أخيرة

يعتبرونها بيتهم الثاني وإذا تغيّرت تفاصيلها ينقطعون عنها رواد مقاهي اللاذقيّة رفقة عمر حميمة تشدّها عادات وتقاليد

} منال عجيب

في شوارع اللاذقية القديمة وضمن أسواقها الشعبية لا تزال تنتشر العديد من المقاهي العريقة، حيث يلتقي الأصدقاء أو أصحاب الكار من الحرفيين والتجار والمثقفين يستمتعون بأوقاتهم ويناقشون مواضيع تهمّهم، وبعد دخول الشباب والفتيات إلى هذه المقاهي بدأت بعضها تستجيب إلى متطلبات الجيل الجديد بتوفيرها الانترنت والشاشات الكبيرة.

ففي زواية صغيرة ليست ببعيدة عن ضجيج الحياة والأحداث اليومية، لكنها بعيدة عن الحداثة والتكنولوجيا يقع مقهى عائلة جعفر وصهيوني بساحة الشيخ ضاهر باللاذقية يستقبل زبائنه بديكوره القديم وكؤوس الشاي الصغيرة وطاولة النرد وورق اللعب (الشدة).

المشرف على المقهى نعيم أركلجي ذكر لـ سانا سياحة ومجتمع أن عمر المقهى أكثر من 70 عاماً لافتاً إلى أن المقاهي قديماً كانت تخصص حسب زبائنها فهناك مقاهٍ للحرفيين وأخرى للتجار وأهمها من كانت تجمع المثقفين والفنانين والأدباء والمفكرين؛ أما اليوم فلم يعد لها ذلك الدور الكبير في التواصل الاجتماعي والثقافي.

في جزء آخر من المدينة يستقطب مقهى الطابوشة بطراز بنائه القديم وحجارته التاريخية زواراً من كل الأعمار يستمتعون بلعب النرد والمنقلة والشدة ويتبادلون الأحاديث.

ويبين الحاج محمد علي أنّه قديماً «كانت للمقاهي قواعد صارمة، حيث لم يرتدها الشبان الصغار بحكم أنهم في عمر التعلم والعمل والإنتاج ولم يكن يدخن النرجيلة سوى الرجال فوق الخمسين»، موضحاً أن المقاهي الشعبية كانت ملتقى لأهل الحي؛ أما اليوم فضاقت هذه الظاهرة وإن لم تختف تماماً، حيث ما زال المقهى يجمع الكثير من الأهالي والأصدقاء الذين يفضلون التواصل بعيداً عن وسائل الاتصال الحديثة معتقداً أنه لو تغيرت تفاصيل هذا المكان الشعبي لما عاد إليه زواره.

وفي آخر شارع ميسلون يجمع مقهى الازدهار رجالاً مسنين يلعبون المنقلة ويتبادلون أطراف الحديث عن همومهم ومشاكلهم.

يقول العم أحمد نصور الذي يلعب الطاولة مع صديق العمل المتقاعد السبعيني أحمد عبود وتتصاعد أصوات ضحكاتهم في المكان أنه «يعتبر المقهى بيته الثاني»، مؤكداً أنه يرتاد المقهى منذ 40 عاماً ولا يزال يتواصل فيه مع بعض الأصدقاء.

ويشير نصور إلى أن بعض المقاهي غيرت من طابعها وأصبحت مليئة بالضجيج، كما غيرت لائحة مشروباتها التي كانت تقتصر على القهوة والشاي والزهورات وزوّدت صالاتها بشاشات عرض كبيرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى