أولى

التعليق السياسي

زيارة المقداد إلى موسكو وإطار السيادة السورية

تأتي زيارة وزير الخارجية السورية الدكتور فيصل المقداد إلى موسكو، التي بدأت أمس، في ظروف تتيح لها أن تكون ذات نتائج مفصليّة على مستقبل الوضع في سورية، حيث تشكّل الزيارة مناسبة للتداول الروسي السوري في ملفين كبيرين يعطلان مسيرة تقدم الدولة السورية لبسط سيادتها على كامل الأراضي التي كانت تحت سيادتها قبل الحرب التي شنت عليها منذ العام 2011.

الملف الأول هو وجهة المداخلة التركية في الحرب السورية، وهي وجهة كانت العنصر الأهم في تمكين مشروع الحرب على سورية، من امتلاك قاعدة صلبة على تماس جغرافي كبير مع الحدود السورية، وشكلت عبرها تركيا نقطة انطلاق لمئات الآلاف من الإرهابيين الذين تم تجميعهم لتخريب سورية وتمزيق وحدتها، وبعد قمة طهران الأخيرة التي ضمّت الرؤساء الروسي والإيراني والتركي بدا واضحاً أن الفيتو الروسي والإيراني على العملية العسكرية في سورية التي أعلنت عنها القيادة التركية قد نجح بتعطيلها، وأن المصالح السياسية والاقتصادية لتركيا مع إيران وروسيا قد تغلبت على الأطماع التركية بالمزيد من العبث بالداخل السوري، وحصرت المطلب التركي بإنهاء تهديد مخاطر نشوء كانتون كردي مسلح ترفضه الدولة السورية، وتستعدّ لإنهائه واستعادة أراضيها التي يغطي الاحتلال الأميركي قيام الكانتون الانفصالي فيها وسرقة الثروات النفطية منها.

المواقف التركية والسورية تبدو على ضفة التلاقي على الانتقال الى لقاءات سياسية علنية، يتوجها لقاء رئاسي يسعى لعقده الرئيس الروسي، بعدما أعلن الطرفان عدم وضع شروط مسبقة للقاء، وأضاف تطلعاته من عقد هذا اللقاء، وهي إنهاء التهديد الأمني بالنسبة لتركيا والانسحاب التركي وتحقيق وحدة الأراضي والسيادة عليها بالنسبة لسورية، وتبدو موسكو في الاجتماعات التي ضمّت وزيري خارجية روسيا وسورية، في دائرة ترتيب الخطوة الأولى بهذا الاتجاه.

الملف الثاني في الزيارة وفي مسار تقدّم السيادة السورية، هو وقف الغارات الإسرائيلية على سورية، والتي تسيء للعلاقة السورية الروسية، في ظل التمركز العسكري الروسي في سورية، وتبدو الأجواء المخيّمة على العلاقات الروسية الإسرائيلية الى المزيد من التوتر على خلفية الموقف الإسرائيلي من الحرب الأوكرانية، والأمور بين رسم خط أحمر روسيّ تلتزمهإسرائيل، أو نقلة نوعية في الدفاعات الجويّة السوريّة تتيح ردع الغارات.

السيادة السورية جدول أعمال زيارة المقداد الى موسكو.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى