أولى

من هو المرشح الثالث؟

 

– منذ إعلان ترشيح النائب ميشال معوض، وصولاً لترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، يبدو واضحاً لفريق الثامن من آذار أن خطة فريق الرابع عشر من آذار ومن خلفها عواصم خارجية تقوم على محاولة وضع مرشح يحوز بأوسع تأييد نيابي للقول تعالوا نطوِ صفحة ترشيح هذا المرشح مقال طيّ صفحة ترشيح المرشح سليمان فرنجية، ولنذهب الى مرشح ثالث، معلوم سلفاً أنه قائد الجيش العماد جوزف عون؛ أما التيار الوطني الحر الذي انضم إلى مؤيدي ترشيح أزعور والرافض ترشيح قائد الجيش فإن معادلته مشابهة، ولكن بدلاً من قائد الجيش تعالوا نتفق على مرشح ثالث مثل زياد بارود أو سواه.
– مقابل المرشح الثالث الشخص، يبدو أن هناك مرشحاً ثالثاً دائماً عند فريق الثامن من آذار وهو الحوار، والحوار غير المشروط يقصد به رفض أي مطالبة بطي ترشيح فرنجية كشرط للحوار، لأن هذا يسقط مبرّر الحوار، وينهيه قبل أن يبدأ، ومفهوم الحوار هنا وضع الرئاسة على الطاولة، وتحديد سياقها ومهامها للحوار حول مواصفات الرئيس الذي يلبي متطلباتها، واستعراض المرشحين على أساس هذه المواصفات والبدء بتضييق لائحة المرشحين للوصول الى اسم أو أكثر، يتمّ الذهاب بهم الى مجلس النواب.
– ماذا لو بقي الوضع على حاله وفشلت دعوات الحوار، فلم يقبلها فريق تقاطع على ترشيح جهاد أزعور، وبقي رفض فريق الثامن من آذار لطي ترشيح فرنجية، قبل الحديث عن ترشيح قائد الجيش المشروط بقبول طيّ ترشيح فرنجية، ودون موقف سلبي من شخص العماد جوزف عون، أو رفض مناقشته كفرضية على طاولة الحوار إذا عُقدت، فهل يتحمّل لبنان هذا الانسداد طويلاً؟
– هنا ظهرت الدعوة للانتخابات النيابية المبكرة، وهي عدا عن كونها المخرج الديمقراطي الطبيعي عند كل فشل للمجالس النيابية في تشكيل حكومة أو العجز عن انتخاب رئيس، فإن الانتخابات المبكرة تكسر الجمود والحلقة المفرغة والانتظار القاتل، وتتيح رد الأمر الى الناخب المعني الأول بممارسة السيادة عبر النواب الذين ينتخبهم، ويحاسبهم على أدائهم عبر صندوق الانتخابات. والأداء هنا هو الخيار الرئاسي، الذي اتخذه النواب ومدى ملاءمته لخيارات ناخبي الدوائر التي جعلتهم نواباً، والانتخابات المبكرة قد تسهم في تحريك الجمود من خلال إعادة حسابات النواب والكتل التي ينضوون فيها، سواء لصالح ترجيح خيارات رئاسية معينة أو الدفع نحو قبول الحوار، وإن لم تفعل، فيصبح الذهاب إليها موجة تزداد زخماً كلما بقي الانسداد قائماً، تصعب مواجهتها.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى