أولى

الرد الاستراتيجي: موقع ميرون ووسام الطويل

لم يتأخّر الإسرائيليون عن الاعتراف بخطورة الضربة التي تلقتها منظومة المتابعة والاستعلام والسيطرة في قواتهم الجوية وعملياتهم الأمنية، عبر استهداف المقاومة الإسلامية في لبنان لموقع جبل ميرون.
قاعدة ميرون تعتبر مركزًا للإدارة ‏والمراقبة والتحّكم الجوّي الوحيد في شمال فلسطين المحتلة. وهي المسؤولة عن تنظيم وتنسيق وإدارة العمليات الجوية باتجاه لبنان وتركيا وسورية وتركيا والقسم الشمالي من الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط. وهي واحدة من قاعدتين أساسيتين هما ميرون شمالًا، ‏و«متسبيه رامون» جنوباً. تضمّ القاعدة عدداً كبيراً من نخبة الضباط والجنود، وتُشكل مركزًا رئيسيًا لعمليات التشويش الالكتروني وإدارة عمليات الطائرات المسيّرة على مدى يزيد عن الألف كيلومتر.
وزير حرب كيان الاحتلال قال إن المنظومات البديلة لتجهيزات القاعدة بدأت العمل، معترفاً بأن منظوماتها الأصلية أصيبت بأضرار أخرجتها من الخدمة، وقد شاهد الجنوبيّون منطادين يطلقهما الكيان في الأجواء، بما يعتبره الخبراء محاولة تعويض عن منظومة القاعدة الاستراتيجية. وقال غالانت إن تحقيقاً يجري في وضع القاعدة الحساسة وإصابتها، بينما نشرت الصحف الإسرائيلية تقارير تشير إلى أن الكثيرين من المسؤولين في جيش الاحتلال لم يكونوا على علم بالمعلومات الخطيرة عن أهميّة القاعدة، التي تضمّنها بيان المقاومة الاسلامية، معتبرة أن البيان التوصيفيّ للعملية الذي أصدره حزب الله أهم من العملية نفسها.
جاء اغتيال القائد الجهادي الكبير وسام الطويل، الذي يتّهمه قادة الكيان بالوقوف وراء عملية الاستهداف، محاولة لتعويض حجم الخسارة التي لحقت بالكيان معنوياً، باعتبار التعويض المادي غير ممكن إلا خلال شهور طويلة لترميم وضع القاعدة وتجهيزها بما يلزم لاستئناف عملها، وخسارة القيادي الجهادي جواد تؤلم المقاومة وبيئتها، لكنها لا تعطّلها عن مواصلة مهامها، ولا تضعف معنوياتها، بل تزيدها تمسكاً وإصراراً بما تفعل. وهذا كان حال المقاومة دائماً عندما تقدّم قادتها السياسيين أو قادة جسمها العسكري أو قادتها الميدانيّين شهداء، وإذا كانت اتهامات جيش الاحتلال للشهيد وسام بالوقوف وراء عملية ميرون صحيحة، فهو يمضي مكللاً بوسام نصره، بينما هم يُكملون بتجرّع كأس الهزيمة المرّة.
سوف تعوّض المقاومة خسارتها المادية فوراً، وسوف تحوّل جرحها وألمها الى قوة دفع للمزيد من الثبات والشجاعة والبطولة، لكن الاحتلال لن ينجح بتعويض خسارته المادية لقاعدة استراتيجية في هيكل عمله الاستخباريّ، ولن ينجح قطعاً بتعويض هزيمته المعنوية بما ظهر من فشل استخباري في إخفاء المعلومات حول القاعدة، وقد وصلت للمقاومة، وفي القدرة على حمايتها وقد أصابتها المقاومة وأخرجتها من الخدمة. تماماً كما في غزة، خزي الجريمة يلاحق الإسرائيلي معنوياً، وصرخات جنوده وضباطه يستغيثون وينتحبون تلاحق نوم قيادته، وجيشه المتهالك يحسم أمر هزيمته.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى