أولى

معارك بحر عمان من السر إلى العلن

ما كشف عنه الحرس الثوري الإيراني من تسجيلات مصورة للمعركة البحرية التي دارت رحاها في بحر عمان حول السيطرة على ناقلة نفط نجحت إيران باستعادتها، وفرضت كلمتها العليا في نهاية المواجهة على الأسطول الخامس الأميركي، حدث فريد وغير مسبوق، في ظرف حساس ودقيق، وفي منطقة شديدة الأهمية.

اللافت أن الأميركيين الذين خسروا الجولة الحاسمة تغافلوا على الخبر، مطمئنين إلى أن عدم نشر إيران لأي معلومات عنه، سيساعدهم في تجنب فضيحة مدوية، فاختارت إيران التوقيت الذي يناسبها لكشف المعلومات ونشر التسجيلات التي توثق المعركة، وبعد إنكار وارتباك في موقف واشنطن وحلفائها، اعترف البنتاغون وادعى أنه أخفى الخبر رغبة في تسهيل العودة لمفاوضات فيينا.

أهمية هذه المعركة في الخليج بين سلاحي البحرية الأميركي والإيراني أنها ترسم موازين القوى، الأبعد من حساب أنواع السلاح وكميتها، بل بتحديد من يملك إرادة الاستعداد للذهاب في المواجهة إلى النهاية إذا اقتضى الأمر ذلك، وهذا ما قالته المعركة، أن واشنطن التي تتحدث يومياً عن بقاء كل الخيارات على الطاولة وبدأت تروج مجدداً لتعويم الخيار العسكري في مواجهة إيران فضلت التراجع على المضي قدماً خشية وقوع مواجهة أوسع، بينما فعلت إيران العكس مضت قدماً ولو كانت الكلفة مواجهة أوسع.

معادلة معركة بحر عمان ستحكم مفاوضات فيينا، وهذا معنى الهروب الأميركي من الكشف عنها، وهو بالضبط تفسير الكشف الإيراني عنها، والمعادلة هي، أن إيران جاهزة للمضي قدماً ولو كانت الكلفة مواجهة أوسع، وأن أميركا التي تتحدث كثيراً عن خيارات أخرى غير التفاوض، عندما واجهت ساعة الحقيقة فضلت التراجع خشية التورط في مواجهة أوسع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى