الوطن

اجتماع لـ «الحملة الأهلية» في مقرّ «حماس» دعماً للمقاومة مهدي: الكيان المؤقت مهزوم عسكرياً وإنسانياً ومنهار داخلياً

عقدت الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة اجتماعها الأسبوعي في مقر حركة «حماس»، بحضور ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الإجتماعي سماح مهدي إلى جانب المنسق العام معن بشور، ومسؤول حركة حماس في لبنان د. أحمد عبد الهادي، ومقرّر الحملة د. ناصر حيدر وأعضاء الحملة.
بشور
افتتح بشور الإجتماع بالوقوف دقيقة صمت وإجلالاً وإكباراً لأرواح شهداء غزة وفلسطين والمقاومة في لبنان، وقال: ليست المرة الأولى التي نلتقي فيها بمقرّ حركة حماس كما تعلمون، وليست المرة الأولى التي نلتقي فيها بمقرات العديد من القوى والفصائل اللبنانية والفلسطينية، إنما لقاؤنا اليوم له معنى خاص فنحن نلتقي اليوم في دمعة على أرواح شهدائنا الأبطال في غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان، هؤلاء الشهداء الذين يكتبون صفحات تاريخية مجيدة من حياة أمتنا ومن حياة العالم وربما هذه أهمية ما يجري اليوم فالعالم كله يتحرك مع فلسطين ومع المقاومة .
أضاف بشور: هذا العدو يده طويلة وإنْ كانت المقاومة تقطعها في أماكن كثيرة، فنحن نعتبر أننا عندما نكون مجتمعين مع إخوتنا في مقر حركة «حماس»أو في أيّ مقر للمقاومة فإننا نكون في جبهات القتال مؤكّدين على أن نكون حجراً في بناء الوحدة الوطنية، بناء الوحدة العربية والإسلامية والأممية وهو أكثر من نستطيع أن نقوم به في دعم المقاومة.
وتابع بشور قائلاً: إنّ هذا اللقاء يحمل بوجود معظم الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية رسائل متعددة لأهالي شهدائنا في فلسطين وفي كلّ مكان، يحمل رسائل متعدّدة للجماهير العربية التي خرجت كما لم تخرج من قبل إنتصاراً لفلسطين وهذا يدلّ على مكانة فلسطين ومكانة المقاومة في قلوب أبناء أمتنا وعقولهم، وهي أيضاً رسالة الى كلّ الجماهير التي خرجت في العالم معبّرة عن غضبها من أمرين من وحشية العدوان ومن نفاق الحكام وهذا ما نراه في بلدان أميركا وأوروبا وكما نرى الغضب في معظم الدول الغربية، ليس فقط على الحكام بل على الأكاذيب التي أطلقوها.
عبد الهادي
ثم تحدث عبد الهادي الذي استهلّ كلامه مرحباً بالمجتمعين، وتناول سعي الحكومة الصهيونية المتطرفة إلى تصفية القضية الفلسطينية من خلال مشروعها الذي أسمته الحسم على كلّ المستويات، وبكلّ الملفات، القدس تهويداً، والمسجد الأقصى استيلاءً، والضفة الغربية زرع المستوطنات وشرعنتها، والاعتداء على أسرانا في سجونها، ومشروعها المتعلق بالترانسفير لسكان 1948، والعالم يتطلع وهي تضرب بعرض الحائط كلّ القوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة.
ثم تحدث عن ممارسة هذا العدو الصهيوني للإرهاب والمجازر بحق شعبنا، سواء في الضفة الغربية أو القدس أو في الأقصى أو الحصار المطبق على قطاع غزة منذ 17 عاماً.
وأضاف عبد الهادي: الشعب الفلسطيني لم يتعوّد على رفع الراية البيضاء من قبل النكبة وقرّر أن يقلب الطاولة على الجميع وقرر أن يغيّر هذا الواقع بشكل جذري وليس بشكل تجميلي فكانت معركة «طوفان الأقصى».
وتناول في كلمته ردّ الفعل العنيف للعدو على هذه المعركة، والتعاطي بجنون مع المدنيين في غزّة من خلال القصف الوحشي المستمر والمجازر بحق أهلنا.
ثم تحدث عن خيارات الاحتلال من اجتياح كامل أو اجتياح جزئي، أو اجتياح وإيجاد شريط فاصل، ورأى أنّ هذا مكلف له بسبب خسارته للفرقة المختصّة بالعدوان على غزّة خلال معركة 7 تشرين الأول، والخوف مما تخبّئه المقاومة، كما من ردّ فعل محور المقاومة ورسائل هذا المحور الواضحة، وأبرزها ما يقوم به مقاتلو حزب الله في جنوب لبنان، وموقف إيران والقصف على العدو أو القواعد الأميركية من اليمن وفي العراق وسورية.
وختم عبد الهادي كلمته بأنّ الحرب ستأخذ وقتاّ، لكن يجب العمل على وقف إطلاق نار إنساني وإدخال المساعدات الأساسية والضرورية لأهلنا في غزّة.
مهدي
كلمة الحزب السوري القومي الإجتماعي ألقاها ناموس المجلس الأعلى سماح مهدي الذي قال: لقد حققت ملحمة طوفان الأقصى انتصارات على أكثر من جبهة…
ففي الدقائق الأولى من العملية كان الانتصار الاستخباري الذي أظهر كلّ أجهزة العدو عاجزة عن معرفة موعد الهجوم.
وفي الجانب العسكري، برز المقاومون أكثر جهوزية وكفاءة من كلّ ضباط وأفراد جيش عصابات الإحتلال، وتحديداً أولئك الذين يزعمون حيازتهم الخبرة الكبرى في ملف غزة.
أما في ما يتعلق الأسرى، فكانت الغلة كافية لإتمام وعد المقاومة بتبييض معتقلات العدو من كلّ الأسرى. وهنا نوجه التبريكات لحركة حماس بارتقاء أحد قيادييها الأسير عمر ضراغمة شهيداً قبل يومين من معتقل مجدو.
كما حققت المقاومة انتصاراً على المستوى السياسي، إذ ظهر الكيان الغاصب المؤقت مفككاً هذه المرة، خلافاَ لكلّ الحروب السابقة التي كان يجري فيها شدّ العصب لما تسمّى جبهته الداخلية. فعلى الرغم من تشكيل المجرم نتنياهو لحكومة الحرب كي لا يتحمّل المسؤولية منفرداً، إلا أنّ ذلك لم يمنع من ارتفاع أصوات المعارضة وبروز الاعترافات الواضحة بانهيار كيان العدو. خاصة في ظلّ إعلانه عن تأجيل الإجتياح البري لغزة بانتظار وصول قوات أميركية إضافية. ما يعني أنّ الضعف فتك بالمؤسسة العسكرية لدى العدو، وهي من كانت تتبجّح دائماً بقوتها وصلفها.
وأكد مهدي أنّ انتصار المقاومة الأسمى كان على المستوى الإنساني بإظهارها لأسلوب التعامل مع الأسرى من المحتلين كما رووا بعد خروجهم، في مقابل وحشية غير مسبوقة من مجرمي عصابات الاحتلال.
ثم توالى على الكلام الحاضرون جميعاً مؤكّدين وقوفهم خطاً واحداً إلى جانب المقاومة في معركتها التي تأتي تتويجاً لمعارك عديدة خاضها رجال المقاومة الفلسطينية منذ بدايات القرن الماضي، ونفّذوا خلالها عمليات نوعية بطولية.
وأصدر المجتمعون البيان التالي:
1 ـ في الوقت الذي تدخل معركة «طوفان الأقصى»يومها العشرين نسجّل اعتزازنا ببطولات شعبنا ومقاومته بكلّ فصائلها، وهي بطولات تواكب تضحيات الشعب الفلسطيني، آملين نصراً لفلسطين وخلوداً لشهداء المقاومة في فلسطين وأكناف فلسطين، وشفاء لجرحى الحرب، وحرية لآلاف الأسرى المحتجزين في سجون الإحتلال.
2 ـ وجه المجتمعون التحية إلى قوى المقاومة في غير ساحة، لا سيّما المقاومة في لبنان التي تقدّم الشهيد تلو الشهيد في معركة شاملة مع العدو وإجباره على سحب العديد من قواته من محيط غزّة، وفي إطار قواعد اشتباك محسوبة بدقة وكفاءة وحكمة وشجاعة.
3 ـ وجّه المجتمعون التحيات لقوى المقاومة الممّتدة من سورية إلى العراق إلى اليمن إلى إيران… وقد بدأت آثار مقاومتهم تؤتي أكلها، لا سيّما في ظلّ الارتباك الأميركي والغربي إزاء التعامل معها.
4 ـ حيّا المجتمعون التظاهرات الحاشدة التي ملأت العواصم والمدن انتصاراً للمقاومة وتنديداً بمجازر العدو، ودعوا إلى ترجمتها من خلال قرارات وإجراءات على المستوى الرسمي وفي مقدمها إلغاء إتفاقات التطبيع مع العدو وطرد سفرائه، وصولاً إلى مقاطعة كاملة للعدو وداعميه وشركاتهم، والسلع والبضائع التي ينتجها هؤلاء الداعمون.
5 ـ حيّا المجتمعون باعتزاز التظاهرات التي ملأت عواصم العالم ومدنه، لا سيّما في الدول المساندة للعدوان والتي أثبتت أنّ حكوماتها في واد والشعوب في واد آخر، ودعت إلى العمل من أجل قيام جبهة شعبية عربية – عالمية ضدّ الهيمنة الاستعمارية والعنصرية الصهيونية، تكون من أوّل مهامها نزع الشرعية الدولية عن الكيان الصهيوني وطرده من كافة المنظمات الدولية على غرار ما جرى مع النظام العنصري في جنوب أفريقيا.
6 ـ شدّد المجتمعون على ضرورة استمرار حركات الانتصار لأهلنا في غزّة ولمقاومتنا الباسلة وضرورة تنشيط حملات جمع التبرعات عينية ومالية لأهلنا في غزّة والضغط من أجل التهيئة لإطلاق ورشة إعمار للأضرار والدمار الذي تسبّب بها العدوان على غزّة، وفي هذا الاجتماع دعوا إلى المشاركة في الاعتصام الجماهيري الكبير الذي دعت إليه القوى الوطنية اللبنانية والفلسطينية في قلب بيروت – البسطة التحتا في الساعة الرابعة من بعد ظهر اليوم الجمعة في 27/10/2023 تعبيراً عن وقوف بيروت عاصمة المقاومة والحرية إلى جانب الحق الفلسطيني، وتعبيراً عن الضمير القومي والإسلامي والإنساني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى