أخيرة

عود على بدء

تماماً كما عهدناه دائماً، نسيج وحده في المقدرة على استغلال كلّ الظروف وعلى كلّ المنحنيات لمصلحته، مستغلاً كلّ ذلك الاستقطاب الإعلامي الذي يحدثه الصراع الروسي الغربي على الساحة الأوكرانية، ها هو العدو “الإسرائيلي” يطلق حملة مسعورة على أهلنا في الضفة الغربية، فيعمل تقتيلاً وبطشاً واعتقالاً ظاناً بحماقته المعهودة أنه بذلك سيقوم بترهيب شعبنا وترويعه، مما سيحمله على المسارعة في تفريغ الأرض.

مشكلة هذا العدو أنه صاغ لنفسه مجموعة من النظريات والتكتيكات والرؤى الفلسفية استباقاً للصراع، وهو لا يزال في حالة الصيرورة، ولكن كلّ ذلك الاستشراف العميق لما هو آتٍ، تساقط الكثير منه بسبب التراكم الكمّي للتجربة لدى الطرف الآخر، وبسبب ما طرأ من أحداث لم تكن في الحسبان من ناحية أخرى، بل إنني أكاد أجزم أنّ تواجد هذا الكيان وبهذه الطريقة الفجة والمفرطة في العنف والتوحش والرغبة في إزالة الآخر من الوجود كانت حالة مفيدة لشعوب المنطقة، لأنها ساهمت في الإيقاظ والبعث من كلّ هذا الموات الذي كان يعتري جسد الأمة، من أقصاها الى أقصاها، كانت المفجر والمشعل لفتيل يقظة هذه الأمة…

الآن يقتل العدو يميناً وشمالاً، ويبطش هنا ويمعن التوحش هناك، ولكن ما يبتغيه ويسعى لتحقيقه من ذلك لن يتأتّى له، وواقع الحال انّ ما سيترتب على ذلك هو اشتعال جذوة المقاومة وانتقالها الى مرحلة إلحاق الكثير من الضربات للعدو، وخلق بؤرة للصراع لا طاقة لهذا العدو بها، وعلى نفسها جنت براقش.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى