي كأحد الممرات الضرورية لربط أنابيب الغاز الروسي الى أوروبا، وذلك من أجل انتزاع القارة العجوز من الهيمنة الأميركية.

من جهة أخرى أفاد مصدر مختصّ في الشأن الخليجي بما يلي:

١) انّ كلّ العناد الذي يبديه محمد بن سلمان، في تعامله مع الرئيس الأميركي بايدن، منسق بدقة مع كلّ من وزارة الدفاع الأميركية ووكالة المخابرات المركزية الأميركية، بهدف إضعاف بايدن قدر المستطاع وتمهيد الطريق لخسارة الحزب الديموقراطي الأميركي للانتخابات الرئاسية المقبلة، في الولايات المتحدة سنة ٢٠٢٤.

٢) أما إقليمياً فإنّ أهمّ مواضيع التلاقي بين طرفي التنسيق هو الوضع في إيران، حيث تمّ الاتفاق بين ابن سلمان والجهات الأمنية والعسكرية، المذكورة أعلاه، على ما يلي:

أ ـ قيام السعودية بتمويل كافة نشاطات المجموعات الإيرانية المعادية لنظام الجمهورية الإسلامية في إيران.

ب ـ التزام السعودية بتمويل كافة نشاطات غرفة العمليات الأميركية «الإسرائيلية» الأطلسية، العاملة في أربيل، دون تحديد سقف لموازنة محددة.

ج ـ تلتزم السعودية بتغطية كافة احتياجات المجموعات الإيرانية، المسلحة والمعادية لنظام الجمهورية الإسلامية في طهران، والموجودة في المناطق الحدودية مع كلّ من باكستان وأفغانستان.

د ـ إطلاق سلسلة عمليات تخريبية، بعد أيام قليلة ـ المصدر يتحدث عن الأسبوع الرابع من هذا الشهر، وذلك في كلّ من محافظة بلوشستان، جنوب شرق، ومحافظة خُراسان، شمالاً بمحاذاة الحدود مع افغانستان.

هـ ـ يضاف الى ذلك ثلاث خلايا، موجوده في طهران، ومكلفة بتنفيذ مهمات مشابهة قبل نهاية شهر ١٠/٢٠٢٢.

 

٣) نتيجة لوساطة مصرية، بين الجزائر وكلّ من السعودية وقطر، تمّ التوافق على إعادة طرح مبادرة السلام العربية في اجتماع القمة المقبل في الجزائر، وهو الأمر الذي يتساوق مع ما ورد في كلام رئيس الوزراء الإسرائيلي في الأمم المتحدة وما صدر من تصريحات، عن مسؤولين أميركيين، حول حلّ الدولتين.

٤) وهذا هو سبب دعوة الجزائر لمسؤولين مصريين وقطريين، الى المشاورات الفلسطينية ـ الفلسطينية، التي عُقدت بالجزائر وأسفرت عن صدور إعلان الجزائر، حول المصالحة الفلسطينية.

٥) وعليه فإنّ الصفقة المذكورة أعلاه، بين محمد بن سلمان وأطراف الدولة الأميركية العميقة، تعنى بمساعدة ابن سلمان في تمهيد الطريق لفوز الجمهوريين في الانتخابات الأميركية المقبلة مقابل إعادة تأهيل السعودية (ابن سلمان) لتتولى قيادة العالم العربي، إقليمياً ودولياً، في المستقبل.

وكلّ ذلك يجري وموسكو عينها على الرياض وأبو ظبي، كشريكين ضروريين لها ولو مؤقتاً، لحين إخراج بايدن من المسرح الدولي وإسقاط الأحادية الأميركية في قيادة العالم.

بعدنا طيّبين قولوا الله…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى